أوضاع شرق المتوسط ومكافحة الإرهاب.. قضايا على جدول أعمال السيسي في اليونان
يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، مساء اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة اليونانية أثينا، لبدء زيارة رسمية إلى جمهورية اليونان.
وتشهد الزيارة نشاطا مكثفا للرئيس السيسى، وجدول أعمال مميز، يحمل الكثير من القضايا للتباحث بشأنها، إلى جانب التباحث بشأن مستجدات الأوضاع فى منطقة شرق المتوسط.
جدول أعمال السيسى فى اليونان
وقال السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس السيسى إلى اليونان، تأتى فى إطار حرص البلدين الصديقين على التشاور المستمر على المستوى الثنائى، بالإضافة إلى المستوى الثلاثى مع قبرص.
وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أنه من المنتظر أن تشهد الزيارة عقد مباحثات معمقة للرئيس السيسى مع رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، ولقاء مع رئيسة الجمهورية، ورئيس البرلمان، ووزير الطاقة والبيئة اليونانى، وذلك لبحث موضوعات العلاقات الثنائية، وسبل تنميتها وتطويرها، واستعراض آفاق التعاون فى مجال الطاقة، والتبادل الاقتصادى، وفرص الاستثمار المتاحة فى مصر، فى ضوء المشروعات القومية الكبرى التى تقام فى جميع أنحاء الجمهورية.
وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أنه من المنتظر كذلك بحث وتبادل وجهات النظر تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى منطقة شرق المتوسط، وكذلك مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
زيارة قبرص
وفى يوم 21 أكتوبر الماضى، توجه الرئيس السيسى، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، للمشاركة فى القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، فى جولتها الثامنة، وذلك فى إطار آلية التعاون التى تجمع الدول الثلاث.
وقبيل انعقاد القمة الثلاثية، التقى الرئيس السيسى ثنائيا مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان.
وأشاد الرئيس بعمق العلاقات المتميزة بين مصر واليونان، والتطور الملموس الذى يشهده التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، والمستوى المتميز من التنسيق السياسى بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، معربا عن تقديره لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار الاتحاد الاوروبى.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليونانيى خصوصية الروابط الوثيقة والتاريخية التيى تجمع بين البلدين، مرحبا بالتقدم الملحوظ فى مستوى التعاون الثنائى خلال السنوات الماضية، ومعربا عن حرص بلاده على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع فى مختلف المجالات، خصوصا فى ضوء الدور المصرى البارز فى تعزيز آليات العمل المُشترك فى مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة المتوسط، والذى يعد نموذجا يحتذى به فى الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الإقليمى.
المباحثات تطرقت أيضا إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة، وكذلك مناقشة عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب، ومستجدات الأزمات القائمة فى المنطقة.
ثم عقدت قمة آلية التعاون الثلاثى، بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونيكوس أناستاسياديس رئيس جمهورية قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، والتى تناولت سبل تعزيز التعاون الثلاثى المشترك فى مختلف المجالات بين الدول الثلاث، فى إطار العلاقات التاريخية والمتميزة التى تجمعهم، وكذا تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية فى المنطقة، التى تشهد تحديات غير مسبوقة تهدد أمن دول حوض المتوسط على أكثر من صعيد.
وعبر الرئيس السيسى، خلال القمة، عن التطلع لتنفيذ المزيد من المشروعات الاستراتيجية لآلية التعاون الثلاثى، خصوصا فى مجال الطاقة على غرار منتدى غاز شرق المتوسط الذى تم تدشينه مؤخرا، ليجسد حرص وإرادة الدول الثلاث للحفاظ على زخم تفعيل مسارات التعاون بينهم.
كما تناول الزعماء الثلاثة أوجه تعزيز مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى والسياحى والثقافى، وذلك بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجى بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما فى ضوء الروابط التاريخية القوية والتراث الثقافى الثرى الذى تتمتع به الدول الثلاث.
ووتطرقت القمة إلى أبرز القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا تطورات الأوضاع فى ليبيا وسوريا، فضلا عن مستجدات قضية سد النهضة.
وأكد الرئيس أهمية تضافر جهود جميع دول شرق المتوسط لمواجهة التحديات التى تهدد المنطقة واستعادة الاستقرار بها، كما تم التوافق بين القادة الثلاث حول أهمية العمل المكثف للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة فى إطار الحفاظ على وحدة واستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليمية، بما يسهم فى إنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة التى مرت بها هذه الشعوب خلال السنوات الماضية.
كما تطرقت القمة كذلك إلى جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الزعماء الثلاثة أهمية مواصلة الجهود المبذولة نحو تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهم لصالح شعوبهم وشعوب المنطقة بأسرها.