أبرزهم "نجيب محفوظ" و"ملكة أسبانيا".. محطات في حياة "محمد أحمد" أيقونة الفول والفلافل بالإسكندرية
إستيقظ أهالي الإسكندرية، يوم الخميس الماضي، على نبأ وفاة "محمد أحمد" صاحب أشهر محل فول وفلافل بالمحافظة، والذي صنع من أسمه شهرة غير عادية وصلت صداها لخارج مصر، حيث أكتسب مهارة مكنته من الدخول في قلوب المصريين، وأصبح محله مقصدًا للمواطنين البسطاء والمشاهير.
وسيطرت حالة من الحزن الشديد على المارة أمام محله الذي كان يملكه بشارع شاكور بمنطقة محطة الرمل، حيث تفاجئ المواطنين برفع لافتة نعي في صاحب المحل الحاج "محمد أحمد السماك"، على أن تشيع الجنازة من مسجد المواساة، وأنتقل صدى الخبر على مواقع التواصل الإجتماعي، حتى سارع العديد من المواطنين بنشر ذكرياتهم على صفحاتهم مع المحل.
ومن ضمن الذكريات التي نُشرت، هي ذكرى الكاتب إبراهيم عبد المجيد مع المحل، حيث نعى في بوست له على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" رحيل صاحب المحل الأشهر في الإسكندرية، قائلا: "أمس فقدت الإسكندرية علامة، وعلمًا من أعلامها هو الحاج محمد أحمد السماك صاحب محل محمد أحمد الشهير، خبر وجدته على تويتر، الخبر رغم الأسي أيقظ في روحي عمرًا جميلًا من الذهاب إلى محطة الرمل وكيف كان ذهابنا إليها لا يكتمل ولا يصبح جميلًا إلا بالأكل عنده في المحل أو بشراء ساندوتشات نأكلها في المقهى".
وأضاف "محمد أحمد جعل لمحطة الرمل طعمًا وجعل للإسكندرية طعما جميلا وصار علامة عليها وصارت به تختلف ولا تزال، ألف رحمة للحاج محمد أحمد وخالص العزاء لأسرته، مش قادر أحصي المرات اللي رحت فيها عنده أو أكلت فيها من عنده، من أول ماكان شارع شكور هادي وفيه سينما ماجيستك على القمة، وسينما بارك قدام شوية، والاتنين راحوا إلى ان ملئ بمحلات الموبايلات، وبأه زحمة لكن فضل محمد أحمد علامة على إسكندرية الحلوة".
وبالعودة للذاكرة، فإن الراحل "محمد أحمد" بدأ مشروعه عام 1957م في محل صغير بشارع "شكور" بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، وإستطاع في نحو نصف قرن من الزمان صنع مكانا أصبح من أشهر المعالم في الإسكندرية.
وحسب حوار صحفي له قديم، أكد أنه لم يعرف مهنة أخرى بخلاف مهنة الفول والفلافل، وظل طوال اكثر من 50 عاما يعمل على تطوير محله ومهنته ونوعية الأطباق التي يقدمها، حتى أصبح ذات سمعة كبيرة وأصبح مقصدا للعديد من المشاهير في مجالات السياسة والفن والأدب وغيرها.
وكما ذكر "محمد أحمد"، فإن أبرز هؤلاء المشاهير الملكة صوفيا ملكة إسبانيا عام 1989 وقضت نحو الساعتين في المحل، وكانت سعيدة للغاية؛ لأنها درست لفترة في إحدى مدارس الإسكندرية أثناء طفولتها. أيضا المغني العالمي ديميس روسوس عام 1998، وهو سكندري المولد والنشأة، وأمضى بالإسكندرية السنوات الـ15 الأولى من حياته، كما زار أيضا الأديب المصري الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ المحل، ورسام الكاريكاتير مصطفى حسين، والمخرج الراحل صلاح أبو سيف، ومعظم الفنانين الشباب الذين ظهروا ولمع نجمهم في السنوات الأخيرة".
وحكى الراحل صاحب المحل، عن موقف جمعه بالفنان الراحل فؤاد المهندس؛ حيث كتب له عقب إنتهائه من تناول الطعام في محله، "كلمتين وبس.. الفول يجنّن" وذلك على نهج البرنامج الإذاعي الشهير "كلمتين وبس" الذي كان يقدّمه في ذلك الوقت.