علاقات آثمة تجمع بين طهران والجماعة الإرهابية.. تعرف عليها
في موقف يكشف عن شبكة العلاقات المشبوهة والتاريخ المشترك بين جماعة الإخوان الإرهابية وجميع الدول والأطراف المعادية للعالم العربي، اصطفت إيران مرة أخرى في صف تركيا ضد مساعي إدراج الجماعة على القائمة الأمريكية الخاصة بـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية".
وانتقد وزير الخارجية الإيراني محمد
جواد ظريف في العاصمة القطرية الدوحة سعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
لتصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً، قائلاً: "الولايات المتحدة ليست في وضع
يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية".
وأضاف
في تصريحات صحفية: "نحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر..
الولايات المتحدة تدعم أكبر إرهابي في المنطقة وهي إسرائيل".
وكان البيت الأبيض أعلن،، أن إدارة
ترامب تعمل على تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً أجنبياً، في خطوة من شأنها توجيه
ضربة موجعة للجماعة الإرهابية.
تلك التصريحات لم تأتِ من فراغ، فقبل
قيام ما تسميه طهران "الثورة الإسلامية" عام 1979، وإقامة الاستبداد تحت
راية "ولاية الفقيه"، كانت الأفكار التنظيمية لمؤسس جماعة الإخوان
الإرهابية، وتصوره عن حركته تتشابه لحد بعيد مع البنية المذهبية لإيران، فضلاً عن
نظامها السياسي لاحقاً.
وسمح التشابه بين أفكار الإخوان
وأيدلوجية أصحاب العمائم السوداء في قم ومشهد، في التقارب المبكر بين الجماعة
الإرهابية وإيران.
ومع رواج فكرة التقريب بين المذاهب
الإسلامية، تأسست في القاهرة عام 1947 جماعة التقريب بين المذاهب التي كان أحد
أعضائها حسن البنا، الذي كان رسخ وجود جماعته خلال السنوات العشرين السابقة على
لقائه بمحمد تقي القمي.
ويؤكد مرشد الإخوان الأسبق عمر
التلمساني العلاقة بين الإخوان وملالي، قائلاً: "إنها بدأت في العقد
الأربعين، حين التقى محمد تقي القمي، حسن البنا لمرات متعددة، ودارت مناقشات واسعة
بينهما حول فكرة التقريب بين المذاهب".
ويرى مراقبون أن أوجه التشابه بين
طبيعة الاستبداد داخل البنية التنظيمية لجماعة الإخوان ونظام ولاية الفقيه لا تخفى
على أحد، فكما يتحكم المرشد في اتباعه عبر مبدأ الولاء والطاعة التي لا تقبل
المراجعة أو التعقل، يدمج المرشد الإيراني سلطته الروحية في حيز المجال السياسي.
التفاهم بين البنا والقمي فتح الطريق
أمام لقاءات أخرى مع مرشد الإخوان آنذاك، ففي العام ذاته التقى البنا أبي القاسم
الكاشاني، قائد الحركة الإسلامية في إيران، خلال موسم الحج، وكان هذا اللقاء خطوة
أخرى لتقوية العلاقات بين إيران والإخوان؛ حيث اتفق الاثنان على عقد مؤتمر دولي
للوحدة الإسلامية، إلا أن مقتل حسن البنا بعد عودته من الحج قطع الطريق على إتمام
هذه الفكرة.
لم
يضع مقتل حسن البنا نهاية للعلاقة بين الجماعة الإرهابية وطهران، فقد التقى
القياديان الإخوانيان سعيد رمضان وسيد قطب، قيادات دينية إيرانية أبرزها محمود
طالقاني وشيخ خليل كمراي ومجتبى نواب صفوي، خلال المشاركة في مؤتمر حول القدس،
ووجه القياديان الإخوانيان الدعوة للقيادات الإيرانية لزيارة مصر.
وكتب سالم البهنساوي، أحد أبرز شخصيات
جماعة الإخوان المسلمين في كتابه "السنة المفترى عليها": "لقد كان
لإنشاء منظمة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية دور كبير في إيجاد تعاون مشترك
بين الإخوان والشيعة، وقد استقر هذا التعاون بلقاء نواب صفوي بقادة الجماعة عام
1952 بالقاهرة".
كان نشر كتابات القيادي الإخواني سيد
قطب وأدبيات إخوانية أخرى ثمرة اللقاءات بين الإخوان والقيادات الإيرانية؛ حيث
قامت الحوزات العلمية في مدينتي قم ومشهد، بترجمة ونشر عدد من الكتب الإخوانية،
وأعيد طبعها أكثر من 50 مرة.
وفي أعقاب الانفتاح الإيراني على
كتابات الإخوان، تبادل الجانبان الرسائل ومن أبرزها رسالة سيد قطب للكاشاني التي أكد
فيها أنه "بين كل هذه العداءات توجد صرخة مشتركة في العالم الإسلامي، فيمكن
القول الآن إن جماعة الإخوان المسلمين ليست بمفردها، فمطلب الكاشاني بإنشاء منظمة
اقتصادية بالعالم الإسلامي لصرخة قوية ليست فقط من إيران بل من كل أنحاء العالم
الإسلامي".
كما أرسل مصطفى مشهور، مرشد الإخوان
السابق، رسالة خطية يتحدث فيها أيضاً عن وجوب التقريب بين السنة والشيعة، وعدم
الركون إلى الاختلافات الفرعية القائمة بينهما.
كانت جماعة الإخوان أول من أيد ما سمي
بـ"الثورة الإسلامية" في إيران، وانتقدت السماح للشاه باللجوء السياسي
في مصر، كما طالبت كل مسلمي العالم بالتأسي بمسلمي إيران، فكانت هذه الجماعة أول
من ذهب إلى إيران بعد سقوط الشاه مباشرة؛ لتهنئة المرشد الإيراني الخميني.
بالإضافة إلى ذلك نشرت الجماعة كتاباً
اسمه "الخميني الحل الإسلامي والبديل" بقلم فتحي عبدالعزيز، والذي ذكر
فيه أن "ثورة الخميني ليست ثورة فرقة إسلامية ضد الفرق الأخرى، بل هي مركز
القيم والمعتقدات المشتركة والتي توحد عليها كل المسلمين".