قتلى من المدنيين والمرتزقة.. معارك ناجورنو كاراباخ مستمرة بين أرمينيا وأذربيجان
لا تزال معارك ناجورنو كاراباخ مستمرة، فى اليوم الواحد والأربعين، على التوالى، منذ اندلاع الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.
وعلى مدى تلك الأيام، التى شهدت قصفا مكثفا بين قوات الجانبين، واتهامات متبادلة بين قادة وزعماء البلدين، جاءت مساعٍ عدة للصلح، بدأت باتفاق رعته روسيا يوم 10 أكتوبر الماضى، لوقف القتال، وإعلان الهدنة لأسباب إنسانية تمكن طرفى النزاع من انتشال جثث الضحايا، ثم جاءت الهدنة الثانية التى رعتها روسيا مجددا، يوم 17 أكتوبر الماضى، لكن المساعى الروسية فشلت فى تحقيق أهدافها بوقف العمليات العسكرية، التى كانت تخرق كل هدنة يتم الاتفاق عليها.
وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، لرعاية هدنة ثالثة بين البلدين المتناحرين، يوم 26 أكتوبر الماضى، لكنها ما إن لبثت أن دخلت حيز التنفيذ، حتى عرقلتها اشتباكات تجددت، فى اليوم التالى للاتفاق، ثم جاءت الهدنة الأخيرة، حين وافق طرفا النزاع، يوم الجمعة الماضى، على اتفاقية جنيف، بوقف استهداف المدنيين، فى خضم الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، فى إقليم ناجورنو كاراباخ، لكنهما لم يلتزما بما تعاهدا عليه، فتبادلت قواتهما القصف، واستعرت الحرب من جديد، لا سيما مع تعدد الأطراف المشاركة فيه، إذ تحشد تركيا مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها، وتدفع بهم إلى الصفوف الأمامية للحرب عنها بالوكالة، دعما لأذربيجان، حليفها القوى بمنطقة القوقاز، ضد أرمينيا، عدوها التاريخى.
اشتباكات مستمرة
ومع استمرار الاشباكات وتبادل القصف، أعلنت أرمينيا عن مقتل 3 مدنيين، مؤكدة على استمرار القتال مع الجيش الأذربيجانى بالقرب من مدينة استراتيجية.
وبحسب "العربية"، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، فى تغريدة لها على موقع "تويتر" إن ستيباناكرت، أبرز مدن ناجورنو كاراباخ، تعرضت لضربات من جديد، وأضافت: "قذيفة أصابت منطقة سكنية وقتلت 3 مدنيين"، في إشارة إلى قصف بلدة شوشة الاستراتيجية.
أما وزارة الدفاع الأذربيجانية فقد أعلنت عن إطلاق نيران معادية، صباح اليوم الجمعة، على بلدة ترتار، وقريتين أخريين، بعد قصف تعرضت إليه بلدة فى منطقة جورانبوي، أثناء الليل.
من جهتها، أعلنت قوات ناجورنو كاراباخ، أن القتال مستمر على امتداد الأجزاء الرئيسية من الجبهة وأن الهجمات المتعددة التي شنتها الوحدات الأذربيجانية على شوشة تم صدها، مؤكدة أن القوات سيطرت بشكل كامل على الوضع.
موسكو تكشف معلومات عن مرتزقة تركيا فى كاراباخ
من جانبه، كشف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرجي ناريشكين، أن المخابرات الشريكة فى الشرق الأوسط، ساعدت موسكو فى الحصول على معلومات دقيقة بشأن مشاركة مسلحين سوريين فى معارك ناجورنو كاراباخ.
وقال ناريشكين، فى مقابلة تلفزيونية، اليوم الجمعة: "لدينا معلومات دقيقة حول وجود إرهابيين في منطقة القتال، بما فى ذلك من الشرق الأوسط، ومن سوريا فى المقام الأول".
وأضاف: "نتلقى هذه المعلومات من دول عدة، ومن مصادر مختلفة، ومن مختلف شركائنا، والأجهزة المختصة الشريكة فى الشرق الأوسط والشرق الأدنى".
وأكد ناريشكين مشاركة الاستخبارات التركية فى أحداث ناجورنو كاراباخ، وقال: "نشعر بعمل الاستخبارات التركية، ونرى عناصر معينة من هذا العمل".
قتلى جدد من مرتزقة أردوغان
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصول دفعة جديدة من جثث مرتزقة الفصائل الموالية لأنقرة، إلى الأراضي السورية، ممن قتلوا في معارك إقليم ناجورنو كاراباخ، إلى جانب القوات الأذربيجانية في حربها مع القوات الأرمينية، وضمت الدفعة الواصلة 12 جثة للمقاتلين السوريين، وصلت إلى مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل شمالي سوريا.
ووثق المرصد السوري مقتل ما لايقل عن 10 مقاتلين من المرتزقة، خلال الساعات الماضية، في المعارك إلى جانب قوات أذربيجان ضد القوات الأرمينية، فى إقليم ناجورنو كاراباخ، وبذلك، ترتفع حصيلة قتلى الفصائل منذ الزج بهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية، أي منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي، إلى ما لا يقل عن 250 قتيلا، بينهم 195 قتيلا جرى جلب جثثهم إلى سوريا، فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان، بينما تمكنت القوات الأرمينية من أسر 3 مقاتلين سوريين على الأقل.
يذكر أن تعداد المرتزقة السوريين الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان للمشاركة في معارك إقليم ناجورنو كاراباخ، بلغ حتى اللحظة ما لا يقل عن 2580 مرتزقا، عاد منهم 342 مقاتلا بعد أن تنازلوا عن كل شيء بما في ذلك مستحقاتهم المادية.