نظام إلكتروني للمتابعة.. كيف أمنت الصحة احتياجات مستشفيات العزل من الأكسجين؟
بعد واقعتى مستشفى الحسينية المركزى، بمحافظة الشرقية، ومستشفى زفتى العام، بمحافظة الغربية، بدت مخاوف كثيرة لدى المواطنين، بشأن نقص الأكسجين فى المستشفيات المخصصة لعزل الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، وهو ما قد يتسبب فى وفاة الحالات التى تخضع للعلاج فى أقسام العزل، رغم تأكيد الأجهزة المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والسكان، أن حالات الوفاة لم تحدث بسبب نقص الأكسجين.
ولطمأنة المواطنين، وتأمين احتياجات مستشفيات العزل من الأكسجين، اتخذت وزارة الصحة قرارات عدة، تتعلق بتوفير الأكجسين الطبى للمستشفيات، ومتابعة ذلك بشكل دورى، حتى لا يتعرض المرضى لمخاطر نقصه أو نفاده.
نظام إلكترونى لمتابعة استهلاك الأكسجين:
وفى هذا السياق، عقدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، اليوم الإثنين، اجتماعا مع وكلاء الوزارة، ومديرى المستشفيات المخصصة لاستقبال مرضى فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، على مستوى الجمهورية، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، وذلك لمتابعة سير العمل بالمستشفيات، والاطمئنان على تقديم أفضل خدمة طبية للمرضى.
وحرصت وزيرة الصحة والسكان على مراجعة مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية، وكذلك الحد الاستراتيجى للأكسجين الطبى بالمستشفيات، مشيرة إلى تفعيل نظام إلكترونى يتم من خلاله متابعة بيانات معدلات الاستهلاك للأكسجين الطبى، وعدد الأسرة المشغولة على أجهزة التنفس الصناعى، وتحديثها على مدار الساعة، على ألا يقل الحد الاستراتيجى للأكسجين بأى مستشفى عن 12 ساعة تشغيل، بنسبة إشغال 100%.
كما وجهت وزيرة الصحة والسكان بتخصيص فريق طبى بكل مستشفى، لمتابعة عملية إمداد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد بالمستشفيات على مدار الساعة، وفقًا للممارسات الإكلينيكية السليمة، وبروتوكولات علاج فيروس كورونا المحدثة فى هذا الشأن، بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات إمداد مركزية بالوزارة لمراقبة عملية الإمداد والمتابعة المستمرة لمعدلات استهلاك الأكسجين بالمستشفيات ورفع تقريرين يوميًا إلى الوزيرة للوقوف على مستجدات الأوضاع أولا بأول.
وأوضحت وزارة الصحة والسكان، فى بيان لها، أن منظومة إدارة إمداد المستشفيات التى تستقبل مرضى فيروس كورونا المستجد بالأكسجين الطبى تشمل 3 طرق، هى: التعاقدات التى تبرمها مديريات الصحة مع شركات الأكسجين السائل بكل محافظة وفقًا للاحتياج الروتينى، والتعاقد المركزى مع كبرى شركات الغازات، حيث يتم توريد 400 ألف لتر يوميًا مركزيًا تحت تصرف الوزارة، يتم استخدامهم فى الإمداد الطارئ للمديريات فى حالة الزيادة المفاجئة للاستهلاك عن المعدل الطبيعى، فضلا عن إمداد روتينى مركزى للمحافظات الكبرى التى لديها ارتفاع فى معدل الاستهلاك وهى: القاهرة، والجيزة، والبحيرة، والقليوبية، ودمياط، والشرقية، والدقهلية، والغربية.
توفير الأكسجين:
وكانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، قد أكدت على توافر مخزون كاف من غاز الأكسجين الطبى، بجميع المستشفيات التى تستقبل مرضى فيروس كورونا المستجد، فى محافظات الجمهورية، مشيرة إلى أن الدولة لا تألو جهدًا فى الحفاظ على صحة المواطنين، فى ظل مواجهة جائحة كورونا.
وأوضحت وزارة الصحة والسكان، فى بيان، أنه بناءً على تقارير اللجنة المركزية التى وجهت الوزيرة بتشكيلها فور حدوث واقعة وفاة 4 مرضى بفيروس كورونا المستجد بمستشفى الحسينية المركزى بمحافظة الشرقية، للوقوف على الأوضاع بالمستشفى، متضمنة موقف الأكسجين الطبى، والحالات المتواجدة على أجهزة التنفس الصناعى، فقد تبين أن عدد الأسرة المشغولة بمستشفى الحسينية ومتصلة بشبكة الأكسجين تضم 11 حالة بالحضانات، وحالتين برعاية قسم الباطنة، و3 حالات بعناية القلب، بالإضافة إلى 7 حالات بالعناية المركزة لمرضى فيروس كورونا، و33 حالة بقسم العزل للمصابين بالفيروس، وجميعهم يتم توفير الأكسجين لهم من نفس شبكة الأكسجين بترددات عالية ولم يتأثر أحد منهم، مما يؤكد عدم وجود علاقة بين حالات الوفاة، وما يُثار عن حدوث نقص في الأكسجين بالمستشفى.
وأضاف البيان أن شبكة الغازات بالمستشفى تعمل بكفاءة عالية، حيث كان الخزان يحتوي يوم السبت على 500 لتر من غاز الأكسجين الطبى، بالإضافة إلى تواجد شبكة غازات احتياطية بالمستشفى متصل بها 24 اسطوانة أكسجين طبى، وتواجد 45 اسطوانة أكسجين كمخزون استراتيجى بالمستشفى، مضيفًا أن جميع أقسام المستشفى تعمل بكامل طاقتها وجميع المرضى يتلقون الرعاية الطبية اللازمة لهم.
وأشار البيان إلى أن حالات الوفاة التى وقعت بوحدة الرعاية المركزة بمستشفى الحسينية توفوا فى فترات زمنية مختلفة، وأغلبهم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة ولديهم مضاعفات مرضية نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية ووفاتهم.
وتابع البيان أنه فيما يخص واقعة وفاة مريضين بمستشفى زفتى العام بمحافظة الغربية، فقد كلفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الدكتور مصطفى غنيمة، رئيس قطاع الطب العلاجى بتشكيل لجنة مركزية من الوزارة فور حدوث الواقعة للتحقيق فيها واتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال من يثبت تقصيره.
ولفت إلى أن التحقيقات المبدئية كشفت أن حالتى الوفاة مصابين بفيروس كورونا وكانت حالتهما حرجة ويعانيان من أمراض مزمنة وعلى أجهزة تنفس صناعى، مضيفًا أنه وقت حدوث الواقعة كان يتواجد بالمستشفى 4 حالات بأقسام الطوارىء على ماسك أكسجين و3 حالات بقسم الحضانات على أجهزة التنفس الصناعى، و3 حالات على جلسات الأكسجين بعناية الأطفال، و27 حالة بالعناية المركزة المتوسطة لمرضى فيروس كورونا المستجد، و4 حالات بقسم الحروق على أجهزة التنفس الصناعي، و7 مرضى بالعناية المركزة العادية على أجهزة التنفس الصناعى موضحًا أن تانك الأكسجين فى ذلك الوقت كان ممتلئا بمقدار 5400 لتر، بالإضافة إلى وجود 24 أسطوانة أكسجين ممتلئة بغرفة الغازات الطبية، لافتًا إلى قيام النيابة العامة بالتحقيق في الواقعة للوقوف على الأسباب المؤدية للوفاة.