أمين "البحوث الإسلامية": مكافحة المفسدين واجب شرعي ووطني من أجل بناء دولة قوية وحديثة
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد، إن الإسلام قد سبق التشريعات الحديثة لمواجهة الفساد والمفسدين لما له من خطورة عظيمة على الفرد والمجتمع والعالم بأسره، مؤكدًا أن ذكرى اليوم العالمي لمكافحة الفساد والذي يوافق التاسع من ديسمبر من كل عام، يحتاج منّا جميعًا إلى الاتحاد في مواجهة أخطر عدو يهدد الوطن.
أضاف عيّاد، أنّ الفساد بكل مضامينه وأشكاله منبوذٌ تمامًا في الإسلام، حيث أكد القرآن الكريم على أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد ولا يصلح عمل المُفسدين، كما ندّدت الكثير من الآيات القرآنية بالفساد والمفسدين، وبيّنت عاقبة الذين يرتكبونه، حيث يقول تعالى: "وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" كما يقول سبحانه: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ".
وأوضح الأمين العام أن الفساد في الإسلام من كبائر الذنوب، وهو محرّم بإجماع الأمة لما يحدثه من أذىً للغير، ولما يمثله من خطورة كبيرة تهدد أمن وسلامة المجتمعات، وتحول دون بناء الدولة القوية، والمتأمل لتاريخ الدول يتضح له أن الفساد بجميع أنواعه وصوره كان سببًا في انهيار تلك الدول.
وأشار عيّاد إلى أنه من أهم أسباب انتشار الفساد ضعف الإيمان والوازع الديني، بالإضافة إلى بعض المشكلات المجتمعية، فالإنسان الفاسد لا يخشى من العقاب الرباني المقرر على المفسدين في الأرض، بل يزيّن له الشيطان سوء عمله، مما يجعله يبرر لنفسه فيسمي الأسماء بغير مسمياتها، للخروج من إطار التحريم، فتتحول الرشوة من مسماها الحقيقي إلى الهدية كمسمى مستعار لها.
وناشد الأمين العام جموع المؤسسات والفئات المجتمعية المختلفة بالوقوف الحاسم أمام كل صور الفساد الذي لن ينتهي إلا بالمشاركة الفاعلة في القضاء عليها من أجل بناء مصرنا الحديثة، مع الاعتماد على استراتيجية تقويم المفسدين ومحاصرتهم وإغلاق كل الأبواب أمام محاولات إفسادهم، ومنع من يريد العبث بمصالح الأوطان والأفراد والمؤسسات.