باحث سياسي يكشف لـ "الفجر" دلالات تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية
قال الباحث والكاتب السياسي اليمني عمرسالم باجردانه، إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الإمريكية يعد حدث هام ، حيث يأتي هذا التصنيف بعد مرور ست سنوات من الحرب في اليمن والتي بدأت بإنقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية واحتلال العاصمة صنعاء ومنذ ذلك الحين مارست جماعة الحوثي ابشع الجرائم في حق الشعب اليمني وتنوعت هذه الجرائم بين القتل خارج نطاق القانون والاخفاء القسري الذي طال العديد من المعارضين السياسيين والإعلامين والصحفيين واساتذة الجامعات وقامت بهدم كثير من بيوت المعارضين لها والمحسوبين على نظام الشرعية اليمنية ونظام علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن نحو ثلاثة عقود من الزمن.
وأضاف عمر في تصريحات خاصة لــ"الفجر"، أن جماعة الحوثي قامت منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وإحكام يدها على مقدرات مؤسسات الدولة في الشمال على مصادرة الحياة المدنية ومصادرة الحقوق والحريات وسعت جاهدة على أدلجة المجتمع دينا" وعقائديا" في سبيل ترسيخ مشروعها وافكارها مثلها مثل أي جماعة إرهابية قائمة على توجه أيدولوجي عقائدي كالقاعدة وتنظيم الاخوان المسلمين الذي استطاع السيطرة على الشرعية اليمنية منذ 2011م وحتى وقت قريب ومن خلالها ( اي الشرعية) ذهب إلى أدلجة المجتمع في المناطق الذي تمكن من السيطرة عليها ليشكل بذلك امتداد للمشروع ايدولوجي عقائدي يهدف الى ألتهام اليمن والجنوب بشكل عام .
وأكد أن قرار تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية سيؤدي إلى عزل هذه الجماعة سياسيا" أقليميا" ودوليا" وسيقطع كل سبل الدعم السياسي واللوجستي الذي من الممكن أن تتبناه بعض الدول كتركيا وإيران لدعم هذه الجماعة والذي بدورة يجعلها قادرة على الثبات والصمود والأستمرار في نهجها ومشروعها الذي يستهدف كل فئات الشعب اليمني بكل بشكل عام.
وأشار أن قرار الخارجية الإمريكية سيجعل جماعة الحوثي في عزله دولية ويحصرها في محيط ضيق وبيمنع عنها كل مظاهر التعاطف والدعم الذي ممكن أن تحصل عليه هذه الجماعة لأنه سيضع الطرف الذي يدعم هذه الجماعة في وضع المسائلة الإخلاقية والقانونية أمام دول وشعوب العالم الأمر الذي سيؤدي إلى مغادرة كل فرق المنظمات الإنسانية والإغاثية المعنية بتقديم المساعدة الإنسانية للشعب لمساعدة في التخلص من أثار الحرب مما يفاقم من معاناة الشعب في شمال اليمن الامر الذي يتطلب وجود حل جذري وسريع لعدم وجود الجماعة على رأس السلطة في الشمال كونها جماعة إرهابية.
وتابع حديثه بأن هذا القرار سيعمل على انهاك الجماعة وإرباكها داخليا وإضعافها عسكريا وماديا" وجعلها غير قادرة على الاستمرار والتمدد في مشروعها في باقي المناطق اليمنية مما يسهل احتواءها او القضاء عليها إذا تطلب الأمر.
كما قال إن مسألة القضاء على تنظيمات الإسلام السياسي بشقيها الحوثي والأخوان المسلمين ( حزب الإصلاح) ومنعها من الإنتشار والتمدد وقطع كافة أشكال الدعم عليها بات يشكل ضرورة قصوى من أجل إحلال سلام دائم ومستدام في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام وتجنيب اليمن موجات الصراع الدموية التي قد تحدث مستقبلا" فيما لو استمرت هذه التنظيمات والأحزاب في ممارسة عملها تحت غطاء سياسي.