إيمان كمال تكتب: 4 لقطات.. وأفلام مميزة فى مهرجان القاهرة السينمائى

مقالات الرأي




7 أيام فى حضرة السينما، فى الدورة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى التى ربما كانت ستكون من الدورات المميزة، خاصة، أنها بالفعل تحتوى على العديد من الأفلام المميزة، بعضها حصل على جوائز من مهرجانات عالمية، وأخرى تعرض للمرة الأولى، لكن حالة التخبط جعل المشاكل البسيطة تتضخم دون أن نجد من يحاول تذليل العقبات أمام محبى السينما.

أفلام جيدة.. أين التذاكر؟

بالتأكيد الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا هذا العام لها تأثير على نسب الحضور فى القاعات وهو أمر لا يمكن إنكاره، ولكن بعد تخصيص مكان للصحفيين والنقاد لحجز الأفلام أصبح الشعار اليومى بأن كل التذاكر «sold out»، حتى بعد فتح شباك التذاكر بدقائق قليلة، فبدلاً من أن تتحول أيام المهرجان لحالة من المتعة السينمائية، أصبحت حالة من السعى اليومى لربما نعثر على تذكرة فيلم ما، أو التحسر على عدم المشاهدة لفيلم ندرك تماما أنه لن تتاح لنا مشاهدته مرة أخرى، وعلى الرغم من اشتعال الأزمة طوال أيام المهرجان لكن يبدو أن المشكلة أكبر من قدرات المسئولين عنها، فأصبح sold out هو شعار الدورة الـ42.

وإن كنا ننتقد التصرفات الفردية الخاطئة فلابد أيضا أن نشيد بمجهود فريق المركز الصحفى الذى أظهر تعاونا واضحا فى تسهيل المطلوب منه على أكمل وجه.

«غزة مونامور».. كثير من الحب قليل من السياسة

رغم الحصار والمعاناة إلا أن الحب يغلف قصة فيلم «غزة مونامور» الذى قام بكتابته وإخراجه عرب وطرزان ناصر، والفيلم هو إنتاج مشترك بين فلسطين وفرنسا وألمانيا والبرتغال وقطر، ويمثل فلسطين فى مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، كما استطاع أن يحظى بإشادات عالمية قبل عرضه فى الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائى. عيسى ناصر بطل الفيلم الرجل الستينى الذى يجسده الفنان سليم ضو، يقع فى حب جارته الأرملة التى تعمل فى السوق التى تجسدها هيام عباس، ولكن كيف يصل إلى قلبها وهو فى هذا العمر ؟ هل تتقبل ابنتها أن تتزوج أمها مرة أخرى؟ هل تنتصر المشاعر على الحصار؟ والأزمات التى يعيش فيها سكان قطاع غزة؟ كما يتعرض البطل للمتاعب والمشاكل بعد أن يعثر على تمثال الإله أبولو ويقرر أن يخفيه فى منزله.

قدم الأخوان ناصر المعاناة والحب بسلاسة دون شعارات رنانة، أو خطب سياسية، بل تجربة إنسانية شديدة البلاغة أظهرا من خلالها الجانب الإنسانى لساكنى قطاع غزة، وإن كانا لم يتغافلا الجزء السياسى لكن بشكل غير مباشر فى بعض المشاهد مثل الملصقات على الحوائط، وحتى ما يتعرض له البطل حين يعلم المسئولون بأمر التمثال.

«لا يوجد شر».. تجربة إيرانية بديعة

الفيلم الحائز على دب برلين الذهبى «لا يوجد شر» للمخرج الإيرانى محمد رسولوف، من الأفلام المهمة التى عرضت ضمن فعاليات الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائى. ما يميز العمل ليس فقط هويته السياسية وانتقاده لعقوبة الإعدام التى تتم سرا فى إيران، لكن بلاغة الصورة وسرد الحكايات الأربع المترابطة بصورة أو بأخرى خفف من قسوة المعاناة التى يعيشها بطل كل حكاية، حيث يفضح رسولوف الممنوع من مغادرة إيران الطبيعة الاستبدادية للحكومة الإيرانية، وكيف تتحكم فى مصائر البشر.

محمود ياسين.. النجم الذى يستحق التكريم

بعد تصريحات عمرو محمود ياسين الذى عبر عن استيائه من تجاهل المهرجان لتكريم والده النجم الكبير محمود ياسين الذى رحل عن عالمنا قبل أشهر قليلة، جاءت تصريحات المسئولين عن المهرجان متخبطة فتصريحات بأن السبب هو تكريم الجونة لاسمه فى الدورة الرابعة التى أقيمت فى شهر أكتوبر الماضي، مع وعد فى مرة أخرى بأن يتم تكريمه فى الختام، وفى الحالتين فبالتأكيد محمود ياسين اسم كبير فى تاريخ السينما المصرية يستحق وبجدارة أن يكرم من مهرجان عريق وكبير مثل القاهرة السينمائى لا أن يسقط من حسبة القائمين على المهرجان هذا العام والذين لا يمكن أن ننكر المجهود الكبير الذى بذلوه للحصول على أفلام مميزة حتى لو لم نتمكن من متابعة معظمها.