هالة الشحات تكتب : شريك الحياة

ركن القراء

بوابة الفجر


كثيرا ما نسمع كلمة أن الزوج أو الزوجة ما هم الا شخص جديد انضم الي العائلة وليس له صفة القرابة فالشقيق أو الشقيقة هم الأقرب وهم من يمتلكون صلة الرحم فهم الأعظم في حياة الشخص ولم يلتفت أحد إلي معني كلمة شريك حياة ووصف الله تعالي للعلاقة الزوجية بالميثاق الغليظ والحياة بينهما وصفها بالسكينة التي تعتمد علي المودة والرحمة" فإن كان الشقيق هو الأقرب فشريك الحياة هو الجزء من الكل.

فكثير من الأقاويل التي تحاول أن تقلل من شأن شريك الحياة وتناسوا أن بين كل من الزوج والزوجة ميثاق غليط لا يحل حتى بالطلاق، فهناك روابط وثيقة وحقوق وواجبات، واما من يقول ان صلة الرحم هي الأقوي من صلة الزواج فاسمحوا لي أن أقول لكم أنتم علي خطأ فإن كان يجمعكم صلة من الرحم فالزوج والزوجة يربطهما الرحم ذاته فالزوج يلقي لزوجته النطفة لتحضنها داخل رحمها ويعيش جزء منه داخل أحشائها ليون الميثاق الغليظ مدعم برابط مقدس اسمه الرحم رحم الزوجة الذي جعله الله سببا ليكون هناك نسخة مصغره تجمع بين الزوج والزوجة تعيش في الحياة لتكون ثمرة هذة الشراكة.

ولنكن متفقين فنحن هنا نتحدث عن شريك الحياة لا عن الزواج فحسب، فكثير من الاسر تجمع بين ذكر وانثي في علاقة حميمة، ولكننا نتحدث هنا عن العلاقة الزوجية وشركاء الحياة الذين يتفهمون ما هو الميثاق الغليظ ويعملون علي انشاء أسرة من زوج وزوجة شركاء في حياة طبيعية سليمة تحكمها القواعد الدينية والتعاليم الإنسانية. 

في حالة المرض لا يكن بجانب الشخص الا شريك حياته الذي اختار ان يحمل معه الحزن قبل الفرح والمرض قبل الصحة، فيمكن ان يكون بجانبنا الاشقاء والاصدقاء والأهل لكن يبقي لشريك الحياة الدور الأهم والاقوي فهو من منا يحمل علي كتفه هم شريكه هو من يمرض ويضمم ويقوي ويغذي ويحمل الألم ويشاركه كل أحساس يشعر به.

وهنا سؤال يمكن ان يحسم الكثير....هل يستطيع الانسان منا ان يعيش دون أخواته او دون أمه وأبوه ؟؟
هل يسطيع الانسان منا ان يعيش دون شريك الحياة ؟؟

هذا السؤال الذي سأله النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه في فترة الجهاد ما هي الفترة التي تسطيع المرأة أن تعيش فيها دون زوجها؟، فلم يسأل ما هي المدة التي تستطيع المرأة أن تعيش بعيدة عن أمها او شقيقاتها....
فما يجمع بين الزوج وزوجته يجعلهما لا يسطيعون الإستغناء عن بعضهما البعض، بل يجعل كل منهم يستند الي الاخر وكل منهم يدعم شريك الحياة بكل ما اوتي من قوة.

فكل نجاح يحمله أحد الشركاء يتقاسم معه شريكه الفرح ووالفخر وعظمة اللحظة فهو شق من الروح وشق من الحياة. 

و لكن على النقيض بعد الشركات التي تم بنائها علي أساس خاطئ وقواعد فاسدة فتلك الشركات دائما ما تنتهي بالإفلاس والفشل او بعني اخر الإعتزال والطلاق او الانفصال حتي وان جمعتهم الجدران.

نصيحة لكل زوج وزوجة حافظوا علي الميثاق بينكما وحافظوا علي شق الروح وشركاء الحياة، لا تستمعوا الى يحاول التدخل في شركتك الخاصة التي تجمع بينكما، فكل منهما له شركه يحافظ عليها فلا تجعل من هو خارج شركتك يكون طرف فيها.

وفي النهايه من يحبك حقا يحب شق روحك.