الحسيني الكارم يكتب: علموهم القناعة وكيف يكونوا اتقياء (Royal Level)

مقالات الرأي

الحسيني الكارم
الحسيني الكارم


يصبح العبد ويمسي في زحام من النعم فيعميه الشيطان عنها ، ويبصره ببلاء واحد ليتذمر منه ، وينسى انه غارق في نعم الله وعافيه. 

كم منا مرت عليه محن ومضت هل يتذكر  كيف كان الوقت يمر عليه  بمره وصبر ومضت كم من عبد تأمل حوله ووجد نفسه افضل من غيره بل من ملاين غيره علي الارض المرحلة الصعبة تمر والحلوه بتمر 
لايوجد استمرار في اي منهما ومن هنا لابد ان نتذكر كلمة ومعني القناعة والرضي بما كتبه الله لنا  وعدم التركيز مع الاخرين و التمعن في المعني لكلمه الرضي بما كتب الله لك ممكن ان نصل  لحاله نفسيه  راضية مستقره تسمى المرحلة الملكية. 

وهي مرحلة في الحياة تدعى "المرحلة الملكية “ Royal level! عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطئ ... 

لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقة!. 

ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبياً!. 

سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك... نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر ... ولكن لا تقلق؛ سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى.

ستمشي في الشارع ملكاً؛ مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها!. 

ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس! سيزداد إيمانك بالله، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك ...

إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك!

كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا، وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة ب 500 أو 50000 فستعطيك نفس التوقيت.

وإذا امتلكنا (محفظة نقود) سعرها 50 أو 500 فلن يختلف ما في داخلها.. وإذا عشنا في مسكن مساحته 150 متر أو 1000 متر فإن مستوى الشعور   واحد.. طالما تذكرت انك احسن من كثير غيرك. 

وفي النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية؛ فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد.

ودعونا نتذكر هذه القصة 
دخل ابن السماك على هارون الرشيد الخليفة العباسي يوماً فاستسقى الخليفة، فأُتى بكأس بها فلما أخذها قال ابن السماك: "على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها، قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هنأك الله تعالى يا أمير المؤمنين، فلما شربها، قال: أسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء، فبكى هارون الرشيد...". 

لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها..

سرعة الأيام مخيفة!! ما إن أضع رأسي على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم.. تسير أيامنا ولا تتوقف!. 

وأقول في نفسي: حقاً، السعيد من ملأ صحيفته بالصالحات..
الأحداث تتسارع من حولنا، والأموات يتسابقون أمامنا..
اعملوا صالحا...  حافظوا على الصلوات ... حصنوا أنفسكم ... حافظوا على من يحبونكم بصدق ... ابتسموا للناس ... علقوا قلوبكم بالآخرة فالدنيا لا تدوم على حال ولن تخلدوا فيها.