حوار| قيادي بحركة فتح: لا نستطيع أن نذهب إلى حرب أو سلام دون مصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


من منطلق أهمية الاجتماع التشاوري الثُلاثي بين وزراء خارجية مصر سامح شكري، والأردن أيمن الصفدي، وفلسطين رياض المالكي في القاهرة، حاور موقع الفجر الإلكتروني الدكتور أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري بحركة فتح، والذي أكد أنه يمكن الذهاب إلى حرب أو سلام دون مصر، وأن هناك رغبة للعودة إلى المفاوضات على أسس دولية.

وإلى نص الحوار..
- في البداية نريد أن نعرف أهمية الاجتماع التشاوري الثلاثي؟
هذا الاجتماع يأتي استكمالًا لزيارة الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى مصر والأردن لترتيب الأمور من أجل الحراك السياسي القادم، خاصة في ظل المتغيرات التي حدثت الفترة الماضية ومنها التصدع في الحالة العربية واتفاقيات السلام بين بعض الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي.

- ما أهمية الموقف العربي الموحد في هذه المرحلة؟
مع وجود إدارة أمريكية جديدة فإننا نحتاج إلى موقف عربي يدعم الحراك الفلسطيني، خاصة وأن هناك رؤية طرحها الرئيس أبو مازن في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والخاصة بعقد مؤتمر دولي للسلام يشارك فيه الجميع برعاية الرباعية الدولة، وأن يكون الأساس هو حل الدولتين، ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بهذه الدعوة.

وتتم ترتيبات الآن لإحياء هذا الأمر من خلال موقف عربي موحد يدعو إلى عقد المؤتمر، والاجتماع التشاوري الثلاثي يأتي ضمن هذه اللقاءات لإحياء العملية السياسية، لترتيب اللقاءات القادمة وتنشيط الجبهة العربية والحراك العربي للحصول على موقف موحد واضح يدعم عقد المؤتمر الدولي للسلام.

- لماذا شمل الاجتماع مصر والأردن تحديدًا؟
الاجتماع التشاوري الثلاثي شمل مصر لأنها الدولة الأكبر في المنطقة ودولة لها علاقات ونفوذ كبير جدًا، والجغرافيا السياسية تفرض دور لها وللأردن في أي معادلة قادمة، وأعتقد أن الجهد المصري مهم جدًا في هذه المرحلة، لأنه من خلال التجربة التي مرينا بها تأكدنا أننا لا نستطيع أن نذهب إلى الحرب أو السلام دون مصر.

والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" كان يقول لنا دائما إنه فلسطيني الجنسية مصري الهوى، وعودة الحراك من القاهرة وباتجاهها طبيعي، لأننا لن نستطع أن نصل لحل سياسي أو حتى لأي ترتيبات دون مصر.

- كيف يدعم الاجتماع إعادة إحياء مسار المفاوضات ودعم القضية الفلسطينية؟
هذه اللقاءات تأتي لإحياء العملية السياسية، وعودة المفاوضات ستأتي بعد نضوج الإدارة الأمريكية الحالية، والهدف الآن هو الذهاب إلى مؤتمر دولي للسلام ومن بعده المسارات التفاوضية، ولكن الذهاب إلى المفاوضات دون مؤتمر دولي للسلام في غاية الصعوبة.

وهناك رغبة فلسطينية للعودة إلى المفاوضات ولكن على أسس دولية، وأن يكون هناك دور كبير جدًا للجامعة العربية، ويجب استغلال تقارب بعض الدول العربية مع الاحتلال في إعادة العملية السياسية لمسارها الصحيح، ويجب أن يكون مسار المفاوضات برعاية دولية وليس أمريكية.

- وهل هناك أمل بشأن استعادة الحقوق الفلسطينية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن؟
نحن نعول على إدارة بايدن لإعادة الأمل للعملية السياسية على أساس حل الدولتين، خاصة بعد الفوضى التي أحدثها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب وتنكره للحقوق الفلسطينية ومحاولته كسر حالة التمسك الفلسطيني والعربي بشأن قيام الدولة الفلسطينية، ولكن للأسف بايدن لن يستطيع أن يعيد السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب، ولكنه مع ذلك يستطيع إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وإعادة المساعدات الأمريكية إلى الحكومة والمؤسسات الفلسطينية.

وكما يستطيع بايدن أيضًا إعادة الأمل للعملية السياسية، خاصة وأنه خلال حملته الانتخابية قال إن الحل الأمثل للقضية هو الحل القائم على حل الدولتين، كما أنه يتنكر لرؤية ترامب وصفقة القرن، ولكن لا ينبغي أن نتفاءل كثيرًا، وخاصة وأننا جربنا الحكومة الديمقراطية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي لم يستطع أن يلزم الاحتلال على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية.

- وكيف ترون اتفاقيات السلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل؟
السلطة الفلسطينية تراجعت في التشنج في العلاقة مع إسرائيل ومع الدول التي أقدمت على اتفاقيات السلام معها، وأصبح هناك تراخ في العلاقة، وتم تجاوز هذا الأمر واستغلاله لإحياء عملية سياسية، خاصة مع ذهاب ترامب ومجيء بايدن.