الرجل الأخطر في نظام مبارك.. ما لا تعرفه عن صفوت الشريف
مات الرجل الأخطر في تاريخ الجمهورية المصرية، ونظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، رجل ذو قامة قصيرة وشارب رفيع، ونظارة طبية عريضة، وعيون خضراء، رجل منذ اللحظة الأولى تدرك أنه رجل دولة غامض وحازم، تجول في مناصب الدولة فلم يترك السياسة ولا العسكرية ولا الإعلام حتى كان له موضع كرسي وليس قدم فقط، كان من مؤسسي الحزب الوطني عام 1977 وشغل منصب الأمين العام حتى لسنوات طويلة حتي عام 2011، رجل ارتبط اسمه بالفضائح والجرائم والمحاكمات طوال فترة تصدرة المشهد في الساحة السياسية، وهو صفوت الشريف الذي ولد في الغربية عام 1933.
مشوار صفوت الشريف
بدء مشواره في الكلية الحربية حيث حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية في عام 1957، فهو أحد أبرز ضباط جهاز المخابرات العامة في فترة الستينيات، وقضى فيه 10 سنوات كانت مليئة بانحرافات عديدة كشفت عنها القضية الشهيرة "انحراف المخابرات" عام 1968 والتي عرفت بقضية "صلاح نصر"، والتي انتهى التحقيق فيها إلى فصل "الشريف" من الجهاز تمام، وخرج الرائد من الخدمة بسمعة سيئة وغضب من الجميع لما كان يمارسه خلال فترة الخدمة.
في عهد الرئيس أنور السادات
بعد حرب أكتوبر ومداواة جراح النكسة، أطل صفوت الشريف برأسه من جديد، وتشير مصادر إلى أنه التقى الرئيس الراحل أنور السادات وطلب منه أن يعمل بالهيئة العامة للاستعلامات، فوافق الرئيس وتم تعينه عام 1979، وتدرج في منصبه حتى أصبح رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات.
وفي عهد الرئيس محمد حسني مبارك، كان لصفوت الشريف نصيب الأسد حيث شغل مناصب مختلفة حيث كان رجل الإعلام الأول حتى أنه أصبح وزيرا للإعلام كما أنه أصبح رئيسا لمجلس الشوري، ولكن مع سقوط نظام مبارك سقط صفوت الشريف.
محاكمته
تم الحكم عليه بالحبس 15 يوما على ذمة التحقيق وقد أظهرت التحقيقات أن الشريف تعمد إخفاء هذه الثروات التي كونها بشكل غير مشروع بإدخالها ضمن ممتلكات زوجته "إقبال محمد عطية " وأبنائه "إيهاب وأشرف وإيمان "، وهو ما أثبتته التحقيقات التي أشارت إلى امتلاكه فيلات وسيارات وعقارات وشركات تم تكوينها جميعها بشكل غير مشروع، وكانت نتيجته بيان صدر عم جهاز الكسب غير المشروع، والذي أتهم فيه "الشريف" بإستغلال سلطاته ووظيفتة لتكوين ثروات ضخمة.
وفي نهاية القضايا المختلفة التي اتهم فيها صفوت الشريف كان الحكم بالحبس والغرامة جيث أصدرت المحكمة حكمها في 2018، عليه بالسجن 3 سنوات وغرامة تجاوزت 99 مليون جنيهًا، بينما برأت نجله إيهاب وإلزامه برد مبلغ مماثل في مواجهة زوجته وأولاده إيهاب وأشرف وإيمان محمد صفوت الشريف بقدر ما استفادوا بالكسب غير المشروع.
كما ألغت محكمة النقض حكمًا صدر عن الجنايات ضد الشريف بالسجن 5 سنوات وغرامة أكثر من 209 ملايين جنيه في اتهامات تعلقت باستغلال النفوذ والحصول على كسب غير مشروع وقررت إعادة محاكمته أمام دائرة أخرى.
صفوت الشريف وسعاد حسني
في عام 1968، أجريت التحقيقات مع الضابط صفوت الشريف في قضية انحراف المخابرات ورئيسها، أكد الشريف أنه قام بعملية خاصة لتجنيد الممثلة سعاد حسني، كما ذكرت سعاد حسني في نص مذاكرتها، أنها كانت تعشق المرح والحب، وفي نهاية عام 1964 تعرفت على الضابط صفوت الشريف، وكانت أول مرة تقابله، وفي الجلسة فوجئت به يطلب منها العمل معه للصالح العام.
صفوت الشريف وفاتن حمامة
أما الفنانة فاتن حمامة فقد تعرضت هي الأخرى لمحاولة تجنيد لكنها رفضت ذلك، والتضييق عليها كان سببا في هجرتها لمصر فترة قبل العودة إليها مرة أخرى.كما أشارت في مذكراتها عن كراهية الشريف لعبد الحليم حافظ، الذي أقسم على تدميره بسبب أنه كشف عمليتهم لجمال عبد الناصر، كما أنه هو من دبر أحداث حفل عيد شم النسيم في ابريل 1976 والذي غنى فيه عبد الحليم أول مرة أغنية "قارئة الفنجان" أمام جمهور مدسوس دفع الشريف أجره مسبقا، وذكرت سعاد أن عبد الحليم شكا للرئيس السادات بعد أن تأكد أن الشريف يقف وراء ما حدث، كما أنه حاول قتل عبد الحليم في حادثة سيارة لتبدو حادثة عادية.
صفوت الشريف وعمر خورشيد
أما عن مقتل عمر خورشيد فقد ثارت ضجة كبيرة فى وقتها حيث تم دهسه بسيارة فى شارع الهرم وكان معه فى هذا الوقت زوجته والفنانة مديحة كامل وأثناء التحقيقات أكد الشهود أن العربه التى دهست عمر خورشيد كانت تتبعه منذ الصباح ولكن تم قيد الحادث ضد مجهول.
وكشفت سعاد حسني عن أسرار مقتل خورشيد فى مذكراتها التى كتبتها فى لندن حيث اتهمت الشريف بقتله، وذلك بعدما طلب منه خورشيد أن يبتعد عن طريق سعاد حسنى، وكان ذلك أثناء زيارة خورشيد للشريف في منزله، وقام بتهديده بأنه سيفضحه "إذا لم يتركها في حالها"، حيث كان يريد أن يستغل سعاد حسني في عمليات مشبوهة.
وبعد كل ذلك مات صفوت الشريف بعد صراع طويل مع مرض السرطان