البابا تواضروس: احذروا من الجهل الروحي
قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: نحن اليوم في الحلقة السادسة من تأملاتنا في سفر يشوع بن سيراخ والتي أخذنها عبر فترة صوم الميلاد في الحلقة الأخيرة من حكمة يشوع بن سيراخ أريد أن أتكلم عن "لا تكن جاهلًا" القديس يشوع بن سيراخ يعلمنا ما هو الجهل؟ والجهل له معاني كثيرة وليس جهل التعليم فقط، ونحن تكلمنا عن (لا تكن قاسيًا، ولا تكن ثرثارًا، ولا تكن مغرورًا، ولا تكن صغير النفس، ولا تكشف أسرارك) وهذا الأسبوع "لا تكن جاهلًا".
ما هو الجهل؟
تابع البابا خلال عظته الأسبوعية: "النوع الأول الجهل بالوقت وهو النوع الشائع ويقع فيه ناس كثيرة دون النظر عن ثقافتهم، في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات الفرق بينهم أن الجاهلات لم يستغلوا الوقت في الاستعداد، فالجاهل هنا هو الإنسان الذي يضيع الوقت "تسويف العمر باطلًا" والقديس بولس يقول" فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ " الحكيم هو الذي يجعل وقته بقيمة الفداء، وفي مثل الوزنات من أخذ الوزنة كان كسلان ولم يستثمر الوزنة فطرح في النار الخارجية وكان من الجهلاء وكان مصيره مؤلمًا، لا تكن جاهلًا ولا ترفض المعرفة".
وأضاف: "لا تكن جاهلًا بالمرجعية فيجب أن يكون لك مرجع، جمال الحياة الرهبانية أن التلميذ يسأل معلمه، ومن الأمور الجيدة في كنيستنا أن يكون للإنسان أب أعتراف أو مرشد روحي و(لاَ تَسْتَخِفَّ بِكَلاَمِ الْحُكَمَاءِ، بَلْ كُنْ لَهِجًا بِأَمْثَالِهِمْ، لاَ تُهْمِلْ كَلاَمَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ تَعَلَّمُوا مِنْ آبَائِهِمْ) معرفة الشيوخ الذين عاشوا في مدرسة الحياة لها قيمتها ورحبعام عندما ترك مشورة الشيوخ وسمع للشباب لم يفلح وقسمت المملكة، أجعل دائمًا لك مرجعية و(لاَ تعْمَلْ شَيْئًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ؛ فَلاَ تَنْدَمَ عَلَى عَمَلِكَ). "ومن الأشياء الجيدة أن يتخذ الزوجان إشبين ويكون حارسًا لهذا الزواج ويكون مرجعًا لهذا الزواج وهو تقليد جيد (الْخَلاَصُ بِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ)".
لا تخاصم المقتدر
وأكد بطريرك الإسكندرية: "لا تكن جاهلًا إجتماعيًا" فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ (لاَ تُخَاصِمِ الْمُقْتَدِرَ، لِئَلاَّ تَقَعَ فِي يَدَيْهِ. لاَ تُنَازِعِ الْغَنِيَّ، لِئَلاَّ يَجْعَلَ عَلَيْكَ ثِقَلًا) كن حكيم قبل أن تأخذ أي قرار، (لاَ تَنْتَصِبْ فِي وَجْهِ الشَّاتِمِ، لِئَلاَّ يَتَرَصَّدَ لِفَمِكَ فِي الْكَمِينِ) القديس بولس يقول (نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ) ومع انتشار السوشيال ميديا قد يأخذ الكلام بمعنى خطأ والناس تتداوله وصار العالم يعيش في بحر من الأكاذيب (عصر الكذب)، ولاَ تُقْرِضْ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْكَ، فَإِنْ أَقْرَضْتَهُ شَيْئًا، فَاحْسَبْ أَنَّكَ قَدْ أَضَعْتَهُ.، ولاَ تَثِقْ بِعَدُوِّكَ أَبَدًا، فَإِنَّ خُبْثَهُ كَصَدَإِ النُّحَاسِ. " من فضلك على المستوى الاجتماعي كن حكيمًا لا تكن جاهلًا وميز بين الصديق والعدو".
لا تكن جاهلا روحيا
وأكد: "لا تكن جاهلًا روحيًا (لاَ تُوقِدْ جَمْرَ الْخَاطِئِ، لِئَلاَّ تَحْتَرِقَ بِنَارِ لَهِيبِهِ). وكن عاقلًا وحكيم، ولاَ تُجَادِلْ فِي أَمْرٍ لاَ يَعْنِيكَ، وَلاَ تَجْلِسْ لِلْقَضَاءِ مَعَ الْخَطَأَةِ. " كن واع لأن معاشرة الأردياء تفسد أخلاقك أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟) أحيانًا عندما تجلس في مجتمع روحياتك تبرد وعندما تسمع مناقشة عقيمة روحياتك تبرد، انتبه روحياتك ثمينة".
واختتم: "لا تكن جاهلًا بوقت الفرح: لا تضيع وقت الفرح لا تكون سبب للنكد (لاَ تَخْسَرْ يَوْمًا صَالِحًا) لا تكون مثل الابن الكبير في مثل الابن الضال واضاع وقت الفرح ولم يريد أن يشارك في فرح الأسرة بعودة أخيه، (لاَ تَغُمَّ نَفْسَكَ، وَلاَ تُضَيِّقْ صَدْرَكَ بِأَفْكَارِكَ) ولاَ تُسَلِّمْ قَلْبَكَ إِلَى الْحُزْنِ".