منال لاشين تكتب: إهانة البشر
من حيث المبدأ لست اعترض على وجود جريمة اسمها «إهانة الأثر»، وأن تكون للجريمة عقوبات وغرامات.. لكن ما حدث مع «سلمى الشيمى» من القبض عليها وتوجيه تهمة إهانة الأثر يحمل فى طياته إهانة البشر، نحن أمام شابة أرادت الشهرة أو لفت النظر للآثار من خلال ملابس فرعونية تكشف ما تصورته أنه جميل، لم تقصد سلمى سرقة الآثار أو تشويهها بالكتابة عليها مثلما يحدث كل يوم، أو سرقة أحجار من الأهرامات، لم تدع أن بناة الأهرامات ليسوا مصريين، إنها مجرد مواطنة عادية أرادت أن تجمع ما بين جمالها، وعراقة الآثار المصرية، وشخصيا لم تعجبنى الصور الجمالية، ولكن لا يمكن أن يكون الحبس أو التشهير هو النهاية لأى فتاة من نوع سلمى، فهذا النوع غير مؤذى ولم «يتهد الكون» أو تقوم القيامة لمثل هذه التصرفات.
على أن الضجة المثارة تكشف ازدواجا فى نظرة البعض، فأنا أتذكر صورة للفنانة العالمية داليدا أمام أبو الهول وهى شبه عارية وتخفى جسدها بشمسية، ولم نسمع عن أى تهم بإهانة الآثار، وقد أتى شابان من آخر الدنيا ليمارسا الحب تحت سفح الهرم ثم أفرج عنهما، فبعض الأعمال لا تحمل ضررًا.
وأظن أن التحجج بعدم الحصول على تصريح بالتصوير بصراحة يحتاج إلى إعادة نظر فى المرات المقبلة، نحن نريد إطلاق إبداعات الشباب دون خوف من خطأ أو تجاوز بسيط، فالتسامح مع أخطاء الشباب أو بالأحرى تهورهم دليل تقدم وحماية للمستقبل، ومن ناحية أخرى، نحن أمام موجة شبابية باستخدام صورهم على السوشيال ميديا، وقد تحدث بعض الأخطاء أو يثار الجدل حول جمالية أو جاذبية بعض هذه الصور، ولكن الموضوع يظل موجة شبابية لا تستحق أن نذهب بهم إلى الأقسام أو النيابات ولو إلى حين.