محمد مسعود يكتب: أساطير الدراما 21.. «يتربى فى عزو» الفخرانى يجلس على عرش الدراما.. بمشهد تراجيدى فى مسلسل كوميدى

مقالات الرأي




الشركة المنتجة طلبت التعاون مجددا مع يوسف معاطى بعد نجاح «سكة الهلالى».. والمؤلف: «لدى مسلسل كوميدى سأقنع به يحيى الفخرانى»

المنتج: المؤلف اشترط علينا التعاقد مع كريمة مختار.. وفى حال فشلنا لن يكمل كتابة المسلسل

المخرج: عقدنا جلسات العمل فى أحد كافيهات المهندسين.. وكريمة مختار لم ترفض تمثيل مشهد موتها.. ومشهد البليلة هو الأصعب 

إسعاد يونس اعتذرت عن دور «نوال» لانشغالها بإدارة الشركة العربية ونهال عنبر البديلة 

يحيى الفخرانى يرشح «انتصار» بعد اعتذار عايدة رياض واستبعاد غادة نافع 

شركة سعودية تطلب إنتاج «عروسة ماما نونا» وعقد ثلاثى بتوزيع الأرباح بين المؤلف والشركة المنتجة وكريمة مختار 

الفخرانى حصل على 5 ملايين جنيه.. وكريمة مختار 200 ألف والمؤلف 550 والمخرج 800 ألف

بنهاية حقبة التسعينيات، تأكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الفنان الكبير يحيى الفخرانى، هو فارس الدراما المصرية الأول، بعد تجاربه فى مسلسلات كبيرة ومهمة تحقق النجاح كلما عُرضت، على رأسها «ليالى الحلمية، زيزينيا، لا، نصف ربيع الآخر، الخروج من المأزق، ولما التعلب فات».

وبدأ النجم الكبير الألفية الجديدة، بنجاح طاغ حققه من خلال مسلسل «أوبرا عايدة» الذى كتبه الراحل أسامة غازى وأخرجه أحمد صقر وإنتاج شركة صوت القاهرة، وأكد الفخرانى نجاحاته فى العام التالى بنجاح كبير أيضا فى مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» للكاتب مجدى صابر، والمخرج الكبير محمد فاضل، وإنتاج المستشار محمد شعبان مالك شركة كينج توت.

غير أن النجاح الكبير الذى حققه، لم يدم فى عام 2002 الذى قدم فيه مسلسل «جحا المصرى» للكاتب الكبير يسرى الجندى والمخرج الكبير مجدى أبوعميرة، ليبدأ بعدها رحلة البحث عن عرشه، ويقدم فى العام التالى أسطورته الخالدة «الليل وآخره» للكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى والمخرجة الكبيرة رباب حسين.

ونجح الفخرانى فى تثبيت عرش الدراما تحت قدميه فى عام 2004 بمسلسل «عباس الأبيض ينفع فى اليوم الأسود» تأليف سمير خفاجة، وبمشاركة يوسف معاطى فى تجربته الأولى للكتابة التليفزيونية وإخراج نادر جلال.. غير أن التوفيق لم يحالفه فى مسلسل «المرسى والبحار»، ليحقق بعدها نجاحا نسبيا بمسلسله السياسى الذى يناقش الأوضاع داخل الأحزاب «سكة الهلالى» ليوسف معاطى والمخرج محمد فاضل.

عامان من التألق، وعامان متأرجحان بين الفشل الكبير.. والنجاح غير المرضى، لينفجر الفخرانى فى 2007 ويحقق نجاحا ساحقا فى رائعته الكوميدية «يتربى فى عزو» ليوسف معاطى ومجدى أبوعميرة والمنتج محمد شعبان.

1- تعاون آخر

يعتبر المنتج محمد شعبان أن مسلسل «سكة الهلالى» الذى أنتجه ليوسف معاطى ويحيى الفخرانى، سنة 2006، حقق نجاحا كبيرا، كونه تم تسويقه لغالبية البلدان العربية، لذا كان على ثقة أن يوسف معاطى ككاتب تليفزيونى لديه الكثير ليقدمه للدراما التليفزيونية، وعلى هذا الأساس اتصل به المنتج الكبير للتعاون فى مسلسل آخر.

«اتصلنا بالأستاذ يوسف فعلا، وطلبنا منه أن نتعاون فى مسلسل جديد، ورحب بالأمر جدا.. وأخبرنا أن لديه مسلسلا كوميديا، سيقنع الفنان الكبير يحيى الفخرانى بلعب بطولته.. وقد كان، أجرى الكاتب اتصالاته بالفخرانى، وعرض عليه فكرة المسلسل التى أعجبته وعلى الفور حصلنا على توقيع الفخرانى.. وبدأ يوسف معاطى فى كتابة الحلقات».

الفخرانى عندما تعاون مع المنتج الراحل الدكتور محمود دهمش فى مسلسلى «الليل وآخره وعباس الأبيض»، كان يحصل على أجر قليل.. وبعد نجاح الليل وآخره، سأل المنتج الراحل عن أعلى أجر فى سوق الدراما، فأخبره أنه 800 ألف.. وعلى ذلك وقع النجم الكبير بطولة مسلسل «عباس الأبيض» لكن تبين له فيما بعد أن الـ800 ألف ليست أعلى أجر فى الدراما وقتها فغضب منه غضبا شديدا.

المهم.. أنه خرج من عباس الأبيض وهو صاحب الأجر سالف الذكر، وعندما تفاوض معه المنتج محمد شعبان لبطولة مسلسل «المرسى والبحار» طلب الحصول على أربعة ملايين جنيه دفعة واحدة.. ووافق المنتج الذى اندهش فى البداية.. ليوقع معه فى العام التالى عقدا يقضى ببطولته لمسلسل «سكة الهلالى» حصل من خلاله على نفس الأجر.. وعندما تم توقيع عقد «يتربى فى عزو» حصل الفخرانى على 5 ملايين جنيه نظير البطولة.. وهو رقم لم يكن مبالغا فيه لأن اسم الفخرانى الكبير يدر مكاسب مالية عند تسويق المسلسل.

2- «عُقدة» ماما نونا

كانت جميع الأمور تسير وفقا لجدول زمنى، لكن كل التحضيرات الخاصة بالمسلسل كانت مرهونة بالاتفاق الذى وقع بين الكاتب يوسف معاطى والفنان يحيى الفخرانى، والذى يقضى أن تلعب الفنانة الكبيرة الراحلة كريمة مختار دور «ماما نونا»، فالكاتب أكد للشركة المنتجة أنها وإن لم تحصل على توقيع كريمة مختار لتقديم الشخصية فإنه لن يكمل كتابة المسلسل.. لأن العمل لن يعرف النجاح بدون كريمة مختار.. لكن ماذا فعل المنتج محمد شعبان؟

«فعلا وضعنا الكاتب فى موقف صعب.. وعلى الفور أجرينا اتصالاتنا بالفنانة الكبيرة الراحلة كريمة مختار، وذهبنا إليها فى منزلها بمنيل الروضة وهى الشقة التى عاشت فيها سنوات طويلة بصحبة زوجها المخرج الكبير الراحل نور الدمرداش، والحقيقة أنها استقبلتنا بحفاوة.. عرضنا عليها الفكرة فوافقت مبدئيا.. وعندما أخرجنا العقود لتوقيعها قالت طيب أقرأ الأول.. لكن لثقتها بنا وبالفنان الكبير يحيى الفخرانى والكاتب يوسف معاطى.. وثقت فيما قلناه.. وقعى العقود ولن تندمى.. ووقعت بالفعل كريمة مختار لتقدم أحد أهم أدوارها فى الدراما التليفزيونية على الإطلاق».

3- عودة ملك الدراما

فى عام 2001 كان من المفترض أن يتعاون المخرج الكبير مجدى أبوعميرة والمنتج محمد شعبان والفنان الكبير يحيى الفخرانى فى مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة»، لكن لأسباب بررهها المخرج الكبير بأنها النصيب، اعتذر عن العمل، ليحل محله الأستاذ الكبير محمد فاضل،

مجدى أبو عميرة قال لى «لما جينا نعمل حمادة عزو، كنا نتقابل أنا والمنتج والفنان يحيى الفخرانى مع يوسف معاطى فى كافيه شقاوة فى المهندسين، كنا نجلس بالدور العلوى، وكان يوسف يقرأ علينا الحلقات، ووقتها كان يقدم برنامج الست دى أمى وكان شديد العشق لوالدته مثلى تماما.. وبعد قراءة الحلقات أعجبنى العمل جدا.. وبدأنا نعقد الجلسات وكان ترشيح كريمة مختار من يوسف معاطى شخصيا.. وبدأنا عمل الترشيحات.. وهناك عدة أدوار من التى ظهرت بالمسلسل لم تكن مرشحة بل جاءت كبديلة.. فعلى سبيل المثال سعينا بكل جهدنا مع الفنانة الكبيرة إسعاد يونس لتشارك فى بطولة العمل.. وأرسلنا لها السيناريو.. لكنها اعتذرت فى النهاية لانشغالها بإدارة الشركة العربية وبعد اعتذارها استعنا بنهال عنبر لتقدم شخصية نوال.. وكانت المرشحة الأولى لدور عائشة الفنانة عايدة رياض.. وبعد اعتذارها رشحنا غادة نافع.. لكنها كانت تبدو صغيرة كأم لشاب فى سن أحمد عزمى.. وفى إحدى جلسات العمل رشح لنا الفنان يحيى الفخرانى ممثلة لأداء الدور وهى الفنانة انتصار».

ومثلما كان هناك ممثلون شاركوا كبدلاء كان هناك من شاركوا أيضا من الترشيح الأول، منهم بحسب تأكيد المخرج الكبير مجدى أبوعميرة هنا شيحة، وكذلك ياسر جلال الذى رشحه يوسف معاطى وأصر على وجوده وكان من أوائل الأدوار التى أبرزت إمكانيات ياسر التمثيلية.

4- ماستر سين

اختار المخرج مجدى أبوعميرة قصرا فى المعادى، لتصوير المشاهد الداخلية لقصر حمادة عزو، لكن بعد تفريغ الحلقات اكتشفوا أن عددا كبيرا من المشاهد سيتم تصويرها فى القصر، فكان من الأفضل أن يتم بناؤه كديكور داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، لكن جميع مشاهد الشوارع تم تصويرها فى منطقة المعادى بالفعل، علاوة على تصوير عدد من المشاهد فى شرم الشيخ ومدينة 6 أكتوبر.

مجدى أبوعميرة منذ أن قرأ سيناريو المسلسل، وهناك مشهد كان يقلقه عند تصويره، وهو مشهد وفاة ماما نونا «كان عندى تحدٍ فى الحلقة التاسعة والعشرين وهو مشهد وفاة ماما نونا، يوسف معاطى كتب المشهد مثلما تم تصويره بالضبط.. أن ماما نونا ميتة بالفعل، وحمادة يقترب منها ويقول لها تعالى علشان أشغل فيلم حسين صدقى وعقيلة راتب، ولا يصدق أنها ماتت وقد دخل فى حالة من الإنكار.. ما كنت أخشاه أن ترفض الفنانة الكبيرة الراحلة كريمة مختار تصوير المشهد.. فمن الممكن كما يفعل آخرون وأخريات أن تقول لى أى حد ينام مكانى وغطى وجهه.. وهذا يحدث أحيانا من باب التشاؤم.. لكننى دخلت عليها وقلت لها بالحرف الواحد أنا بطمع إنك تكونى المشهد بنفسك فوافقت ولم تمانع وقالت لى هعمله يا مجدى.. وبالفعل رغم قسوة المشهد قدمته.. وقصدت أن ينام بجوار جثمانها على السرير بنزول الموسيقى التصويرية وأخذت لقطتين لها وله.. وقد كانت كل حياته».

هذا ما قاله المخرج الكبير مجدى أبوعميرة.. وأضاف المنتج الكبير محمد شعبان على ما قال بأن المخرج والمؤلف والفخرانى قرروا تصوير هذا المشهد فى نهاية أيام التصوير خوفا من تسريبه.

5- مشهد البليلة

لم يكن مشهد وفاة ماما نونا هو المشهد الأهم للفنان الكبير يحيى الفخرانى طوال أحداث المسلسل، فبعد وفاتها من المفترض أنه يسير هائما بالشوارع وقد تملكته التوهة وضربت الأحزان قلبه والأفكار عقله ليقابل عربة بليلة ويأكل منها طبقا وعينيه تذرف الدموع، وعن هذا المشهد قال لى المخرج الكبير مجدى أبوعميرة عن كيفية تصويره.

«كنا قبل تصوير مشهد وفاة ماما نونا بأسبوعين نقوم بالتصوير فى مدينة 6 أكتوبر.. وأثناء سيرنا وجدنا عربة بليلة فى الشارع.. فطلب منى المخرج المنفذ تصوير المشهد.. كون الشارع هادئًا وعربة البليلة موجودة.. لكننى رفضت لأنه كان يحتاج تحضيرا خاصًا وجهدا تمثيليا.. وبعدها بفترة صورت المشهد ON SHOOT والفخرانى يأكل البليلة بنهم والدموع تنزل من عينيه بغزارة وكان مشهدا معبرا جدا.. لم يتوقع أحد أن المسلسل سيكون به هذه المشاهد.. فبعد الحلقات الأولى من العمل ظن الجميع أننا بصدد عمل كوميدى خفيف حتى اصطدم الجميع بحدث بيع قصر حمادة عزو».

المخرج مجدى أبوعميرة فجر مفاجأة بأن تيتر المسلسل الذى كتبه أيمن بهجت قمر ولحنه محمود طلعت.. «كان التيتر الذى ظهر فى نهاية الحلقة مكتوبا بالفعل لكن لبدايتها.. فجلست مع الفخرانى ومحمود طلعت وأيمن بهجت قمر.. واستقرنا فى النهاية أن نجعل التيتر يكون مخصصا للنهاية على أن يكتب لنا أيمن تيترًا خفيف الظل ليكون هو تيتر البداية وهو ما حدث بالفعل».

6- العروسة

حقق المسلسل نجاحا باهرا عند عرضه، ليس فى مصر فقط.. بينما فى جميع البلدان العربية، لدرجة أن المنتج الكبير محمد شعبان فوجئ بشركة سعودية تطلب منه الحصول على حقوق إنتاج عروسة «كاراكتر» ماما نونا، وإنتاجها فى الخليج بالكامل.. وبالفعل وصل ممثل الشركة السعودية إلى مصر والتقى بالمنتج محمد شعبان.

«الحقيقة النجاح الكبير للمسلسل جعل الشركة تحرص بالفعل على إنتاج عروس ماما نونا.. وجاء ممثلها فى القاهرة وعقد معنا جلسة عمل للحصول على حقوق إنتاجها.. ومن جانبنا كشركة إنتاج فإن الحقوق لم تكن لنا بمفردنا.. وعلى ذلك حررت عقدا يقضى بتوزيع الأرباح بالتساوى بيننا كشركة إنتاج.. وللكاتب يوسف معاطى بصفته صاحب حقوق الملكية الفكرية.. ومع الفنانة كريمة مختار.. كونها التى مثلت الشخصية والعروسة ستكون شبيهة لها.. ورحب يوسف معاطى وكريمة مختار بالأمر ووقعنا العقود.. وسافر ممثل الشركة وتم إنتاج العروسة بالفعل.. وظل لمدة 3 سنوات يرسل لنا نسبًا من الأرباح.. قبل أن توقف الشركة خط إنتاجها ».

7- الأجور

حصل الكاتب الكبير يوسف معاطى على 550 ألف جنيه نظير كتابة المسلسل، فيما حصل المخرج الكبير مجدى أبوعميرة على 800 ألف نظير إخراجه، فيما حصلت الفنانة الكبيرة عطيات محمد البدرى الشهيرة بكريمة مختار على 210 آلاف جنيه، بزيادة 10 آلاف جنيه عن الفنان ياسر جلال.. بينما كان أجر النجمة رانيا فريد شوقى 300 ألف، وهنا شيحة 170 ألفا، وأشرف عبدالغفور 155 ألفا، ونهال عنبر 140 ألفا.

وتحت سقف المائة ألف جنيه حصل الفنان سامح الصريطى على تسعين ألفا، والفنان الكبير الراحل حسن مصطفى 75 ألفا، ومها أبوعوف 60 ألفا وأحمد عزمى 55، وإنتصار 53، وأحمد فؤاد سليم 35، وفاروق نجيب 30 ألفا.