حوار| رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام: بيان العلا لحسن النوايا.. وتوقيع مصر يراعي المصلحة العامة للعرب
عن القمة الخليجية الـ41 التي انعقدت في محافظة العلا بالسعودية، والمصالحة بين الرباعي العربي، المتمثل في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وبين قطر، حاور موقع الفجر الإلكتروني، الدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، الذي أكد أن الخاسر الأكبر من الأزمة هم الخليجيون والعرب، وأن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي لا يعيش إلا وسط الاختلافات.
وإلى نص الحوار..
- في البداية، كيف رأيتم إعلان قمة العلا؟
أنا أعتقد إن إعلان قمة العلا تصالحي، وإعلان متفائل، وهذا مطلوب في الحقيقة في هذه الظروف، لأننا شاهدنا الكل يستفيد من الأزمة الخليجية، مثل الأوروبيين والإيرانيين والأتراك والأمريكان، والخاسر الأكبر من هذه الاختلافات هم الخليجيون والعرب.
لذا بيان قمة العلا كان واضح في التهدئة، وتشجيع المصالحة، والالتفات إلى الأخطار المهمة، مثل التهديد النووي الإيراني، وتهديد الصواريخ الباليستية، وهذا لمس الجرح، ونحن بحاجة إلى خطوات للتهدئة لعودة الأمور إلى السابق، وذلك يحتاج إلى الوقت، ونحن في مرحلة التشافي الآن، ومن بعدها تأتي مرحلة التعافي، ورأينا الآن تهدئة إعلامية جزئية للأسف ولكنها ليست كاملة.
- كان للكويت دور مهم في التقريب بين الرباعي العربي وقطر، ماذا عنه؟
المصالحة تتم بموافقة الأطراف كلها، والكويت أرادت أن تكون المصالحة خطوة خطوة، أو بلد بلد، فرأينا الإمارات ومصر والبحرين رحبوا، وتم فتح الحدود، فهذه مؤشرات على نجاح المصالحة في خطواتها، والكويت نجحت في السياسة الهامسة والمصالحة المتدرجة.
- كيف رأيتم توقيع جمهورية مصر العربية على بيان العُلا؟
توقيع مصر على بيان العلا إجراء ذكي، ويراعي المصلحة العامة للعرب في وجود تهديدات كثيرة، حيث إن الأتراك لديهم أطماع وتواجد في أجزاء من الجزيرة العربية وشمال أفريقيا في ليبيا، ويأتي ذلك في ظل وجود الإرهاب، والأخوة في مصر كانوا على قدر المسؤولية، ولديهم الحنكة والذكاء السياسي في تهدئة الأمور، وفي بدء سياسة الخطوة خطوة للنجاح، فبيان العلا إعلان حسن نوايا.
- ولكن، ما مصير المطالب الـ13؟
لم يتكلم أحد عن المطالب الـ13، ولكنها موجودة في بال الكل، وقد يتم اختصارها في 4 مطالب رئيسية، والأهم أن هناك تغيرات جيوسياسية طرأت أجلت هذه المطالب، والتي كانت محصورة في المنطقة الخليجية، وخصوصًا الشق الإعلامي، ولكن ظهر عاملان جيوسياسيان، الإيرانيون وهذا عامل كبير، والأتراك وهذا أيضًا عامل مؤثر وكبير.
وأعتقد أن المطالب الـ13 تحولت إلى 4 مطالب رئيسية، يتم تنفيذها خطوة خطوة دون إجبار، وفي إطار التفاهمات الأولى، والسبب في التحول لـ4 مطالب هو التغير في الظروف والتحالفات السياسية، وظهور تركيا وإيران كقوتين إقليميتين لديهما مطامع.
- وما هي النتائج الاقتصادية المتوقعة من توقيع بيان العلا؟
ستكون هناك فائدة على الجميع من وراء المصالحة، لأن الحدود والأجواء ستكون مفتوحة، وبالتالي التجارة مفتوحة، فسوف نشاهد عودة تدريجية للتبادل التجاري، وانتعاش فيه، وتحسن في الاقتصاد يواكب التحسن الذي طرأ على أسعار النفط، حيث كنا وصلنا لسعر 9 دولار، والآن نتحدث عن 54 دولار، وهذه قفزة كبيرة، وكل ذلك يعطي شيء إيجابي على المستوى الاقتصادي.
- أكدت القمة على أهمية التعاون في مكافحة جائحة كورونا، كيف يتم ذلك؟
مكافحة كورونا هم عالمي، وسوف تتزايد جهود المكافحة مع زيادة التنسيق، وسوف يكون هناك دعم متبادل، بجانب الخبرات المتبادلة، فشاهدنا جميعنا ماذا فعل فيروس كورونا المستجد في الاقتصاديات، والتعاون ضده مطلب مهم، ويخدم الشعوب، فهناك تعاون في المجال الصحي والكوادر الطبية والخبرات واللقاحات.
- وأخيرا، كيف ستؤثر قمة العلا على جماعة الإخوان؟
جماعة الإخوان تنظيم إرهابي، والإرهابي لا يعيش إلا وسط أجواء الاختلافات، وشاهدنا تحولًا في خطاب الإخوان خلال ساعتين، من الفتنة إلى ادعاء الحب والتقدير للمصالحة، وذلك لأن مصالحهم تتطلب ذلك، وأعتقد الإخوان سوف يحاولون التعامل مع الحدث، وسوف تكون هناك فترة صمت، أو فترة إعلام إيجابي، خصوصًا باتجاه السعودية، لأنهم يريدون إحداث اختراقات في جبهة معينة والاستمرار في ممارساتهم السيئة مصر والإمارات والبحرين.