علماء الأزهر ولبنان يشاركون بحفل تأبين الدكتور طه حبيشي برواق التصوف بمؤسسة البيت المحمدي
شارك علماء الأزهر في حفل تأبين الدكتور طه حبيشي أستاذ العقيدة والفلسفة وعضو هيئة كبار العلماء الذي أقامه رواق التصوف بأكاديمية أهل الصفة بمؤسسة البيت المحمدي
وقال الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي لقد نعي الدكتور طه حبيشي نفسه في هذا المكان الذي نلتقي فيه عندما قال لعل اللقاء القادم نلتقي مع رسول الله يوم القيامة، وهذا من شيم العلماء فقد سبقه في ذلك مولانا الشيخ محمد زكي إبراهيم رائدة العشيرة المحمدية عندما نعي نفسه بقصيدة الرحيل والشيخ سعد جاويش عضو هيئة كبار العلماء الذي طلب من الله أن يمد عمره حتى يختم البخاري وعندما حدث ذلك فارقت روحه لبارئها مشيرا إلى أن الدكتور طه من أكرم الناس عشرة وأوسعهم صدرا وأكثرهم علما.
وأضاف الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن كل من في الدنيا يفنى لكن أثره وطيب ذكره يبقى وإنا نحسب أن د. حبيشي ممن يمتد ذكرهم ويطول أثرهم، فقد علم ودرس وأدى الأمانة، وقد فقد الأزهر بموته ركنا من أركانه، فقد كان رحمه الله حاضر الحجة، قوي المقارعة، وكأنه يغرف من بحر علم، وقد رافقته في جلسة مع أحد المدعين بأنه المهدي المنتظر فتعلمنا منه كيف يكون الذكاء في التعامل واللين في النصح حتى يقتنع من أمامك.
وبين الشيخ محمد عبدالباعث الكتاني أن موت العلماء يمثل فقدا لسبب من أسباب رحمة الله لأهل الأرض، وما نراه الآن في واقعنا من اختلاف المفاهيم فهو نتيجة لفقد العلماء فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأجابوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
واستكمل الدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة بكلية اللغة العربية بالقاهرة وعضو مجلس أمناء مؤسسة البيت المحمدي أن موت العلماء هو موت للعَالَم، وقد كان د. طه سائرا على خطى الصالحين ويوقن أن الحياة راحلة وهو مايدعونا للدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.
وأوضح الدكتور عبدالله عزب وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة أنه كان لفضيلته رحمه الله فضل كبير على طلاب العلم وقد شرفت بتتلمذي على يديه منذ الصغر وأشرف على وناقشني في الماجستير والدكتوراة، والترقيات، وكان متعدد الفنون فهو مفسر ومحقق وفقيه ومتكلم وأحسب أنه كان متأثرا بالإمام الغزالي فكتب في معظم العلوم والفنون، ومن يقرأ كتبه في التصوف فكأنه يعيش التصوف، وكان متقنا للأحاديث وتخريجها، وعندما كان يسافر لأي بلد فإنه يكتب عنها وهذا مالايفعله المبصرون، وكان له من أفعال الخير مالايعد فقد كان كريما مع طلابه وعمال الكلية وكل من يقابله.
وألمح الدكتور جمال عفيفي أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة أن فضيلته رحمه الله فقد بصره ووالدته،وهو صغيرا، وكان محبا للتفسير لكن شئون الطلاب وضعوه في قسم العقيدة فتفاعل مع القسم واستطاع أن يكون الأول عليه ثم عين معيدا إلى أن وصل للأستاذية، وعضوية هيئة كبار العلماء، وكان قدوة بالنسبة لي وأشعر أني أرتبط به مثل الابن لأبيه، وقد شرفت بأني جئت رئيسا للقسم خلفا له، وكان يشجعني في ذلك، ولم يغب في أي جلسة من جلساته.
وأشار الدكتور مجدي عبد الغفار أستاذ ورئيس قسم الدعوة بكلية أصول الدين بالقاهرة إلى أن التأبين ليس لحظات للحزن لكنه تأمل للسير على الدرب، وقد كان رحمه الله مؤثرا في الدعوة وكان أنموذجا عجيبا في إحسانه قبل بيانه وفي القدوة قبل الدعوة وبعزيمته الصادقة في التبليغ.
وشرح الدكتور طارق اللحام المحاضر بالجامعة العالمية بلبنان علاقة الوافدين بفضيلته رحمه الله مؤكدا أنه كان محسنا معهم وكان يركز في شرحه على العقيدة ويبين مايتعلق بها، وينصحنا بأخذ الإجازات من الأمناء، وقد اجتمعنا الآن وجئنا لمحبته بعد موته
وشكر أحمد طه حبيشي، العلماء الذين حضروا لتأبين والده مؤكدا أن مؤلفاته وخطبه ستتاح على موقعه بالإنترنت قريبا لكي يستفيد منها كل طلاب العلم.
وختم الشيخ محمد زكي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق وعضو لجنة المصالحات بالأزهر بتقديم الشكر للبيت المحمدي مؤكدا أن هذا التأبين هو من باب تقدير العلماء وبيان فضلهم فقد كان رحمه الله مؤثرا في كل من حوله، متفانيا في خدمة أهل العلم مشغولا بشأنهم.
يذكر أنه حضر التأبين لفيف من طلاب العلم الوافدين والمصريين وقدمه الشيخ إبراهيم الصوفي الباحث بكلية الدعوة