تريد إرسال قوات إلى أذربيجان.. هل تشعل تركيا الحرب في كاراباخ مجددا؟
لا تكف تركيا عن إشعال الحرب فى منطقة القوقاز، من خلال سعيها المستمر، وبشتى الطرق الممكنة، لإعادة تأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، فى منطقة ناجورنو كاراباخ، المتنازع عليها، لتثبت للجميع أنها لا تهدأ حين تصمت المدافع، وحين تنقشع سحب الدخان، وحين تضع الحرب أوزارها.
فعلى الرغم من أن التدخل التركى الذى يرفضه المجتمع فى شئون الدول، لا يجلب سوى الخراب والدمار، إلا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يزال يعيش فى وهم الخلافة، ويسعى لتحقيق آماله وطموحاته، الطامعة فى مقدرات الغير، ونهب ثروات الدول، دون وجه حق، وهو ما يبدو واضحا وجليا للجميع، فى تدخلاته فى الحرب التى تدور بإقليم ناجورنو كاراباخ، لا من أجل تحرير أراضى أذربيجان كما يقول، وإنما سعيا للسيطرة على خطوط إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وبعد مساع عدة من جانب روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لوقف العمليات العسكرية، ووقف إطلاق النار، فى الحرب التى تدور بين الجانبين الأرمينى والأذربيجانى، منذ يوم 27 من شهر سبتمبر الماضى، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان، باءت بالفشل مرات عدة، لكنها نجحت أخيرا فى التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار، كخطوة أولى لتسوية الأزمة، بعيدا عن الحلول العسكرية التى راح ضحيتها عدد كبير من العسكريين والمدنيين من الطرفين، إلى جانب نزوح عدد آخر من منازلهم هربا من ويلات الحرب والقصف الذى ظل يتجدد فى كل يوم وليلة، يصر الرئيس التركى على إعادة تأجيج الصراع وإشعال الأزمة من جديد.
تركيا تسعى لإرسال جنودها إلى أذربيجان
فبحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية، قدمت الرئاسة التركية، اليوم الإثنين، مذكرة إلى البرلمان، للموافقة على إرسال جنود إلى أذربيجان.
وبموجب المذكرة، تطالب الرئاسة التركية البرلمان بالموافقة على منح تصريح لمدة عام واحد، بموجب المادة 92 فى الدستور، من أجل إرسال القوات المسلحة التركية إلى بلدان أجنبية للتحرك لتأدية مهام المركز المشترك.
وذكرت قناة "العربية"، عبر موقعها الرسمى، أن السفير الأذربيجانى فى موسكو، بولاد بلبل أوغلو، كان قد قال إن وجود تركيا فى جنوب القوقاز لا ينبغى أن يخيف أحدا، فى الوقت الذى جددت فيه روسيا، يوم الخميس الماضى، تأكيدها على وجود خلافات بينها وبين تركيا حول إقليم ناجورنو كاراباخ، على الرغم من التوصل إلى اتفاق بين كل من أذربيجان وأرمينيا وروسيا، وضع حدا لاستمرار النزاع العنيف، معتبرة أن تركيا فهمت خطأ مسألة نشر قوات حفظ السلام فى المنطقة.
وفى بيان، قال دميترى بيسكوف، السكرتير الصحفى للرئيس الروسى فلاديمير بوتين: "كانت لدينا وجهات نظر مختلفة منذ البداية.. روسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة والرؤساء المشاركون وفرنسا ودول أوروبية أخرى مؤيدون مقتنعون بالنهج القائل بأنه لا يوجد بديل لتسوية الصراع فى كاراباخ بالطرق السياسية والدبلوماسية، ونحن نتمسك بوجهة النظر هذه، فى حين تتمسك تركيا بوجهة نظر مختلفة"، فى إشارة إلى تلميح وزير الدفاع التركى فى وقت سابق بأن قوات بلاده ستشارك فى قوات حفظ السلام التى تم الاتفاق على نشرها فى الإقليم الانفصالى الذى تسكنه أغلبية من أصول أرمينية.
كان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، قد بحث مع الرئيس الأذربيجانى، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرمينى، نيكول باشينيان، تطبيق الاتفاقات الثلاثية حول تسوية النزاع فى ناجورنو كاراباخ.
وبحسب موقع "روسيا اليوم"، أجرى بوتين محادثات هاتفية مع كل من علييف وباشينيان، تناولت الجوانب العملية لتطبيق الاتفاقات المسجلة فى البيان الثلاثى حول ناجورنو كاراباخ، الصادر يوم 9 نوفمبر الحالى، بحسب ما أفاد به الكرملين، الذى أكد أنه خلال المحادثات تم الإعراب عن الارتياح من الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، والهدوء، بما فيه الكفاية للأوضاع على خط التماس.
وخلال الاتصال مع علييف، أشار بوتين إلى وجود كنائس وأديرة مسيحية فى الأراضى التى عادت إلى الجمهورية الأذربيجانية بموجب البيان الثلاثى، مشددا على أهمية ضمان الحفاظ على هذه المقدسات وأنشطتها الدينية الطبيعية، وهو ما أبدى علييف تفهمه بشأنه، وقال إن أذربيجان ستعمل بالتوافق مع هذا المبدأ.
تبادل جثث الضحايا
واستجابت أرمينيا وأذربيجان، لما تم الاتفاق عليه، من تبادل جثث الضحايا، بعد مطالبات روسية عدة لإنهاء الحرب والاتفاق على هدنة لأسباب إنشانية، تمكن الطرفين من انتشال جثث الضحايا.
وبحسب موقع "روسيا اليوم"، أكدت أذربيجان، اليوم السبت، تنفيذ أول عملية لتبادل جثث عسكريين قتلى مع الجانب الأرمينى، فى كاراباخ، منذ توقيع الجانبين اتفاقية وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية والقتالية.
وفى بيان لها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أن قواتها سلمت إلى الجانب الأرمينى جثث عدد من العسكريين الأرمن، الذين قتلوا خلال المعارك فى محيط مدينة شوشا الاستراتيجية، مقابل تسلمها جثث 6 عسكريين أذربيجانيين سقطوا فى المنطقة نفسها.
ولفتت الوزارة إلى أن العملية نفذت بوساطة ومشاركة قوات حفظ السلام الروسية التى تم نشرها فى كاراباخ، مبدية امتنانها لوزارة الدفاع الروسية، وشخصيا لوزيرها، الجنرال سيرجى شويجو، لتنظيم هذه العملية الإنسانية.
وذكرت الوزارة الأذربيجانية أن العملية نفذت بناء على البند الثامن فى الإعلان المشترك بشأن وقف الأعمال القتالية فى كاراباخ، الذى صدر مؤخرا عن رئيسى أذربيجان إلهام علييف، وروسيا فلاديمير بوتين، ورئيس حكومة أرمينيا، نيكول باشينيان.