جيهان السنباطى تكتب : نظام مبارك ومرسى .. رحل بلا عودة

ركن القراء

جيهان السنباطى تكتب
جيهان السنباطى تكتب : نظام مبارك ومرسى .. رحل بلا عودة

عودتنا سرعة توالى الأحداث فى مصر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 على تقبل الخبر أى أن كان ومهما كانت قسوته ومهما كان غير متوقعا ومهما كانت تداعياته على المواطنين فى مصر فلم نعد نصاب بالذهول عندما يسجن هذا أو يفرج عن ذاك ولم نعد نهتم ولانتابع ما يتم فى فى قاعات القضاء من محاكمات لرموز النظام السابق ولم نعد نفكر الا فى شىء واحد حاليا هو ما وصل اليه حالنا بعد عام من حكم الإخوان وكيف نتخلص من تداعيات عزل الرئيس المعزول محمد مرسى وعنف جماعته الممنهج وقد ظهر ذلك جليا عندما تم الإعلان عن قرار المحكمة بإخلاء سبيل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ووضعه تحت الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي العسكري في آخر قضية كان يسجن على ذمتها احتياطياً، المسماه بقضية هدايا جريدة الأهرام فلم يصيبنا هذا الخبر بأى إندهاش فقد تم تبرأة مبارك من قبل فى عدة قضايا اخرى مماثلة فلم لا يتم تبرأته فى هذه القضية أيضا وهكذا لم يعد أمامه من تهم سوى قضية قتل المتظاهرين والتى ربما يتم تبرأته منها أيضا والسبب معروف هو أن القضاء يتعامل مع تلك القضايا على أنها قضايا عادية وليست ثورية وأنها تمت وفقا للقانون العادى حيث تعتمد على الإثباتات والأدلة مثلها مثل باقى القضايا والتى مع طول فترة التقاضى تم طمسها وإخفائها وبالتالى لايتوفر أمام القضاه ما يثبت إدانة المتهم سواء كان مبارك أو أحد من رموزه والذين قد حصلوا على براءات قبله .

وإن كان مبارك قد تم تبرأته قضائيا لعدم توفر أدلة أدانته فلا أعتقد أن الشعب المصرى سيبرأه من دماء الشهداء التى ملأت الميادين وستبقى فى القلوب براكين من غضب تنتظر القصاص العادل وإن كان الأمر سيتم على هذا النحو أيضا فى محاكمة نظام الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات جماعة الإخوان المسلمين فدعونى أبشرهم مسبقا بالبراءة لأنهم قادرون على طمس الأدلة التى يمكن أن تدينهم وأقول لمن يعترض منهم على هذا الحكم الصادر بحق مبارك لاتلومن الا أنفسكم وإن كان هناك من يمكن لومه على إخلاء سبيل مبارك وتبرأته فى التهم الموجهة اليه فبالتأكيد هوالرئيس المعزول محمد مرسى وجماعتة لأنهم كانوا قادرين على إدانة مبارك وعهده عبر التعاون والتشارك مع بقية قوى الثورة، لكنكم اختاروا التكويش والاقصاء والنتيجة هى ما نراه الآن.

وبالتالى ليس من حق جماعة الإخوان المسلمين حاليا أن تعترض أو تفتح فاهها لأن معظم البراءات التي حصل عليها رموز نظام مبارك ومبارك نفسه تمت في عهد الإخوان، بل إن الرئيس المعزول محمد مرسي هو من سعى بنفسه لإتمام مصالحات معهم مقابل استرداد حفنة من الأموال كذلك هو والأغلبية من مجلس الشعب من دعوا الى عدم تشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز مبارك إذن فالنتائج التى تم الوصول اليها هى نتاج قرارتهم وسياساتهم .

ولمن يتوقع عودة مبارك ورموزه مرة أخرى للحياة السياسية فأنا اقول لهم أن نظام مبارك سقط ولن يعود كما لن يعود نظام الإخوان لأن أوراقهم ووجوههم قد إحترقت وإيديهم قد تلوثت بدماء الشهداء ولن يسمح لهم الشعب المصرى والقوى الثورية بالعودة مرة أخرى فالأمر الأن فى يد الشعب هو من سيختار رئيسه وهو من سيحدد مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة و سيقف بوضوح ضد أى محاولات أو سعى لاعادة إنتاج أى نظام أهان المصريين أو استباح دمائهم أو مارس الظلم والقهر ضدهم .