إخوان العراق أداة إيران لتنفيذ أجنداتها

عربي ودولي

بوابة الفجر



في كلمة موجهة لـ«إخوان العراق»، بعد تحالفهم مع حزب الدعوة الشيعي، وتراجعهم عن قتال القوات الأمريكية، قال أبوحمزة المهاجر، أحد زعماء تنظيم «القاعدة»: إن «تاريخكم يا معشر الإخوان المسلمين مليء بمثل هذه النكبات والكوارث، وقد جمعتنا وإياكم دول ومناطق (يقصد تنظيم القاعدة)، وإن تاريخكم يؤكد استعدادكم التام للتنازل عن أهم ثوابت الدين لأجل الحكم، ولو كان مقعدًا على باب الوزارة»، وفقا للمرجع. 

 

وتشير المصادر التاريخية، إلى أن عمل الإخوان كحزب في العراق غير موجود، ففي منتصف ستينيات القرن الماضي، تقدم الإخوان بطلب لتأسيس «الحزب الإسلامي العراقي»، وقبل مرور 10 أشهر تم سحب ورقة تأسيس الحزب؛ ما اضطر الإخوان إلى استكمال تنفيذ مخططاتهم في العراق بشكل سري، لا يتجاوز الإطار العلني إلا من خلال عدد من الأفراد.

 

وفي مطلع التسعينيات قرر الإخوان العمل في العراق من الخارج، فأعادوا تأسيس «الحزب الإسلامي العراقي» من لندن؛ بحجة الدفاع عن أهل السنة والجماعة في العراق، مع التأكيد على استمرار الخلايا السرية الداخلية، كما أصدروا مجلة «دار السلام»؛ لعرض أفكار الجماعة.


 
 

ورغم نجاح «الإخوان» في تأسيس «الحزب الإسلامي العراقي» عام 2003 في العراق، فإنهم دعموا الغزو الأمريكي للعراق، وشجعوا على ذلك، وعقدوا عددًا من المؤتمرات والمحافل الدولية لدعم الغزو.

 

براجماتية الإخوان في ذلك الموقف تتضح بشدة؛ إذ تسعى الجماعة لتحقيق أي مكاسب سياسية واقتصادية، كما يؤكد ذلك أن العمل السري والعمل من الخارج لم يحقق وجودها في العراق.


 
 

ورغم إعلان البعض أن الحزب الإسلامي ليس ممثلًا للإخوان في العراق، وأن الحزب لم يأخذ من القديم إلا المُسمى، فإنه في عام 2004 انتخبت الجماعة مراقبًا عامًّا لـ«إخوان العراق».

 

وتُشير الدراسات الخاصة بالوضع السياسي في العراق، إلى أن حزب الدعوة رغم كونه شيعيًّا فإنه تابعٌ للإخوان، وقد يكون الفرع الشيعي للإخوان، ويحقق للإخوان المكاسب السياسية من خلال حزب الدعوة، ويؤكد ذلك ما قاله نوري المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة: «إن علاقة حزب الدعوة بالإخوان هي علاقة وثيقة وقديمة ومستمرة حتى اليوم»، مؤكدًا أنه قرأ وتأثر بكتابات سيد قطب ومحمد قطب، ومذكرات حسن البنّا (مؤسس جماعة الإخوان 1928).


 
 

ومن دلالات انتشار الإخوان في المجتمع العراقي، وأن «الحزب الإسلامي العراقي» ليس ذراع الجماعة الوحيدة هناك، فإن حزب «الدعوة» العراقي، أُسس على يد مجموعة من قيادات تربوا في أحضان الإخوان، على رأسهم محمد عبدالهادي السبتي، القيادي في «حزب الدعوة»، كما أن طالب الرفاعي، أحد مؤسسي الحزب كان عضوًا بالإخوان.


 
 

كما أن «جابر العطا، وعارف البصري، والشيخ سهيل السعد»، كانوا أعضاءً بالتنظيم الخاص للجماعة في العراق، لينتقلوا بعد ذلك إلى حزب الدعوة، وهو ما يُرجح كون حزب الدعوة أقرب للإخوان أكثر من الشيعة.

 

وعلى صعيد متصل، أشار عبدالصاحب الدخيل، أحد أبرز مؤسسي حزب الدعوة، إلى أن عمر التلمساني، المرشد الثالث للجماعة، كان يستقبل قيادات الحزب، مضيفًا: «لم ننسَ ما فعله الإخوان لتمويل جريدة الإيمان الخاصة بحزب الدعوة، ووقوف إخوان مصر بجانب حزب الدعوة العراقي».