الجامع الأزهر: المتطرفون والإرهابيون أشر خلق الله وأضرهم على الإطلاق
ألقى خطبة الجمعة اليوم، بالجامع الأزهر،.د عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق، ودار موضوعها "جوانب طاعة الله عز وجل وعبادته".
قال الدكتور شومان إن الله تعالي خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل لهم رسله - عليهم الصلاة والسلام- للأمر بذلك، من خلال الدعوة إلى الله والتعليم والتوجيه والإرشاد، حتى يفهم المكلف هذه العبادة، التي خُلق لها، يقول الله سبحانه: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، موضحا أن عبادة الله تعالى تكون بتوحيده وطاعته واتباع أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن البشر انقسموا إلى ثلاثة أقسام من حيث طاعة خالقهم عزوجل، فمنهم من عبد الله والتزم بأحكام شريعته، فأدي الفرائض، واجتنب المحرمات، وسار على الطريق المستقيم الذي يُرضي الله ورسله، فأولئك هم حزب الله المفلحون الذين بشرهم المولى عز وجل بالفلاح والنجاح، وهناك قسم آخر على العكس من الأول حيث أطلق لنفسه العنان، فاتبع الشهوات، وانحرف عن طريق الله عزوجل، ولازم المعاصي وداوم عليها، وابتعد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأولئك هم الخاسرون.
وأضاف شومان أن الصنف الثالث من البشر، هم من سلكوا طريق المعاصي، ولكنهم دخلوه من مداخل الطاعات، ومنهم المتطرفين والمتشددين والإرهابيين الذين يدّعون أنهم يهدون الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله وشريعة الإسلام الصحيحة، فهذا باب طاعة ولكنهم دخلوه من مدخل خاطئ فحولوه إلى باب معصية، مؤكدًا أن معصية هؤلاء أضر بكثير من معصية الصنف السابق (العاصين لأنفسهم)،لأنهم لم يكتفوا بضرر أنفسهم فقط بل أضروا بأنفسهم وأضروا بمجتمعاتهم كافة، فأفزعوا الناس وأذهبوا أمنهم وأتلفوا أموالهم وأزهقوا أرواحهم، وهم يرددون كلام الله وسنة رسوله، ويتحدثون ويتذرعون بالجهاد، وبمقاومة الظلم والطغيان، لكن أفعالهم لا علاقة لها بالطاعة، وذلك لأنهم إما أن يكونوا فهموا هذه المعاني فهما خاطئا، وهذا لا يشفع لهم، وإما أنهم تعمدوا تحريفها، فاصبحوا يقتلون الناس بدعوى الجهاد، مشددا على أن هذا ليس بجهاد وإنما هو إفساد في الأرض وحرابة لله ولرسوله.