كارثة صحية.. أردوغان يرسل مرتزقة مصابيين بكورونا إلى ليبيا
استغل الرئيس التركي أزمة كورونا وانشغال الدول الفاعلة في الملف الليبي بمواجهة الوباء وأرسل مرتزقة من أماكن موبوءة بالفيروس.
ولم
يكن انهيار النظام الصحي وحده سببًا للتفشي السريع لفيروس كورونا في غربي ليبيا،
بل إن المرتزقة السوريين الذين أغرقت تركيا ليبيا بهم في عام 2020، ساهم بشكل كبير
في تفشي وباء كورونا في البلاد، وسط غياب أدوات الفحص والعزل للمشتبه بإصابتهم
بالفيروس، بحسب الصحفية الأمريكية المتخصصة في تغطية الأزمات الإنسانية والصراعات،
ليندسي سنيل.
وأكدت سنيل، في تغريدة لها على حسابها
بموقع "تويتر" أن مصراتة في غربي ليبيا تعد بؤرة تفشي وباء كورونا في
ليبيا، بسبب تدفق المرتزقة من تركيا وهم يحملون الفيروس ويعملون على نقله وانتشاره
بين الليبيين.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن
إجمالي المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، بلغ 18 ألف سوري، إضافة إلى 2500
تونسي، مؤكدًا أن إجمالي المرتزقة الذين قتلوا في معارك ليبيا بلغ 496 شخصًا، فضلا
عن إصابة وفقدان الاتصال بمئات آخرين من العناصر الذين حولتهم المخابرات التركية
إلى مرتزقة، بإغرائهم بمقابل مادي كبير.
وكشفت صحيفة "إندبندنت" في
تحقيق نشرته في يونيو/حزيران الماضي، أن المرتزقة السوريين الذين جندتهم أنقرة
لدعم حكومة السراج في ليبيا، يسهمون بشكل سريع في نشر فيروس "كورونا"
المستجد كوفيد-19 في ليبيا ودول شمال أفريقيا.
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن مجموعة
من المرتزقة الذين استأجرتهم حكومة السراج دخلوا المستشفى مصابين بعدوى خطيرة في
الصدر، مشيرة إلى أنه لم تتخذ أي تدابير عندما بدأوا رحلتهم الطويلة من شمالي
سوريا عبر تركيا إلى طرابلس، فلم يخضع أي شخص للعزلة، أو ارتداء قناع طبي أو إجراء
اختبار.
وبحسب اللجنة العليا لإدارة الأزمة في
مصراتة فإن المدينة سجلت منحنى تصاعديا خطيرا لانتشار الفيروس، لتتصدر وطرابلس
قائمة المدن الليبية التي تفشى فيها وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وهو ما أكده الدكتور سعد عقوب، وزير
الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة، الذي أكد في تصريحات صحفية سابقة، أن المرتزقة
الذين دفعت بهم تركيا إلى العاصمة طرابلس، سبب نشر وباء "كوفيد- 19" في
البلاد، مشيرًا إلى أن أغلب المرتزقة الذين استقدمتهم أنقرة جاءوا من مناطق تعرف
بكونها ذات تصنيف عالٍ بإصابات كورونا.
وتابع أنه مع الاحتكاك والتعامل مع
الليبيين، انتقل الفيروس من هؤلاء إلى بعض أهل طرابلس ومصراتة الذين نقلوه بدورهم
إلى آخرين بمدن أخرى.
وفي يونيو الماضي، عبر مسؤولو منظمة
الصحة العالمية عن قلقهم بشأن انتشار سريع لفيروس كورونا المستجد في ليبيا، عن
طريق المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا الى ليبيا.
وللتهرب من مسؤولية التقصير، ألقى
مسؤولون في حكومة السراج اللوم على المواطنين، فعضو اللجنة العلمية الاستشارية
لمكافحة جائحة كورونا سليمان أبوسريويل، قال في تصريحات صحفية له سبتمبر الماضي،
إن المواطن هو المعني بالتقليل من تفشي وباء كورونا داخل البلاد، داعيا إلى ضرورة
الابتعاد عن إقامة المناسبات الاجتماعية والالتزام بتطبيق قواعد الصحة العامة
والتباعد الاجتماعي.
إلا أن رئيس ما يسمى باللجنة العلمية
الاستشارية لمكافحة جائحة فيروس كورونا بحكومة الوفاق، الدكتور خليفة البكوش أعلن
فشل حكومة السراج في السيطرة على فيروس كورونا، مؤكدًا أن العاصمة طرابلس معرضة
لوضع وبائي حرج، ما يجعلهم مضطرين إلى الإغلاق الكامل والعودة إلى المربع الأول.
ورغم تسبب أنقرة، في تفشي فيروس كورونا
في ليبيا، وبعد استنزافها قياداتها عشرات الملايين من الدولارات من قوت وموارد
الليبيين، أغلقت المستشفيات التركية أبوابها أمام المواطنين الليبيين.
وطالب القيادي في مليشيا ثوار طرابلس
والمقيم بتركيا، والمعين من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في منصب مستشار إداري
بالملحقية الصحية الليبية في أنقرة، عاطف برقيق، الليبيين الراغبين بالعلاج في
الخارج، بتجنب الساحة التركية حتى يتم تسوية الديون المستحقة من المستشفيات في تركيا.
وقال برقيق، في بيان عبر صفحته الرسمية
بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الملحقية الصحية في تركيا تعيش
هذه الأيام أسوأ أيامها، فقد أغلقت كل المستشفيات التركية أبوابها أمام علاج
الليبيين بسبب تراكم الديون، والتي تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات، ولم يعد
بالإمكان إدخال أي حالة جديدة للعلاج.
كما كشفت وثيقة مسربة من المكتب الصحي
لسفارة حكومة الوفاق الليبية بأنقرة، رفض المستشفيات التركية علاج العناصر الأمنية
والميليشيات المقاتلة مع حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس.