منال لاشين تكتب: يا هلا.. القوميون عادوا للبرلمان الكويتى
من حق المصريين أن يفرحوا أو يشمتوا فى سقوط النائبة الكويتية صفاء هاشم، وأن يشكروا الأشقاء فى الكويت على إسقاط نائبة تطاولت كثيرا على مصر، وصحيح أن البرلمان الكويتى الجديد جاء خلوا من النساء وهذا سبب صدمة، ولكن إذا كانت النساء من نوعية صفاء هاشم فالغياب أفضل من الحضور.
انتخابات مجلس الأمة الكويتى حملت الكثير من المفاجآت والأخبار السعيدة، لقد تقلص عدد نواب الإخوان (الحركة الدستورية الإسلامية) إلى النصف، فحصدوا 3 مقاعد فقط، واختفى وجود السلفيين من البرلمان الكويتى، وحصد الشيعة 6 مقاعد.
وشهدت الانتخابات التى انتهت مؤخرًا تغييرًا يكاد يكون ساحقا، فقد وصلت نسبة التغيير إلى 62%، وانخفض عدد النواب العائدين وكان من بينهم رئيس البرلمان الكويتى. وانخفض عمر النواب، أصبح بالبرلمان المكون من 50 مقعدًا يضم 30 نائبا تحت سن الـ45. وكل هذا ظواهر تدل على الرغبة فى التجديد وإتاحة الفرصة للشباب.
ولكن الظاهرة الإيجابية أو بالأحرى المفاجأة السعيدة هى عود وتواجد مهم للقوميين. كلنا نعرف أن الكويت كانت قومية الهوى وعربية القلب، ولكن الغزو الغادر من صدام للكويت أحدث شرخا عميقا فى نفوس الكويتيين، واستطاع الأمير الراحل أن يحفظ للكويت عروبتها وسط أجواء شديدة الصعوبة، وكان من الطبيعى أن يتوارى القوميون ومؤيدو والفكرة العربية، وأن تزيد موجة الإخوان والسلفيين فى المجتمع وفى البرلمان.
وقد استمر هذا الوضع حتى الانتخابات الاخيرة، إلى أن حدثت المفاجأة فقد عاد القوميون العرب، وشكلوا نسبة ملموسة فى المعارضة البالغة نحو 24 مقعدا.
وتعددت التفسيرات لهذه التغييرات فى مجلس الأمة. هناك تفسير حول ارتفاع نسبة التغيير يتركز على غضب المواطنين من البرلمان السابق، وأنهم يريدون برلمانا يهتم بملفات المواطن مثل الصحة والتعليم.أو الملفات الساخنة مثل زيادة الدين أو الملف الاقتصادى. ولذلك أراد الأشقاء الكويتيون التغيير ونجحوا فيه، أما عودة القوميين العرب فتفسر بأنها رد فعل لهرولة البعض للتطبيع، مما استفز بعض الأشقاء فى الكويت، فقاموا بالتصويت إلى بعض القوميين.
حظ سعيد للبرلمان رقم 18 فى عمر الكويت وأول برلمان فى عهد الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وتمنياتى بالتوافق بين البرلمان والحكومة لصالح الشعب الكويتى الشقيق.. ويا هلا بالقوميين