التكنولوجيا والعلوم في الإمارات تلعب دور رائد في احتواء فيروس كورونا
استعانت دولة الإمارات بالتطور العلمي والتكنولوجي، على نحو لافت، في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) الذي أدخل العلماء والدول في سباق ضد الزمن لأجل تطويق الوباء.
وتراوح توظيف الإمارات للتكنلوجيا في المعركة ضد كورونا، بين اعتماد وسائل ذكية لأجل الكشف عن حاملي العدوى في أسرع وقت ممكن، وبين تطوير تقنيات علاجية تسرعُ شفاء المصابين.
فضلا عن ذلك، أتاحت مؤسسات كثيرة خدماتها للمتعاملين، من دون أن يضطروا إلى قصدها، وذلك من خلال اللجوء إلى المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية.
وتعدُ دولة الإمارات من الدول التي أجرت أكبر عدد من فحوص كورونا، من حيث التناسب مع عدد السكان، وجرى الاعتماد في الدولة على عدد من المنصات الذكية.
وتشير بيانات الصحة إلى أن دولة الإمارات أجرت أكثر من مليون و600 مئة ألف فحص لأجل الكشف عن الإصابة بالفيروس الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي.
فضلا عن ذلك، كانت دولة الإمارات من أولى الدول التي اعتمدت تقنية الفحص من المركبة، كما جرى الإعلان، في وقت سابق، عن علاج من خلال الخلايا الجذعية.
وفي أحدث خطوة علمية، أعلن علن مختبر " كوانت ليز" في دولة الإمارات، يوم الثلاثاء، تطوير أداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة خلال ثوان، وهو ما يسمح بتوسيع دائرة الاختبارات على نحو غير مسبوق.
وقال الدكتور بروماد كومار، قائد فريق الباحثين في المختبر الذي يدرس ويحلل خلال الأشهر القليلة الماضية التغيرات في بنية خلايا دم المصابين بالفيروس: "الأداة، التي تستخدم المجهر الإلكتروني، ستسمح بإجراء الفحوصات على نطاق جماعي وتتيح صدور النتائج خلال ثوان".
وأضاف: "في الواقع، تستطيع تقنية DPI، المبنية على الليزر والمعتمدة على تضمين الطور البصري، التعرف على الفيروس خلال ثوان، إلى جانب كونها سهلة الاستخدام وغير جراحية ومنخفضة الكلفة.
وأورد أن الجهاز مناسب للاستخدام في المستشفيات والأماكن العامة مثل دور السينما ومراكز التسوق، ومع القليل من التدريب العملي. ونعتقد أنه سيشكل نقلة نوعية كبيرة في معالجة انتشار فيروس كورونا".
وفي نظام التشخيص، قال الدكتور كومار إن نموذج الذكاء الاصطناعي (AI) المتقدم في تحليل الصور يتوقع نتائج كل صورة بسرعة ووفقا لمقياس دقيق جدا. هذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في برامج الاختبار واسعة النطاق.
واستعانت كوانت ليز بالمعرفة الفنية لـ G42، وهي شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، لزيادة تعزيز برنامج الليزر بطريقة تفوق القدرة البشرية.
في أواخر مارس الماضي، افتتح ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "مركز الفحص من المركبة".
وقال الشيخ محمد بن زايد على حسابه الرسمي في تويتر "افتتحت اليوم مركز الفحص من المركبة الذي أقامته -صحة- للأفراد للكشف عن فيروس كورونا".
وأضاف أن ذلك يأتي "ضمن التدابير والإجراءات الوقائية المتواصلة التي نسعى إلى تعزيزها وتطويرها للحد من انتشار الفيروس".
وتتيح الفحوص من المركبة إجراء الاختبار من دون مغادرة السيارة، وفق أعلى المعايير الطبية، ويجري تقديم النتائج في فترة وجيزة.
في مطلع مايو الجاري، أعلن في دولة الإمارات، عن منح براءة اختراع لعلاج الالتهابات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) من خلال الخلايا الجذعية، وهو ما يمنح بارقة أمل لتطويق الوباء الذي أصاب أكثر من ثلاثة ملايين شخص في العالم.
وجرى تطوير هذا العلاج من قبل فريق أطباء وباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وتقوم التقنية على استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها.
ومنحت براءة الاختراع للطريقة المبتكرة التي يتم فيها جمع الخلايا الجذعية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الإمارات "وام".
وفي وقت سابق، وجّه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بسداد تكاليف علاج الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا المستجد عن طريق الخلايا الجذعية.
ونجحت تجربة العلاج في الإمارات على عشرات الحالات، حيث شفيت وظهرت نتيجة الفحص سلبية بعد إدخال العلاج إلى الرئتين من خلال استنشاقه بواسطة رذاذ ناعم.
وأطلقت دولة الإمارات تطبيق "الحصن الرقمي المخصص للأجهزة والهواتف الذكية"، في إطار تعاون بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة أبوظبي وهيئة الصحة دبي.
ويعد تطبيق الحصن، المنصة الرقمية الخاصة بفحوص فيروس كورونا المستجد في دولة الإمارات، وهو قابل للتحميل بشكل مجاني عن طريق متجري "IOS" و"أندرويد".
ويمتاز التطبيق بسهولة الاستخدام، كما أنه يجمعي مزايا تطبيقي "Trace Covid" و"STAY HOME" اللذين أطلقتهما دائرة الصحة في وقت سابق. فضلا عن ضمان خصوصية عالية لمن يقومون باستخدامه.
ويتيح التطبيق الذي يحمل اسم قلعة أبوظبي التاريخية "الحصن"، خدمات جرى تطويرها في دولة الإمارات، للأشخاص الذين يجرون اختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد، أن يتلقوا نتائج الفحوص بشكل مباشر على هواتفهم.
ويحصل كل مستخدم على رمز استجابة سريعة "QR" خاص به، وهو بمثابة دليل على وضعه الصحي، وهذا الأمر يسمح له أن يصل إلى الأماكن العامة في طمأنينة والتواصل مع الآخرين من دون مخاوف.
ويعتمد تطبيق الحصن على استخدام الإشارات قصيرة المدى الخاصة بتقنية "البلوتوث"، ليظهر ما إن كان الشخص على مقربة من أشخاص قاموا بمخالطة أو التعامل مع أشخاص تأكدت إصابتهم بفيروس كوفيد-19 ، ولديهم التطبيق نفسه على هواتفهم المحمولة.