منال لاشين تكتب: زوجة مولانا 2 | زفاف مـــولانا
دعوة إيه وهباب إيه، فى النهاية الراجل راجل.. أنت فاكرة لو كنت وحشة ولا عورة كان بصلك. ده راجل عينه زايغة
غضبت لأن أمى تصر على شراء ملابس نوم فاضحة وعريانة، قلت لها: أنت فاكرانى هتزوج مين، ده مولانا، فردت أمى: والله أنت هبلة زى أبوكى
1- مفاوضات الموافقة
اشترطت أمى على مولانا أن أفكر لمدة شهر فى عرض الزواج، اعترض مولانا وقال لأمى: يا ست الستات خير البر عاجله، فردت أمى فى حزم: معلش يا شيخ إحنا استعجلنا قبل كده وزينة مش حمل مشكلة أخرى، تدخل أبى قائلا بغضب: يا سميرة إزاى تشبهى مولانا بهذا اللوطى، قالت أمى بنفس الحزم: ما أقصدش بس بنتنا لازم تفكر كويس قوى، استسلم مولانا، وقال لأبى: لا ضرر يا حاج عزت وربنا يقدم اللى فيه الخير إن شاء الله.
حاولت أمى معى محاولات كثيرة لأرفض الزواج من مولانا، ركزت على فارق السن بيننا وكبر سنه، وقالت: انتى لسه صغيرة وأمامك الدنيا كلها وألف مين يتمنى الزواج منك، وممكن تكملى تعليمك أو حتى نعملك مشروع، يا زينة ما تضيعيش نفسك مع الراجل ده.. مش عايزاك تندمى، بعد محاولات عديدة قلت لأمى: أنا مش صغيرة وفاهمة تقصدى إيه.. بس ده مش زواج زيك أنت وبابا.أنا عارفة أنه كبير فى السن ومش هيقدر على الزواج بالمعنى اللى تقصديه، بس ده زواج فى حب ربنا.. أنا سأساعده فى عمله الدعوى، ردت أمى: دعوة إيه وهباب إيه، فى النهاية الراجل راجل.. أنت فاكرة لو كنت وحشة ولا عورة كان بصلك. ده راجل عينه زايغة، انتفضت وتركت المكان لى وأنا أقول: استغفر الله.
أخى الأكبر كان من رأى أمى، الراجل ده اتزوج أكثر من واحدة صغيرة وطلقها ليتزوج بأخرى، وليس له أمان، ولولا أموال أبى لما أفتى بالكثير من فتاويه لإرضاء أمى.. هكذا كان أخى الأكبر يردد كلما جلسنا معا، أخى الأصغر عبر عن رأيه بنكتة كعادته: ده عايز ممرضة مش عروسة، أما أخى الأوسط فمتباعد كعادته، إن لم يخف دهشته من طلب مولانا، أعود إلى غرفتى لأفكر بعيدا عن آرائهم بما فى ذلك أبى الذى يحذرنى من رفس النعمة ورفض مولانا.
أفتح خطابه وأعيد قراءة إحدى فقراته (لقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إن الله أهداه بحب السيدة عائشة، وكلما أفكر فيك يا زينتى. أقول: يارب لو كان هواها هدى ربانى فارزقنى حلالها وأبغضنى حرامها.
أنت يا زينة القلب جمعت بين حسن الوجه والدين وحب الخير وبغض الشر وألمس فيك حماسا للدعوه ولنصرة الإسلام.
فى فقرة أخرى يقول مولانا:
حين أخبرنى أبوك بزواجك شعرت بحزن خفى يملأ قلبى، فاستغفرت الله، وتمنيت لك الصلاح والفلاح فى حياتك المقبلة مع زوجك رغم ما بى من حزن وهم.
ويذكرنى بالرؤيا التى رآها
(رأيت نبى الله يلمس بيديه الكريمتين رأسى ويقول لى اتبع سنتى ثم رأيتك تبتسمين لى ابتسامتك الرقيقة وفى عينيك نداء خجل، وأنت تعلمين أن رسولنا الكريم قد أخبرنا أن من رآه فقد رآه حقا فإن الشيطان لا يتمثل فيه).
وفى آخر الخطاب يقول:
(ففرحت كالأطفال فى يوم العيد، فقد استجاب ربى لرجائى فيك، والرؤيا هى إشارة باستجابة الله لرجائى وقبوله طلبى).
قبل الموافقة على الزواج قررت أن أحضر جلسة رجالى من جلسات مولانا فى القاعة الشرقية، اضطررت لإزاحة آخر برافان حتى يتسع مخبئى القديم لحجمى الآن.
كانت أصوات المريدين من الرجال عالية نوعا ما، وكلهم حماس لسماع فتوى مولانا فى مسألتهم، فكرت لابد أن الأمر عظيم، هل مولانا من الجهاديين الذين نسمع عنهم، ولكن الحكومة لا تطارده أو تعاديه، لابد أن الأمر جد خطير كما رأيته مرسوما على ملامح المريدين.
حضر مولانا فساد الهدوء وبدأ أول المريدين فى طرح مشكلته قائلا: يا مولانا أريد حكمك بينى وبين الحاج عبد الله، لقد زوجته ابنتى فإذا به يهينها، سأل مولانا: ماذا فعل، رد الرجل: ابنتى بكر وليلة الزفاف قام بفض بكارتها بأصابعه وتسبب لها فى نزيف لولا لطف الله، نظر مولانا للحاج عبد الله: وقال لماذا وقعت فى هذا الخطأ يا حاج ففض البكارة لا يكون إلا بالجماع، دافع عبد الله عن نفسه: البنت عفية يا مولانا ولم تمكنى منها فاستخدمت أصبعى لأتاكد أنها بكر، وحتى أكسر شوكتها، تمهل مولانا فى الرد عليه ثم سأله: أتشكو من نشوزها لا قدر الله أم من قوتها، فرد الرجل وقد انخفض صوته ورأسه: أنها عفية وقد دفعت مهرا كبيرا والآن يريد والدها تطليقها، فقال مولانا: إذا استمرت على ذمتك تدفع مثل مهرها تعويضا عما أصابها، أما إذا طلقت يرد لك أبوها المهر، كان الحاج عبد الله فى السبعين من عمره تبدو عليه علامات السن فى وجهه وجسده.
انتقل مولانا إلى الإجابة عن سؤال رجل كان يبدو متوترا جدا، قال الرجل: يا مولانا نسمع فتاوى كثيرة عن الجنس الفموى ولا نعرف الحرام من الحلال، تدخل أبى فى الحديث وقال للرجل فى غضب: لماذا تسمع من أكثر من شيخ نحن لا نسمع إلا مولانا، ابتسم مولانا لأبى ثم قال للرجل، الجنس الفموى مصطلح مستغرب ولذلك اختلف فى موقف الشيوخ منه، فإذا كان الجنس الفموى من الرجل فلا بأس ويمكن أن يعد تقديما من الرجل لامرأته قبل الولوج، ولكن إذا كان من المرأة للرجل فحرام، فاستمر الرجل فى السؤال وهل يجوز للزوجة أن ترفضه، فقال مولانا مبتسما: رسولنا أمرنا بتقديم أنفسنا ومداعبة الزوجة حتى تطمئن وتستعد، فلا يجوز لنا أن نفرض على المرأة أنفسنا يا رجل، هذا زواج وليس حربا، عقب رجل آخر من المريدين: ولكن يا مولانا الزوجة يجب أن تطيع زوجها إلا فى ما حرم الله، فرد مولانا: هناك فارق بين الناشز وبين رفض الزوجة لبعض الأمور فى العلاقة الزوجية، وأنت كرجل يمكن أن تقنعها بما تريده باللين هدية أو كلمات حب أو ما شابه ذلك.
انفضت الجلسة، ولكن الرجل صاحب السؤال الأول طلب أن يتحدث لمولانا هو وزوج ابنته على انفراد، هم أبى بالخروج فأمسك الرجل يديه وقال له: يا حاج عزت لم أقصدك.بادر الرجل مولانا: الحاج عبد الله لم يقل كل الحقيقة يا مولانا، فابنتى شابة وهو أكد قدرته على الزواج، ولكن اتضح أنه لا يستطيع نكاحها، ولذلك قام بفض بكارتها بأصابعه.هب الحاج عبد الله واقفا وهو يقول: يا مولانا هل يجوز للزوجة المسلمة أن تفضح زوجها وتشيع هذه الأمور عند أهلها، فرد مولانا: اسمع يا حاج عبد الله لا حياء فى الحقوق.. وللمرأة حقوقها الشرعية مثل الرجل، فإن كنت لا تستطيع منحها حقوقها، فطلقها بالمعروف ولا يحق لك رد مهر أو أى هدايا.يا حاج عبد الله هذه مسألة بينك وبين الله، وهذه شابة فأنت أخطأت حين اخترت الزواج من بكر شابة وأنت فى هذه الحالة، طأطأ الحاج عبد الله رأسه وقال لمولانا: أمرك يا مولانا، سأله مولانا برفق: هل لك زوجة أخرى، فرد ثلاث، فقال مولانا وهو يهم بالوقوف: إذا اكتفى بهن وأحسن معاملتهن بالكلمة الحلوة والهدايا، وبالحب يفتح الأبواب المغلقة.
رغم نفورى من الأسئلة ومن المريدين التافهين إلا أن إعجابى زاد بمولانا.، رجل يقدم الحب على الجنس ويعرف الحقوق جيدا.
قبل انتهاء الشهر توصلت لقرارى، فمن أنا حتى أرفض العيش فى رحاب مولانا المحب، ومن أنا حتى أرده وقد جاءه رسولنا بالطلب الذى تمناه، هذه زيجة مباركة إن شاء الله أساعد زوجى على الدعوة وأوفر له حياة هادئة واستقبل معه المريدات من النساء، ومن يعلم ربما أصبح داعية مثله بعد أن أنار الله قلبى بنور الدعوة.
عندما توصلت لقرار أصبحت أكثر هدوءا فى مواجهة رفض أمى ونصائحها، وسخرية أخى الأصغر وكراهية أخى الأكبر لمولانا، فكرت للحظة.. ماذا سأناديه بعد الزواج هل يا مولانا أو شيخ أم حاج.. ثم أجبت على سؤالى.. بالطبع مولانا فلم يتغير شىء بيننا.
2- استعدادات الزواج
ما أن أعلنت قبولى بالزواج من مولانا حتى سارع أبى بالاتصال به للمجىء والاتفاق على موعد الزواج.
جاء مولانا وجلس فى الصالون وكان يرتدى بدلة وفى يديه شنطة جلدية، ولاحظت فى هذا اليوم عطره، بادر مولانا أبى بالسؤال: كم كان مهر زينة فى المرة السابقة، فرد أبى: 50 ألف جنيه، فصاح مولانا: معقول يا حاج عزت نرخص زينة البنات ألا تعرف أنه الله تعالى قال: وأتوهن قنطارا، فتح مولانا الشنطة التى فى يديه، وقال لأبى: هذه 250 ألف جنيه مهر زينة البنات.ثم التفت إلى أمى وأعطاها كارتين قائلا: لو عروستنا عايزة عفش مودرن روحوا للحاج مصطفى، ولو عايزة شغل كلاسيك وقصور روحوا للحاج بلال، وخلى زينة تختار كل اللى هى عايزاه، رد أبى: اطمن يا مولانا لم أبخل على ابنتى، فرد مولانا قائلا: لا ياحاج عزت الشرع أن الرجل ملزم بإعداد بيت الزوجية، أما المهر بالعروس حقا خالصا.استأذن مولانا فى إجراء مكالمة هاتفية، وبعد أن أنهاها قال لأمى: غدا بمشيئة الله تأخذين عروستنا إلى محل السلام الجواهرجى صديق لتختار زينة شبكتها كما تريد.
كان محل السلام قريباً من عمارتنا، حين دخلنا المحل لاحظت صوراً للعذراء وتمثالاً صغيراً لها على مكتب صديق الجواهرجى. أنه مسيحى ويعرف مولانا جيدا، اخترت خاتماً ماسياً صغيراً واختارت أمى أسورة ماسية، فصرخ الرجل: والمسيح الحى ما ينفع عايزين مولانا يزعل منى، وأمام إصراره اخترت طقماً ماسياً كاملاً، وتركنا المحل دون أن ندفع مليما.
تكرر الأمر فى كل مكان ذهبنا إليه لاختيار العفش والنجف والسجاد.
الشىء الوحيد الذى دفعنا فيه فلوس كانت ملابسى الشخصية، فقد أصر أبى على توزيع كل ملابس الزواج الأول على الفقراء، وأن اشترى كل شىء جديد.كررنا الجولات على المحلات، وغضبت لأن أمى تصر على شراء ملابس نوم فاضحة وعريانة، قلت لها: أنت فاكرانى هتزوج مين، ده مولانا، فردت أمى: والله أنت هبلة زى أبوكى.
تكررت وتعددت زيارات مولانا لنا أصبح واحدا من الأسرة، وفى إحدى الزيارات قالت أمى له: أنا لى طلب عندك يا شيخنا. ظهر الضيق على وجه أبى فقالت أمى: دى حاجة بينى وبين الشيخ، قال مولانا: أؤمرى يا ست الستات، قالت أمى: أنت عارف أن زينة ابنتى الوحيدة وشافت كثير ونفسى تتزوجوا هنا، فدهش مولانا وقال لها: هنا فى بيتكم، فتشجع أبى وقال لمولانا: لا فى شقتين فى نفس الدور نفتحهم على بعض واحدة للمعيشة والأخرى للمريدين، ضحك مولانا: لا بلاش مريدين فى بيت الزوجية بكفاية مريدين. ثم أردف مولانا: بس يا ست الستات الزوج مكلف بالسكن، سارعت أمى بالقول: وأنت غريب يا شيخ ولا اللى دفعته شوية أنا عارفة إنك مش هتكسفنى، تمهل مولانا برهة ثم قال: حاضر يا ست الستات ثم التفت لأبى وقال له: خلى الشقة التانية لحد ما أشوف هاعمل بها إيه.
حين علم أخى الأصغر بهذا الاتفاق علق ضاحكا: اللى دفعه باليمين خذه بالشمال..الراجل ده دماغ، تخانقت معه وهددته ألا أكلمه مرة أخرى، فتدخلت أمى وقالت: خلاص إحنا نصحناها وهى حرة ولازم تراعوا شعور أختكم، فغادر أخى الأكبر الغرفة وهو ينظر لى بحزن.
اتفق أبى مع مولانا على أن يكون الزفاف فى منزلنا، وكانت ليلة إسلامية خالصة.. الرجال مع مولانا فى القاعة الشرقية، والنساء فى الصالون الكبير، ضحك وفرحة خاصة مع عائلة أبى. الكبير قبل الصغير يعاملنى الآن معاملة لا تخلو من الإكبار والاحترام، والأكل كان بالأطنان وتولى إعداده وتقديمه فندق شهير افتتح مؤخرا على نيل الجيزة، وفاجأت أمى الحضور بموسيقى شرقية، فنظر أبى إليها شذرا، فقلت لمولانا: هى الموسيقى حرام يا مولانا، فقال ضاحكا: هذا عرس يا حاج عزت، رقصت كل قريباتى فى الفرح، ولم أدع أحداً من زميلاتى، زينب سافرت مع أسرتها إلى إحدى دول الخليج لأن والدها سافر إلى هناك.
انتهى العرس وانفض الجمع وذهبت أمى وأبى معنا إلى شقتى.. جلس مولانا مع أبى ودخلت أمى وساعدتنى فى خلع الطرحة والفستان، ثم أعطتنى قميص نوم أسود قصيرًا وروبًا طويل فارتديت الروب فوق القميص وأحكمته بالحزام.
كانت على المائدة صينية من الفضة عليها طعام كثير.خرجت أمى وبعدها سمعت باب الشقة يفتح ويغلق ثم دخل مولانا الغرفة، خلال العشاء لم أشعر بالتوتر، وتذكرت ما كانت أمى تفعله مع مولانا وأنا صغيرة فقسمت له الحمام ثلاثا وأطعمته بيدى، فابتسم.
3- ليلة الزفاف
دخل مولانا إلى الحمام وبعد دقائق عاد للغرفة، وهو يرتدى عباءة حريرية تظهر جسده عاريا، حين اقترب منى شعرت بالخوف والقرف، فجأة تذكرت كلام زينب صديقتى أنه يشبه الضفدعة، نظرت إلى وجهه فكان محتقنا بلون أحمر قانى مثل التفاح الذى تناوله فى العشاء. كان صوت أنفاسه مرتفعا ينافس صوت دقات قلبى. أمسكنى من خصرى فزاد خوفى وقلت له ماذا تفعل يا مولانا، فضحك وهو يشدنى إلى السرير: أنت مولاتى وحبيبتى وزينة القلب وأنا مشتاق لمعاشرتك ولا أطيق الانتظار، بدأت بيننا معركة هو يحاول أن يخلع عنى الروب وأنا أبتعد عنه، كان صوته كحفيف الثعبان وقد اختفى من وجهه ملامح الجد الحنون، بين شد وجذب أغمى على.
حين فقت وجدته قد لبس جلبابا، وظل يعتذر لى: أنه الشيطان فقد نسيت أنك بكرا ولم ترى جسد رجل ولا عورته، اهدئى يا زينة لم ألمسك اليوم وسأترك لك الغرفة حتى غدا.
لم أنم فى هذه الليلة.. ولم أبك كعادتى، واجههت نفسى بأخطائى.. لم أسمع كلام أمى رغم خبرتها، ولم أسع للدراسة فى الجامعة وفشلت فى زواجى الأول. لن أطلق مرة أخرى بعد أيام ومن مولانا. سيموت أبى كمدا.ماذا فعلت بنفسى. حين طلع الصباح كنت قد توصلت لقرار.. سأدفع ثمن غلطتى وأتحمل وأبدو راضية حتى لا أسبب الهم لأسرتى مرة أخرى، ولكننى فى الوقت نفسه لن أصبح مجرد متعة لهذا الرجل.
حين دخل مولانا الغرفة فى الصباح قلت له: أنا آسفة كنت فاكرة أننا تزوجنا فى حب الله ولم يحدث بيننا هذه الأمور.ضحك قائلا: وهل نخالف الله فيما نفعل أنت زوجتى وحلالى ونور عينى. أخرج من جيبه علبة قطيفة وفتحها وأعطانى سواراً ماسيا: وقال اتفضلى يا زينة قلبى.هديتك الزفاف إن شاء الله.مشيت كالمنومة إلى السرير الذى سبقنى إليه، ونام على وسائد كثيرة وقربنى منه وبدأ يتحسس جسدى فى شهوة ونهم الذى يأكل به اللحم.كان رجلا آخر.. مثيراً للشفقة فى لهاثه بلا هيبة وبدأ لعابه يسيل، شعرت ببروده فى كل جسدى وقرف وقلبان فى معدتى، شدنى إليه فجـأة وهو يقول الله المستعان، فتذكرت الجزار فى العيد الأضحى وهو يذبح خروف العيد ويقول: حلال الله وأكبر، فى هذه اللحظة شعرت بشىء يدخل إلى جسدى وماء لزج بين فخذى، وبعد دقائق بدأ كالساعات نهض الرجل عنى، سعيدا منتشيا. فأعطيته ظهرى وتكومت مثل وضع الجنين وتمنيت لو أعود لبطن أمى أو أموت، جرنى مرة أخرى حتى تواجهنا، وعاد يتحسس جسدى وثديى فى سعادة ويقول: الحمد الله أن فتح علينا بالحلال.
رغم جهلى بالجنس إلا أن الأمر لا يحتاج خبرة الرجل قدراته على قده ولذلك يستمتع باستخدام يديه. ويفعل أشياء مثل التى رأيتها مرة فى فيلم على الإنترنت قبل أن تسافر صديقتى زينب.ضحكت رغما عنى، فقد قارنت بين بطل الفيلم الشاب القوى الوسيم، وهذا العجوز الذى غلبه التعب فنام فجأة.
رغم قوتى الظاهرية كنت أرتعش كلما اقترب منى ليمارس معى الجنس، وقال يقول لى: أنت كالبكر دوما كلما اتخذتك تكوننى مثل المرة الأولى.
4- شيخ البورنو
بعد ثلاثة أيام جاءت أمى وأبى وإخوتى للتهنئة، وكان الرجل قد قال لأبى: السنة ثلاثة أيام.
أخذتنى أمى إلى غرفة النوم، فبادرتها بالقول: أنت كسبتى الرهان وأنا طلعت حمارة. مولانا فاكر نفسه شاب وبيعمل زى أفلام البورنو.
أخذت أمى تواسينى وتنصنحنى لازم تعرفيه إنك مش سهلة وتخدى حقك منه، ولو مش قادرة ولا يهمك أنا معاك وأطلقك. صرخت لها طلاق تانى لا.
كنت أستمتع بفضح مولانا وأن أراه يتذلل لى ويظهر على حقيقته.لم أفكر سوى فى كشف ادعائه. مرة دخل الغرفة فوجدنى أستمع إلى أم كلثوم، فقال: ما معاذ الله هذه الأغانى حرام. ذهبت إليه وجلست على حجره وأنا أقول فى دلال: ولكنك حللتها لأمى من قبل، ألا تحبنى مثل أمى، ارتبك وقال: لا بالطبع ولكننا تعاهدنا أن نجتمع فى حب الله، قلت بنفس الدلال: وأنا عايزة أرقصك عليها، فضحك وقال: إن الله غفور رحيم.
مرة أخرى سألته فى غضب: هو أنت مخبى على مريديك زواجنا، فقال بسرعة: لا طبعا لماذا تسألين هذا السؤال، قلت له: فين هدايا المريدين ولا أنت خدتها البيت التانى.الراجل الغبى ضحك وقال: هل تغيرين على يا زينة القلب، فقلت له فى دلال: لو بتحنبى تجيب هدايا الزواج لى وليس لبيت زوجاتك.بعدها انهالت الهدايا..كل يوم تفتح الخادمة الباب فتجد علبة أو مظروفا.جنيهات ذهبية وأساور ودولارات من فئه المائة دولار. وهو يسألنى قبل أن يبدأ ألاعيبه الجنسية القذرة: مبسوطة يا زينتى، فأرد بدون حماس: الحمد لله على أى حال.
لم أستطع أن أصف كل ما فعله بى، يكفى أنه حلل الرضاعة منى رغم أنه حرمها فى جلساته العلنية. وقال لمريديه: أن الرضاعة من المرأة لا تجوز إلا فى حالة التحريم لتكون محرمة عليه.
كنت أبتسم فى وجه أبى وفى وجه زوجى وأطيع زوجى فى طلباته الشاذة ليس مقارنة بسنه ووضعه فقط، ولكن لقدرته الصحية وحجمه وشكل جسده، وكنت أطلق عليه فى أحادثيى مع أمى (شيخ البورنو )
كان زوجى يستعد للسفر لإحدى جولاته الخليجية، فأصررت على أن أصحبه، كان يكفى أن أتدلل عليه وأنا ألبس قميص نوم أحمر وقصير ليرتكب السابقة الأولى ويوافق على سفرى معه، اتصل زوجى بشخص ما وقال له احجز لنا تذكرتين لأن زوجتى ستأتى معى، وبعد دقائق اتصل شيخ خليجى بزوجى وقال له إنه سيرسل طائرته الخاصة لنسافر فيها، وذكره الشيخ الخليجى بالحلقات التى سيتم تسجيلها هناك عن الأسرة المسلمة، فرد زوحى: اطمن اننى أحضر لها من الآن.. المهم ضاعف الاجر يضاعف لك الله الثواب.
حين وصلنا إلى الدولة الخليجية أخبرنى زوجى أن هناك مرافقة وسيارة ستكون معى وتتولى شراء كل مشترياتى بالفيزا الخاصة بالشيخ الخليجى. صرخت وقلت له: شيخ مين دا، أنا ست حرة وأبوى الحاج عزت مش مخلينى محتاجة لحد.. توتر زوجى، وقال: هل نرفس النعمة؟ فقلت له: خلى النعمة ليك.اضطر زوجى إلى الاتصال بالشيخ وقال له: زوجتى شابة عنيدة ومصرة أن تغرمنى..بارك الله فيك يا شيخ، فى المساء أرسل الشيخ الخليجى هدية أسعدت زوجى وقال: إنك محظوظة يا زينتى شيخنا أرسل لك طاقم الماظ وأحجاراً كريمة.
عدنا بشنط جلدية عديدة وكبيرة، وفى كل شنطة حقيبة مليئة بالدولارات ورق كبير.
كانت حقائب المال تدخل وتخرج من بيتنا بدون حساب.. زوجى لا يراجعه أحد، ولا يحاسبه أحد، ومبدأه أن المال.. مال الله.. وهو عبد من عباد الله، فلا يوجد مانع من استخدام جانب من الأموال المقدمة اليه فى أمور شخصيه له أو لأسرته.
كنت أعدد خطايا زوجى شيخ البورنو وأسايره أحيانا وأحرمه أحيانا أخرى.
كانت حياتى كئيبة لا تخلو من مقالب أعدها لمولانا لكى أفضح كذبه وادعاءه.
لم يكن هناك جديد تحت الشمس إلا اننى استيقظت يوما على صراخ وعويل قادم من شقتنا.جريت بملابس النوم ودخلت غرفة أبى، فوجدته يفارق الدنيا، والطبيب يتبعد أسفا، نظر لى وقال: خلى بالك من نفسك يا بنتى خدوا بالكم من أمكم وأختكم ونطق الشهادتين وودع الحياة.
5- موت وميلاد
ظلت الدمعة التى نزلت من عين أبى وهو يودعنى تسلع قلبى ومشاعرى، نظرته الأخيرة لى بين ألم وشفقة لم تتركنى استريح لحظة واحدة، طوال النهار نستقبل طوفان المعزين نساء ورجالاً، جاء أهلنا من الصعيد وتقاطر علينا أناس لم نعرفهم من قبل ولكن أبى عرفهم ورعاهم فى صمت يليق بإيمانه الحقيقى بدون زفة أو إدعاء.
أما العزاء فأقيم فى واحد من أكبر مساجد القاهرة حضره رجال الأعمال ووزير الصناعة وكل الموظفين فى مصانع وشركات أبى، وأقيم آخر لمدة ثلاثة أيام فى العزبة.
وفى الصباح كان المعزين وأحاديثهم وذكراياتهم مع أبى تعزنى وتأخذنى من أحزانى، أما فى الليل فى غرفتى القديمة ببيت أبى فلم أكن أرى سوى النظرة الأخيرة لأبى ودمعته التى عاشت أكثر منه، وبقيت على وجهه تتلأ بعد وفاته.
لم أكن أشعر بالأيام أو أحصيها، وبعد عدة أيام جاء زوجى، وطلب من أخى الأكبر أن ينادنى لأذهب إلى شقتنا لأنه يريدنى فى أمر مهم.
ذهبت إلى شقتى مثقلة، فاستقبلنى زوجى بنظرة إشفاق ووضع يديه على رأسى وتمتم بكلمات لم أسمعها ولم أرغب، وقال: يا زينتى لقد مر أكثر من ثلاثة أيام، ولا يجوز شرعا أن تبقى فى بيت أبيك وتهملى زوجك الحبيب المشتاق إليك، صدمت من كلماته، ولأول مرة صرخت فيه: لن أترك بيت أبى ولا أخلع الأسود ولا أريدك أن تلمسنى بعد الآن، فوجئ الرجل بلهجتى، فقال فى صوت خفيض: أنا أدرك حزنك على والدك، وأنا حزين على فراقه ربما أكثر منك، ولكن قدر الله ولا مرد لقضائه، ولابد للحياة أن تستمر، صرخت مرة أخرى وأنا ابتعد عنه: اسمع لو كنت تريد حقوقا شرعية فاذهب إلى زوجتك السورية الشابة أو للمصرية لا يهمنى، ولكننى لم أترك أمى وبيتى، بهت العجوز عندما فاجئته بمعرفتى بزواجه السرى من فتاة سورية فقدت أهلها ومالها فى أتون الحرب، ووقعت فى براثن شيخ البورنو، فقال فى هدوء: كما تشائين يا زينة القلب.
عدت إلى شقتنا وغرفتى ورغم الحزن الثقيل الذى يثقل القلب والعقل والمشاعر ويضرب بألامه فى جسدى كله إلا أننى كنت أنام ساعتين أو ثلاث فى أمان لم أعرفه منذ زواجى.
فجأة خطرت فى بالى فكرة، لابد أن أمى حكت لأبى معاناتى مع زوجى ولذلك كان ينظر لى تلك النظرة المشفقة الحزينة الدامعة، ولهذا أوصى إخواتى على أكثر من مرة، سألت أمى فقالت وسط دموعها: أبدا والله.. هو مرة قال لى البنت مش مبسوطة فى الزواج، فسألته هو الشيخ قال لك حاجة، فرد: أبدا مولانا مبسوط، ولكن زينة تغيرت وحين تشرد يبدو الحزن فى كل ملامحها، سكتت أمى لتترك فرصة لدموعها ثم أكلمت، من فترة وهو بيسألنى: تفتكرى يا سميرة أنا غلطت لما شجعت البنت أنها تتزوج مولانا، برضة عيلة وهو أكبر منها بكثير، وأضاف أبى: أنا غلطت فى حق بنتى مرة وخايف أكون ظلمتها، كانت أمى ترد عليه: أطمن يا حاج البنت بتحكى لى كل حاجة، ولو عايزك تتدخل هأقول لك.
زاد حزنى عندما حكت لى أمى شكوك أبى وحزنه وقلقه علىّ، الحزن فجر بركان الأحزان المتراكمة التى كنت أحرص على ألا تهب على سطح حياتى، رحت أتذكر كل لحظة حزن مرت بى.
تذكرت حين أصر زوجى المراهق أن نحيى سنة الرسول، سألته كيف؟ فأجاب نستحم معا فى البيانو ونلهو، أطلعته مرغمة، وكانت أتعس لحظات حياتى وأنا أقف عارية تحت الماء وهو يمد يديه على جسدى ويضحك.
تذكرت عندما كان يصيبه الضعف الجنسى فيأمرنى بأن أفعل أشياء لا تفعلها سوى العاهرات، تذكرت حين كنت أحاول أن أشغل نفسى فأطلب منه أن أترجم محاضراته مثل الماضى، فيرد قائلا: ما تتعبيش نفسك وعقلك أنت تساعدنى بجسدك وثمارك التى أقطفها، عندما ذكرته بكلامه الماضى عن حبنا فى الله وطاعته ودور المرأة، رد ضاحكة: اطمنى يا زينة حياتى فأنت تجاهدين فى سبيل الله بطاعتى.. ألم تسمعى عن جهاد النكاح، تذكرت كيف تمكنت بصعوبة أن أمسك نفسى فلا أبصق فى وجهه أو ألكمه فى وجهه.
كنت كلما تذكرت مأساتى أدخل فى نوبة بكاء وعويل، حتى معدتى رفضت الطعام، واضطر الأطباء إلى إعطائى محاليل حتى لا تتدهور حالتى، وعندما رأيت أمى وإخوتى يجتمعون حول سريرى فى حزن وقلق، قررت أن أشد نفسى من دوامة الأحزان حتى لا أزيد حزنهم، خاصة أن أمى كانت تردد باكية: يارب لطفك الراجل والبنت، قبلت بأن أشرب عصيرًا أو أكل قليلا حتى استرد بعضا من صحتى، وكنت أقرأ القرآن من حين إلى آخر.
فى أحد الأيام دخل أخى الأكبر وقال لأمى: الشيخ هيجى النهارده بعد العشاء، قلت بسرعة: مش عايزة أشوفه، فقال أخى: لا تخافى هو جاى عشان إخواتنا من بابا طلبوه لجلسة الميراث.
انتبهت أمى وقالت له: بسرعة ومستعجلين ليه، رد أخى: عشان أعمالهم متوقفة لأن التوكيلات لم تعد صالحة.. أهى ليلة وتعدى ولازم تحضرى يا زينة مع ماما، قلت بوهن: لا، فأصر أخى: هذه وصية بابا وعلى فكرة بابا ترك وصية فى ثلث ماله.
فى المساء تجمع إخواتى من أبى والمحامى وزوجى محكما.
فوجىء زوجى بأن أبى ترك وصية لأنه لم يخبره بها، ولكن المحامى أكد أنها وصية موثقة فى الشهر العقارى بشهود.
كانت الوصية مختصرة رغم بنودها الكثيرة، ترك أبى مبلغا من المال لكل الخدم فى منزلنا ولبعض الأشخاص فى شركاته ممن بدأوا العمل معه منذ البداية، وترك أموالا أخرى لبعض الأهل والأقارب، وأخيرا ترك أبى ثلث ماله مناصفة لأمى ولى، وترك كلمة لى بالوصية ذات مغزى، قال أبى: عايزك يازنية تعيشى سعيدة حتى لو اشتريت السعادة وإياك أن تخالفى مشورة أمك.
بعد انتهاء المحامى من قراءة الوصية، أكد إخواتى الأشقاء قبولهم لوصية أبى، ورغم الصدمة الواضحة على وجوهم أعلن إخواتى من أبى موافقتهم بالطبع على وصية أبى.
فى ذلك المساء اكتشفت أن أبى رحمه الله كان واسع الثراء، فأملاكه وشركاته وأمواله أكثر مما توقعت بكثير، كان أبى ذكيا فقد منح لكل رجل من أبنائه ملكية المشروع الذى كان يديره فى حياته، أما الأراضى فقد ترك قطعة أرض كبيرة فى 6 أكتوبر لإقامة مركز دينى وطبى متكامل تشرف عليه أمى وأنا، بهت زوجى لهذا الأمر، فلم يتوقع ألا يختاره أبى لإدارة المشروع الخيرى، أما بقية الأراضى فوزعت على إخواتى بالتساوى، تنبهت أمى لأمر ما فسألت المحامى: أما زوجته الأولى هتأخذ إيه، فرد أخى غير الشقيق: الحاج مطلق أمى منذ مدة بناءً على طلبها ولم يعلن بناء على طلبها أيضا وقد منحها الكثير فى حياته، وباع لها وعماتى بيت العزبة.
فجأة قال أخى غير الشقيق: بس كدة الحسبة ناقصة يا مولانا، فرد الشيخ وقد استعاد ثباته: إيه اللى ناقص، رد أخى غير الشقيق: شقق العمارة دى وحاجة الصعيد كلها المصنع والأرض والبيت، تولى المحامى الرد على جزئية الصعيد قائلا: مصنع الصعيد ملك السيدة سميرة من زمان، أما الأرض والبيت فقد منحها الحاج عزت رحمه الله فى حياته لأهله فى الصعيد، فعاد أخى غير الشقيق يسأل فى غضب: وشقق العمارة دى، ردت أمى: أولاً كلكم تعلمون أن الحاج رحمه الله خصص شقة فى هذا الدور للشيخ، وفهى له وإن لم يكتب والدكم عقدًا، قال زوجى: لا ياست سميرة فقاطعته أمى: أنا أفعل ذلك إطاعة لزوجى، فوافق الجميع على منح الشقة لزوجى، وأكملت أمى: الكل يعلم أن العمارة ملك لى وللحاج مناصفة وقد باع الحاج كل شققه، والشقق الباقية ملكى والمستندات مع المحامى، أكد المحامى كلام أمى، فرد أخى غير الشقيق: يعنى حضرتك عايزة تحرمينى من العمارة وهو حى وميت، فتولى زوجى الرد: يا بنى لاتلوم زوجة أبيك، فهذه كان إرادة أبيك فلماذا لم تناقشه وهو حى يرزق؟ سكت أخى غير الشقيق برهة ثم قال: إحنا كنا عايزين نبقى قربين من إخواتنا، فرد الشيخ: وهل سكنكم خارج العمارة يمنع القرب، يا بنى استغز بالله من شيطان الفتنة، وأحمد ربك على ما أتاك، سكت الجميع، فقالت أمى الفاتحة على روحه الطاهرة، لم يترك أبوكم أحدًا منكم أو من الأقارب والمعارف محتاجًا، غادر الجميع بعد الفاتحة، وقال زوجى لأمى: أنا سايب زينة براحتها يا ست الستات خليها معاكى حتى تزهقى منها، ثم غادر زوجى المنزل فدخلت نسمات الهواء المنعشة من الباب الذى خرج منه.
كان إخواتى الثلاثة خاصة أخى الأكبر راضيين عما تركه والدنا لى ولأمى وهو ملايين من الجنيهات، وقالت أمى: يجب أن نبدأ فورا فى بناء المركز الدينى والطبى، أما أنا فدخلت إلى غرفتى وجلست على سريرى مضطربة، ورغم دموعى التى انسالت على أبى إلا أننى أحسست أن ثمة ميلادًا غامضًا لا أتبين ملامحه قد ولد داخلى.
الأسبوع المقبل
الحلقة الرابعة «فى قلب الدنيا»