بعد صفقة "إف-35” الإمريكية.. الأمارات تقلب ميزان القوة بالمنطقة

عربي ودولي

بوابة الفجر






وافقت الإدارة الأمريكية الحالية على بيع الإمارات حزمة عتاد عسكري بأكثر من 23 مليار دولار، تشمل 50 طائرة من طراز «إ ف-35 لايتتنينغ 2» فائقة التقنية، حيث أبلغ وزير الخارجية مايك بومبيو، وفق بيان رسمي الثلاثاء، الكونغرس بنية واشنطن تزويد الإمارات بهذا العتاد. 

ويأتي هذا التطور في ظل تزايد الاهتمام في الأوساط العسكرية الدولية بهذا النوع من الطائرات، والذي يسمح بالقيام بمهام فائقة الدقة بفضل تقنياته المتطورة القادرة على التخفي من أجهزة الرادار. وتناولت وسائل إعلام دولية الدور المحتمل لصفقة تزويد الإمارات بهذه الطائرة، في الرفع من جاهزيتها العسكرية، وتطوير منظومتها الدفاعية، ورفدها بأحدث التقنيات، والتي لا تتوفر حتى الآن سوى لدول قليلة جداً.

نصر إماراتي

واعتبر موقع «ديفينس نيوز» الأمريكي، أن صفقة الطائرات، التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتين» الأمريكية، تمثل نصراً للإمارات، وتغييراً في قواعد اللعبة في المنطقة لصالحها.

وأشار موقع «جيروزاليم بوست»، إلى أن دولاً في المنطقة تطمح للحصول على هذه الطائرة، مؤكداً: «يبدو أن الإمارات تخطو بسرعة» نحو إتمام صفقتها مع واشنطن.


 
ولفت الموقع إلى أن نجاح صفقة الـ50 طائرة يعني أن الإمارات ستنضم بقوة إلى النادي المغلق لمستخدمي «إ فـ-35»، حيث ستتجاوز العدد المتوفر حالياً لكل من سنغافورة (4 طائرات)، وبلجيكا (34)، وبولندا (32)، وكوريا الجنوبية (40).

وحسب الموقع، فإن ثمن الطائرة الواحدة يصل إلى 100 مليون دولار، حسب النوع المطلوب، حيث تتوفر 3 نسخ منها بمواصفات متفاوتة (إيه، بي، وسي).

سجل مثير للإعجاب

وأكد موقع «جيروزاليم بوست»، أن الإمارات تمتلك قوة عسكرية جوية مثيرة للإعجاب، ولديها سجل حافل في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، والدفاع عن الشرعية في اليمن، مسلطاً الضوء على تنوع العتاد الإماراتي وتطوره في مجالات عدة تشمل المقاتلات، وطائرات النقل، والتدريب، ونظم الإنذار المبكر والتحكم، ما يجعلها ضمن الأقوى في المنطقة.

وفي نوفمبر العام الماضي، أكد روبرت هارورد الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن للصناعات العسكرية في الشرق الأوسط، امتلاك الإمارات أحدث طائرات «إف 16» على مستوى العالم، وهي «بلوك 60».


 
وحسب موقع «ذ درايف»، المهتم بالشؤون العسكرية، فإن الإمارات استطاعت تطوير هذه النسخة من طائرة "إف 16" آنذاك لتصبح أقوى حتى من نظيراتها لدى الولايات المتحدة.

وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية الشهر ذاته، إتمام التعاقد مع «لوكهيد مارتن» لشراء وتركيب معدات على طائرات «إف 16»، بقيمة نحو 76 مليون درهم.


 
وأشار هارورد إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم بجانب الولايات المتحدة التي تمتلك نظام «ثاد» المضاد للصواريخ.


 
وأكد المسؤول الأمريكي حرص لوكهيد مارتن على الاستثمار في الكوادر الإماراتية الشابة، مشيراً إلى وجود برنامج تدريب تقوم به الشركة الأمريكية موجه للطلبة الإماراتيين من مختلف الجامعات والتخصصات، لا سيما الهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، لإعداد جيل من الطيارين الإماراتيين القادرين على الخدمة في السلاح الجوي الإماراتي.

كما أكد المسؤول استمرار دعم الشركة الأمريكية للقدرات العسكرية في الدولة لمواجهة مختلف التحديات، وعلى رأسها تحديات ما يعرف بالحرب الهجينة، التي تجمع بين الحرب التقليدية والحرب غير النظامية والحرب السيبرانية.

وحسب موقع الشركة على الإنترنت، فإن لوكهيد مارتن تحظى بحضور خاص في الإمارات منذ 4 عقود، وتعمل مع الهيئات المختصة في الدولة لإقامة شراكة لتحقيق الأمن والازدهار، عبر تفعيل محفظة متنوعة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة وبرامج نقل المعرفة. نظام شامل


 
وفي السياق ذاته، أشار موقع «ذا درايف» إلى أن صفقة الـ«إ ف - 35» تشمل تزويد الإمارات بشبكة بيانات التشغيل المتكاملة التي تمثل نظام العقل الذكي للطائرات القائم على شبكة سحابية، حيث تشمل استخداماتها كل شيء من مهام الصيانة إلى إدارة الخدمات اللوجيستية، وتخطيط المهمات، واستخلاص البيانات.

ولفت الموقع إلى أن الإمارات ستكون أول دولة في الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل، تحصل على الموافقة الأمريكية لاقتناء هذه الطائرات، إذ لطالما عارضت الحكومة الأمريكية بيع هذا النوع من العتاد المتقدم إلى دول أخرى في المنطقة، من أجل ضمان «التفوق العسكري النوعي» لإسرائيل في هذا الجزء من العالم.

بدوره، رأى موقع «جيروزاليم بوست»، أن «صفقة الأسلحة الحالية لدولة الإمارات تدعم معاهدة السلام، وتحافظ على سياسة الولايات المتحدة المتماشية مع حاجة إسرائيل إلى امتلاك أفضل تكنولوجيا دفاعية في المنطقة».

الأقوى في العالم

وحسب موقع «إف-35 لايتنينغ 2» الذي تخصصه الشركة المصنعة للمقاتلة الأمريكية لأحدث تطوراتها عالمياً، فإن الطائرة تنتمي إلى مقاتلات الجيل الخامس الذي يعد الأكثر تقدماً في المجال، إذ يجمع بين تقنيات التسلل والتخفي والسرعة القتالية والقدرات الاستشعارية العالية والاستدامة.

وعسكرياً، حلّت مقاتلات الـ«إ ف-35» بتقنياتها وأنظمتها المتطورة، محل أجيال من الطائرات المقاتلة الأمريكية من إيه 10 إلى إف 16 وغيرها، حيث تتميز «إ ف-35» المقاتلة بنظام دفع يعد الأقوى في العالم.


 
وتعتبر طائرة «إف-35 لايتنينغ 2»، مقاتلة بمقعد واحد ومحرك واحد، وتم تجهيزها بمعدات استشعار متطورة ومتكاملة، ويمكن الآن تنفيذ المهام التي كان يتم إجراؤها تقليدياً بواسطة عدد من الطائرات المختصة، مثل مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والهجمات الإلكترونية، بواسطة سرب من مقاتلات «إ ف-35»، ما يمثل تطوراً خارقاً في قطاع الصناعة العسكرية.

وتم تطوير هذا النوع من المقاتلات وإنتاجها من قبل فريق دولي من شركات الطيران الرائدة، بقيادة «لوكهيد مارتين»، التي يمتد تاريخها في صناعة وتصميم الطائرات إلى أكثر من 100 عام.

وحسب موقع الشركة، فإنه تم تسليم أكثر من 585 مقاتلة، فيما بلغ عدد الطيارين المدربين على أنظمتها حالياً نحو 1190 طياراً، بينما يتجاوز عدد المؤهلين للإشراف والصيانة 9750 شخصاً.

وتتوفر حول العالم 26 قاعدة عسكرية لتشغيل هذا النوع من الطائرات، تقع 8 منها خارج أراضي الولايات المتحدة في كل من بريطانيا، وهولندا، وإيطاليا، واليابان، والنرويج، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، وإسرائيل.