د.حماد عبدالله يكتب: نصف مصر التى لا يعرفها المصريون !!
إختارت محافظة الوادى الجديد ، الثالث من أكتوبر، تاريخاً لعيدها القومى ، وهذا ليس إرتباطاً بأعياد أكتوبر ، التى غمرت "مصر" منذ حرب أكتوبر 1973 ، والمحدد لها يوم 6 أكتوبر "العاشر من رمضان" الموازى فى التاريخ الهجرى .
إلا أن 3 أكتوبر بالنسبة لمحافظة الوادى الجديد هو اليوم الأول الذى وصلت فيه "جحافل" التعمير بقيادة اللواء "الجغيلى" رحمه الله ، بقرار من الرئيس "جمال عبد الناصر" عام 1959 ، بتعمير هذه الأرض العظيمة والتى تمثل 48.6 % من أرض هذه المنطقة والتى تمتد من واحة "الفرافرة" شمالاً على بعد 375 كيلو متر جنوب غرب محافظة "الجيزة" وإلى الجنوب حتى حدودها مع " أسوان" ويحدها غرب "ليبيا" وشرقاً كل من محافظات الصعيد " المنيا ، أسيوط ، سوهاج ، قنا ، والأقصر وأسوان ".
هذه المحافظة التى تشمل مدن " الفرافرة ، والداخلة ، والخارجة ، وباريس ، وشرق العوينات ، ودوش ، وأخيراً توشكى " وهى أكبر تجمع سكانى جغرافى تاريخى بشرى !! ليس بعدد السكان ، فعددهم حسب تعداد أخير لم يتعد المائتين وخمسون ألف نسمة ، تصوروا نصف أرض مصر يعيش عليها ربع مليون مصرى ومع ذلك يوجد بها أكثر من تسعون موقع أثرى من الحضارة الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية من أشهر أثار مصر ، ولعل معبد "هيبس" فى الخارجة ومعبد "دوش" فى جنوب "باريس" ومقبرة "المذوقة" فى "الداخلة" ومقابر " البجوات" المسيحية فى "الخارجة" منذ عام 100 ميلادية!!
هذه المحافظة الشاسعة والتى تحمل فى باطنها أكبر مخزون للمياه الجوفية فى "مصر" بل فى منطقة الحزام الأصفر فى أفريقيا كلها .
كما تذخر أرض هذا المسطح من الوطن بأكبر كمية نخيل فى مصر ، وتصدر أكثر من 85% من البلح فى مصر ، هذه المحافظة التى تضم من أهم معالم الحياة المعاصرة منجم "أبو طرطور" للفوسفات وكذلك المصانع التى تركها القطاع العام ، لتجفيف البلح والطماطم والبصل ، وفيها أكبر تجمع لأحواض تربية البط والديوك الرومى ، كما أنها تشمل مراعى كثيرة للبقر والجمال ، ولكن لا أعلم بالضبط كم عددها إلا أن البنية الأساسية فى الوادى الجديد للأستثمار تشمل خامات تصلح لإنتاج الزجاج المسطح والأسمنت ، والحديد ، وأكبر تجمع لخامات أكاسيد النحاس فى جنوب الوادى ، وفى شمالها بين "الداخلة ، والفرافرة وخاصة فى منطقة "غرب الموهوب" "وأبى منقار" .
ولعل المياه المتفجرة فى منطقة " بلاط" فى واحة الداخلة ، هذه المياه البنية اللون تخرج بدرجة حرارة تزيد على 40 درجة مئوية ، ويقصدها السائحين الأجانب وخاصة "الألمان" حيث كتبوا عنها فى مراجعهم أنها تشفى من 13 مرض منها أمراض "الحصوة ، والبهاء " وهذا شيىء أيضاً غريب !!
كما أن فى " غرب الموهوب " " وحطة الشيخ رمضان " تتفجر المياه الجوفية دون حفر .وتزرع الطماطم والخضروات ، ولكن للأسف الشديد لا تجد من ينقلها إلى الوادى القديم ، ولعل المركز الحرفى الذى ساهمت شخصياً فى إنشائه عام 1979 بمنطقة واحة "الباشندى" أثناء إعدادى لرسالة الدكتوراه فى الفلسفة عن واحات مصر الغربية ، ومازال هذا المركز ينتج السجاد اليدوى والكليم والحصير ، والملابس النسائية الواحاتية ، وعلمت أخيراً بقدرات أهل هذه الواحة على التصدير لمنتجاتهم الحرفية إلى دول أوربية وأهمها "كندا" .كل هذه الخيرات فى نصف مصر التى لايعرفها ولا أحد من أعضاء الحكومة !! حيث أراهن على أن أحدهم (أعضاء الحكومة) يعلم شيىء عن نصف مصر !! المسماة حكومياً محافظة " الوادى الجديد " للأسف !!
Hammad [email protected]