أول خرق لوقف إطلاق النار.. هل تتجدد الحرب بين أرمينيا وأذربيجان؟
مساعٍ عدة، تبنتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل وقف العمليات العسكرية، وإسكات آلات الحرب المستعرة، بين أرمينيا وأذربيجان، منذ يوم 27 سبتمبر الماضى، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.
وكللت المساعى الروسية، وجهود الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بالنجاح، بعدما تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين المتناحرين، كخطوة أولى لتسوية الأزمة فى كاراباخ، بعيدا عن الحلول العسكرية التى راح ضحيتها عدد كبير من العسكريين والمدنيين من الطرفين، إلى جانب نزوح عدد آخر من منازلهم هربا من ويلات الحرب والقصف الذى ظل يتجدد فى كل يوم وليلة.
أول خرق لوقف إطلاق النار
وعلى الرغم من إعلان الهدنة، ووقف العمليات العسكرية، إلا أن وزارة الدفاع الروسية، أعلنت، اليوم السبت، عن رصد أول خرق لوقف إطلاق النار، الموقع بين طرفى النزاع فى إقليم ناجورنو كاراباخ.
وفى بيان لها، قالت وزارة الدفاع الروسية: "الوحدات الروسية لقوات حفظ السلام تواصل تنفيذ مهامها فى إقليم ناجورنو كاراباخ، وتراقب الوضع هناك على مدار الساعة، وقد سجلت أول حالة انتهاك لوقف إطلاق النار فى منطقة حدروت".
أكدت وزارة الدفاع الأرمينية، أن أذربيجان استئنفات العمليات العسكرية فى الإقليم المتنازع عليه، وقالت إن "الجانب الأذربيجانى استأنف فى 12 ديسمبر الهجوم باتجاه المناطق السكنية فى خين تاجلار وخطسابرد"، بحسب وكالة "نوفستى" الروسية.
وأكدت وزارة الدفاع الأرمينية أن وحدات جيش الدفاع فى ناجورنو كاراباخ ستتخذ الإجراءات المناسبة للرد على تحركات أذربيجان.
الاتفاق وتبادل الجثث
جاء ذلك، رغم التزام الطرفين بوقف إطلاق النار، الذى سبق وأعلن عنه كان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجانى إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، فى يوم 9 نوفمبر الماضى، والذى ينص على إعلان وقف إطلاق النار فى إقليم ناجورنو كاراباخ، المتنازع عليه، اعتبارا من يوم 10 نوفمبر الماضى، مع احتفاظ قواتهما بالمواقع التى كانت عليها قبل التوصل إلى هذا الاتفاق، إلى جانب نشر قوات حفظ السلام الروسية، التى تشمل 1960 عسكريا، و90 عربة نقل مصفحة، و380 قطعة من العربات والمعدات الخاصة.
وكانت أرمينيا وأذربيجان، قد استجابتا لما تم الاتفاق عليه، من تبادل جثث الضحايا، بعد مطالبات روسية عدة لإنهاء الحرب والاتفاق على هدنة لأسباب إنشانية، تمكن الطرفين من انتشال جثث الضحايا.
وجرى تنفيذ أول عملية لتبادل جثث عسكريين قتلى بين الجانبين الأرمينى والأذربيجانى، فى كاراباخ، منذ توقيع الجانبين اتفاقية وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية والقتالية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أن قواتها سلمت إلى الجانب الأرمينى جثث عدد من العسكريين الأرمن، الذين قتلوا خلال المعارك فى محيط مدينة شوشا الاستراتيجية، مقابل تسلمها جثث 6 عسكريين أذربيجانيين سقطوا فى المنطقة نفسها.
ولفتت الوزارة إلى أن العملية نفذت بوساطة ومشاركة قوات حفظ السلام الروسية التى تم نشرها فى كاراباخ، مبدية امتنانها لوزارة الدفاع الروسية، وشخصيا لوزيرها، الجنرال سيرجى شويجو، لتنظيم هذه العملية الإنسانية.
وذكرت الوزارة الأذربيجانية أن العملية نفذت بناء على البند الثامن فى الإعلان المشترك بشأن وقف الأعمال القتالية فى كاراباخ، الذى صدر مؤخرا عن رئيسى أذربيجان إلهام علييف، وروسيا فلاديمير بوتين، ورئيس حكومة أرمينيا، نيكول باشينيان.
لكنه ومع خرق الهدنة من جديد، تتجدد المخاوف من اندلاع الحرب مرة أخرى بين أرمينيا وأذربيجان، والتى سيكون من الصعب السيطرة عليها، فى ظل عدم حترام أى من الطرفين الاتفاقات، لا سيما مع تداخل أطرف الصراع وتعددها فى الإقليم.