حتى لا يطير الدخان.. الأماكن الممنوعة لتدخين الشيشة فى مقاهى مصر
تحديد ميعاد مسبق على الواتساب بشرط أن تعرف كلمة السر أو تكون من أهل الثقة
داخل غرفة شبه متهالكة لا تتجاوز مساحتها الـ 70 مترا، بالطابق الأرضى بمنطقة الوراق، يجلس وائل وأصدقاؤه على كراسى بلاستيكية متهالكة لشرب الشيشة وسط كثافة عالية لأدخنة الشيشة، تكاد تنعدم الرؤيا بسببها، لا يكترث أحدهم للتباعد الاجتماعى أو حتى أى من الإجراءات الاحترازية التى أوصت بها وزارة الصحة.
داخل هذه الغرفة يجلس ما يزيد على خمسة عشرة شخصا بدون كمامات أو مسافة كافية بين كل شخص والمجاور له، وذلك لشرب الشيشة، ويقدم صاحب الغرفة الشيشة بدون «لى طبى» فقط يغير مياه الشيشة ويقدمها مرة ثانية لزبون آخر من جديد.
يقول وائل محمد الشاب ذو الثلاثين عاماً: «الأعمار بيد الله، الكيف مش بيتظبط غير بحجر الشيشة، وبعدين الشيشة هنا نضيفة، مش بتنقل المرض، وحجر واحد مش هيعمل حاجة وربنا يسترها، وكلنا هنا عارفين بعض يعنى مفيش مرض هيتنقل».
يردف وائل: «الواحد بيطلع عينه لحد ما يلاقى مكان يشرب فيه شيشة، أنا جاى من مصر الجديدة لهنا عشان أشرب شيشة، والموضوع بقى أصعب من المخدرات الحقيقة، وشرب الشيشة فى البيت ملوش أى طعم، وبعدين الحاج مصطفى بيغسل الشيشة كويس وبيهتم بيها وإحنا زباينه من أول الحظر محدش حصله حاجة».
فيما يقول عماد: «الحقيقة مش خايف من حاجة يعنى، ما أنا بركب المترو كل يوم وبقف فى الماركت أشترى حاجات وبتعامل مع ناس كتير كل يوم ومفيش أى حاجة حصلت، جت على الشيشة هى اللى هتنقل الكورونا، الكلام مش منطقى الحقيقة، واشتغالات للناس».
وأضاف: «الحامى هو الله، بس الفكرة أن الشيشة مش هى اللى هتنقل الكورونا، وبعدين أنا بجيب الشيشة معايا هنا والحاج مصطفى بياخدها ويغسلها كل مرة وأرجع بيها البيت يعنى نسبة أن يجى إصابة صفر فى الميه».
منعت الحكومة تقديم الشيشة فى المقاهى واعتبرت ذلك جريمة يعاقب عليها القانون طبقاً للقرارات الأخيرة لمجلس الوزراء، للحد من انتشار فيروس كورونا، إلا أن العشرات من المقاهى ببعض المناطق الفقيرة وأيضاً الغنية تتحايل على هذا القرار وتقدم الشيشة بشكل علنى. وبحسب آخر إحصاء للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، بلغت نسبة المدخنين 21 فى المائة من إجمالى عدد سكان مصر، يضاف إليهم 23 فى المائة مدخناً سلبياً، ويموت سنويا 171 ألف شخص لإصابتهم بأمراض تتعلق بالتدخين.
فيما يقول الحاج مصطفى وهو صاحب المقهى «كنت بقدم الشيشة عادى لحد كورونا جت ولما الحكومة قررت تقفل القهاوى، قررت أنى أفتح المكان هنا للزباين بتاعتى بس، ما أكيد مش هقفل معنديش مصدر دخل تانى وبعدين محدش بيجى غريب هما هما الناس وبنضف كل شيء وبعقم الشيشة بعد الاستخدام».
على الجانب الآخر وفى مقهى بمنطقة إمبابة قرر صاحب المقهى رفع تسعيرة الشيشة بشكل كبير وذلك بسبب عدم وجود مقاهى أخرى تقدم الشيشة، ورغم ارتفاع سعر الحجر المبالغ فيه الا أن هناك إقبالا كبيرا على المقهى المعروف وسط المنطقة المكتظة بالسكان.
يقول أحد الشباب المترددين على المقهى «للأسف سعر الشيشة بقى أغلى 4 مرات من الأول، الحجر اللى كان بخمسة جنيه بقى بـ 20 وده للسلوم أو القص إنما الفواكه فحدث ولا حرج، الأسعار بقت أغلى من المخدرات». وعن خطر الإصابة بفيروس كورونا يقول الشاب «يعنى حجر الشيشة هو اللى هيجيب كورونا وإحنا 24 ساعة ماشيين أكوام أكوام جنب بعض فى المنطقة ومفيش أى إجراءات احترازية، وبعدين الكورونا متجيش علينا كمصريين إحنا بناكل كويس وصحتنا زى الفل».
فيما يقول أحد الشباب الآخرين المتواجد على القهوة «المعلم بتاع القهوة بينضف الشيشة كل يوم ويكتر الكحول فى التنضيف والكلور كمان، وبعدين أنا بستخدم لى طبى يعنى مفيش فرصة أن العدوى تجينى، وأحيانا يجيب الشيشة بتاعتى معايا، بس الفكرة أن سعر الحجر بقى زيادة بشكل مبالغ فيه ومش فاهم ليه، لا المعسل غلى ولا الفحم غلى».
على الجانب الآخر من المحافظة وبالتحديد بمنطقة الأزهر، حيث تقبع محال بيع الشيشة والتى شهدت مؤخرا رواجاً كبيراً عقب منع الشيشة فى المقاهى والكافيهات، فيقول سامى أحمد وهو تاجر شيشة: «فى إقبال كبير من المواطنين على شراء الشيشة الخاصة بيهم، وده عشان فيروس كورونا أين عم القهاوى بطلت تشترى بس الزبون العادى بقى يجى هو ومراته عشان يشتروا لنفسهم شيشة فى البيت، كمان بقى فى اختراعات جديدة فى الشيشة وأهى ماشية».
يردف سامى «لو كنت ببيع للزبون العادى 10 شيش فى اليوم، دلوقتى ببيع 50 و70 شيشة فى اليوم، كمان المستلزمات زى الفحم و المعسل بقى فى إقبال عليها وده كله عشان مفيش قهاوى فاتحة زى الأول فبقى الزبون عايز يدخن شيشة، لأنه لو مدخنش هيبقى فى مصيبة وهيمشى يشاكل فى خلق الله».
أما فى المعادى فالأمر مختلف، فعبر مجموعة مغلقة على الواتساب خاصة بأحد المقاهى يتم حجز ميعاد لشرب الشيشة والتعرف على المواعيد المتاحة التى يمكن تدخين الشيشة فيها، دون ذلك لا يسمح لك بدخول الكافيه الخاص بالمجموعة.
يقول صاحب الفكرة ويدعى أحمد أبو طالب وهو طالب بهندسة ميكانيكا «أنا متعود كل يوم الصبح أفطر وأشرب حجر قبل ما أروح الجامعة وأحياناً بين المحاضرات أروح أشرب حجرين عشان أعرف أكمل اليوم، لكن مع الكورونا بقى الموضوع سخيف ومفيش أى مكان بيقدم شيشة».
يردف «من هنا قررنا أنا وأصحابى نتفق مع مكان ينزل لنا شيشة فى الخباثة من خلال جروب على الواتساب، محدش يدخله أو يعرفه غير الدايرة بتاعتنا اللى هى 20 واحد، وكل يوم نبعت لصاحب الكافية إنه هنيجى الساعة كذا ومين اللى جاى عشان يبقى عامل حسابه ومأمن نفسه عشان لو الحكومة جيه ولا حاجة».
على الجانب الآخر وفى مقهى داخل منطقة النزهة الجديدة قرر صاحب المقهى استبدال الشيشة فى شكلها الطبيعى بزجاجات خمر قديمة، حيث يبلغ ثمن الشيشة للزبائن 150 جنيها وعقب الاستخدام يؤكد صاحب المقهى أنه يتخلص منها. يقول أحمد حسين صاحب المقهى «الفكرة موجودة من زمان بس مش متداولة فقررنا أن نستبدل الشيشة العادية بزجاجات الخمرة العادية اللى محدش بيستخدمها بشتريها من مكان بيبعها وبعملها كشيشة والزبون بيحاسب عليها ويبقى مبسوط جدا وهو بيدفع».