مقتل 44 في ناجورنو كاراباخ.. صراع القوقاز مستمر بين أرمينيا وأذربيجان
منذ 27 سبتمبر الماضى، لا يزال الصراع مشتعلا بين أرمينا وأذربيجان، اللتان تتقاتلان حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.
وفى حين جرت محاولات عدة للتهدئة بين الطرفين المتناحرين، وإسكات آليات الحرب، ووقف العمليات العسكرية، وإعلان الهدنة لأسباب إنسانية، تمكنهما من انتشال جثث الضحايا، لم تأت أى منها بنتائج على أرض المعركة، ولم تضع الحرب أوزارها حتى اللحظة، إذ يستمر الجانبان فى تبادل القصف، وسط عمليات نزوح كثيفة للمدنيين من الإقليم الذى تقطنه أغلبية من أصول أرمينية، فيما لا تزال مدافع الطرفين تزهق المزيد من الأرواح تحت وطأة نيران الحرب المستعرة، التى تسعى تركيا إلى سكب الوقود عليها حتى لا تنطفئ، من ناحية، وحتى تزداد اشتعالا من ناحية أخرى، بما يحقق أهدافها ويقربها من مطامعها بمنطقة القوقاز.
44 قتيلا فى كاراباخ
وفى أحدث تطورات الحرب القائمة فى الإقليم المتنازع عليه، أعلنت وزارة الدفاع فى كاراباخ، اليوم الإثنين، وقوع 44 قتيلا آخرين بين جنودها.
بذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا كاراباخ من العسكريين إلى 1221 قتيلا، منذ بدء القتال مع القوات الأذربيجانية فى 27 سبتمبر الماضى.
وفى حين أكدت وزارة الدفاع الأرمينية، اليوم الإثنين، أن العمليات القتالية لا تزال مستمرة فى محيط مدينة شوشة، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن متحدث باسم زعيم إقليم ناجورنو كاراباخ، اليوم الإثنين، قوله إن المقاتلين الأرمن فقدوا السيطرة على ثانى أكبر مدينة فى الجيب، وإن قوات أذربيجان تضيق الخناق على العاصمة ستيباناكيرت.
وقال فهرام بوجوسيان، فى بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "مدينة شوشى لم تعد تحت سيطرتنا، يجب أن نتماسك لأن العدو على مقربة من العاصمة ستيباناكيرت".
جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف، أمس الأحد، أن قوات بلاده انتزعت بلدة شوشة الاستراتيجية.
وقال علييف، فى خطاب وجهه إلى الشعب الأذربيجانى: "بكثير من الفخر والسعادة، أبلغكم بأنه تم تحرير بلدة شوشة".
وشهدت شوارع العاصمة الأذربيجانية باكو، احتفالات نظمها الأذربيجانيون، عقب إعلان علييف سيطرة قوات بلاده على شوشا، التى تعتبر ثانى أكبر مدينة فى ناجورنو كاراباخ.
تركيا ونقل المرتزقة
يأتى ذلك، فيما تواصل تركيا نقل مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها، إلى أذربيجان، والتأكيد على استعدادها لدعم القوات الأذربيجانية ضد المقاتلين فى ناجورنو كاراباخ.
وأعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان، يوم الجمعة الماضى، عن وصول دفعة جديدة من جثث مرتزقة الفصائل الموالية لأنقرة، إلى الأراضى السورية، ممن قتلوا فى معارك إقليم ناجورنو كاراباخ، إلى جانب القوات الأذربيجانية فى حربها مع القوات الأرمينية.
وبحسب المرصد السورى، ضمت الدفعة الواصلة 12 جثة للمقاتلين السوريين، وصلت إلى مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل شمالى سوريا.
ووثق المرصد السورى مقتل ما لا يقل عن 10 مقاتلين من المرتزقة، خلال الساعات الماضية، فى المعارك إلى جانب قوات أذربيجان ضد القوات الأرمينية، فى إقليم ناجورنو كاراباخ، وبذلك، ترتفع حصيلة قتلى الفصائل منذ الزج بهم فى الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية، أى منذ نهاية شهر سبتمبر الماضى، إلى ما لا يقل عن 250 قتيلا، بينهم 195 قتيلا جرى جلب جثثهم إلى سوريا، فيما لا تزال جثث البقية فى أذربيجان، بينما تمكنت القوات الأرمينية من أسر 3 مقاتلين سوريين على الأقل.
يذكر أن تعداد المرتزقة السوريين الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان للمشاركة فى معارك إقليم ناجورنو كاراباخ، بلغ حتى اللحظة ما لا يقل عن 2580 مرتزقا، عاد منهم 342 مقاتلا بعد أن تنازلوا عن كل شىء بما فى ذلك مستحقاتهم المادية.
خداع المرتزقة
من جهته، قال رامى عبد الرحمن، مدير المرصد المرصد السورى لحقوق الإنسان: "نخجل أن يوصف السوريون بالمرتزقة، ونأمل أن نصل إلى مرحلة عدم انصياع هؤلاء للأوامر الأردوغانية".
وأوضح مدير المرصد أن السوريين تم خداعهم من قبل الأتراك، والشركات الأمنية فى ليبيا، ومن ثم فى إقليم ناجورنو كاراباخ، مضيفا: "قيل لهم إن مهمتهم حماية حقول نفطية فى ليبيا، وإذا بهم رأس حربة فى القتال هناك، وفى كاراباخ، الأمر مماثل أيضا، حيث يتم الزج بهم فى الصفوف الأمامية، على رغم من إنكار الرئيس الأذربيجانى، إضافة إلى ذلك قالوا لهم بأنهم سيحاربون مع المسلمين ضد الصليبيين، فى حين وجد المقاتلون أنفسهم جنبا إلى جنب مع الطائفة الشيعية، وبعض هؤلاء فضلوا العودة إلى سوريا على البقاء ضمن دوامة الكذب التركى".