من رعاية المرضى إلى تكريم الأموات.. "عزل الفيوم" يتصدى لكورونا
إيمانا بالمسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتقهم، وسعيا منهم وراء القيام بما تمليه عليهم ضمائرهم، من واجب وطني، فرضته جائحة كورونا ليس على الدولة وأجهزتها المعنية فقط، وإنما على الجميع، حرص عدد من شباب فريق العزل بمحافظة الفيوم، على أداء المهام الموكلة إليهم، فكل منهم يؤدي دورا مهما في مجال خبرته، لا يبتغون بذلك إلا وجه الله، ولا يدينون إلا لإنسانيتهم، لا لعرق ولا لجنس ولا للون، لا يميزون مسلم عن مسيحي، يعملون من أجل انتشال الجميع من براثن الجائحة العالمية، التي ظهرت للمرة الأولى في الصين وتفشت في شهر مارس الماضي، ثم سرعان ما انتشرت في مختلف دول العالم، مخلفة ما يربو على 95 مليون حالة إصابة، وأكثر من مليوني حالة وفاة، حتى الآن.
متطوعون يخوضون حربًا شرسة
وبينما يخوض جمع من الشباب والمتطوعين حربا شرسة ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، من خلال معاونة الحالات المصابة، وتقديم الدعم النفسي والمادي اللازم لهم، ومرافقتهم إلى المستشفيات للاطمئنان على صحتهم، وتوفير الطعام والأدوية اللازمة، حتى يتخطى كل منهم إصابته، ويتعافى من المرض، ويصل إلى بر الأمان، تعمل مجموعة أخرى على تكريم حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بكورونا.
وفي وقت عصيب، كهذا الذى يسجى فيه المتوفى، لا يجد من يغسله، بسبب الخوف من أن يصيب أحدهم بالفيروس الذي يحمله أثناء الغسل، تقف مجموعة متخصصة من شباب فريق عزل الفيوم، يطوف أفرادها المستشفيات بحثا عن حالات وفاة لتغسيلها، وإعدادها للدفن.
تكريم الموتى في العزل
هنا يقف أبوعبيدة على قدميه ساعات طوال، يغسل موتى كورونا ويكرمهم، ومن أجل ذلك يقود فريق غسل وتكريم الموتى بفريق العزل، يجوبون المستشفيات، لتغسيل وتكفين الموتى، متخذين كل التدابير والإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بكورونا، لا يهابون الموت، ولا يكلون في القيام بدورهم الذي تفرضه عليهم إنسانيتهم.
أما غادة آدم، فتقود فريق المغسلات، اللاتي يحرصن على تغسيل وتكفين موتى كورونا من السيدات، وإعدادهن للدفن، دون تفريق بينهم على أساس ديني.
وبينما يقوم المغسلون بدورهم، لا يكل حسين جمعة، من حمل اسطوانات الأكسجين على كتفية، والأدوية بين يديه، لإغاثة المرضى ومصابي كورونا، كما يحرص على توفير الطعام لهم، بالإضافة إلى المشاركة في تغسيل وتكفين حالات الوفاة.
كتيبة من عزل الفيوم
يذكر أن أعضاء فريق عزل الفيوم لمواجهة جائحة كورونا هم: روفيدا عبدالله، وشريف صلاح، ومحمد المصري، وأحمد فتيح، وحمادة بقرة، وبلال حامد، وسحر حمدي، ومن الأطقم الطبية: الدكتور أحمد خيري، والدكتور إسلام عبدالوهاب، والدكتور أحمد صبري، والدكتور كريم ماجد، ومن أطقم التمريض: أحمد قرني، وأحمد عبدالكريم، وعبدالرحمن يسرى، وعلى ناصر، وعمار ماجد، وأحمد جمال، ومحمد مغربي، ومحمد عادل، ومصطفى بدوي، وشيماء محمد، وروان محمد، وهند مصطفى، وإسلام جمال، وولاء قرني.