خلال جلسة حلف اليمين القانونية.. "عطية" لـ "المحامين الجدد": التواصل بين الأجيال أحد أهم تقاليد المحاماة
عقدت نقابة المحامين، اليوم الأربعاء، جلسة حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد، لنقابات: «شمال البحيرة – جنوب البحيرة – مرسى مطروح – شمال الشرقية – جنوب الشرقية – المحلة الكبرى – دمياط – بورسعيد – الإسماعيلية – السويس – شمال سيناء – جنوب سيناء – شمال الدقهلية – جنوب الدقهلية»، برئاسة نقيب المحامين الأستاذ رجائي عطية، وحضور أعضاء المجلس الأستاذة: حسين الجمال، محمد كركاب، ومحمد نجيب.
وقال نقيب المحامين، إنه حلف اليمين القانونية يوم 19 أغسطس 1956، أمام المستشار الكبير محمود عبد اللطيف وفقا للنظام آنذاك، ولا ينسى هذا التاريخ لأنه أهم يوم في حياته، مردفا: «فأرجو أن تعرفوا أن اليوم من أهم أيام حياتكم، وتستمدون شرعية وصفة المحاماة من اليمين الذي ستقسمونه في هذه الجلسة».
وأكد «عطية»، أن التواصل بين الأجيال أحد أهم تقاليد المحاماة، وهذا التواصل يجب أن يقوم على توقير الصغير للأكبر، وعطاء الأكبر للأصغر، والمحاماة نهضت على هذه التقاليد والمبادئ مضيفا: «نرى الآن محامين تضن بخبراتها حتى على المتدربين بمكاتبها، لم تكن المحاماة هكذا».
وأضاف «عطية»: «أملي أن نتقدم مرة ثانية إلى المحاماة بقيمها الأصيلة وتقليدها الرفيعة على أيدكم أنتم الأجيال الجديدة أصحاب القلوب الخضراء، الذين نأمل أن يحملوا راية المحاماة إلى القمة التي كانت فيها والتي ينبغي أن تعود إليها، ويجب أن تستقر معاني كل كلمة في حلف اليمين في وجدانكم وعقولكم وقلوبكم».
وذكر النقيب العام، أن هناك حديث للنبي عليه الصلاة والسلام يقول فيه: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا»، مشيرا إلى أن توقير الكبير ملح مهم من ملامح الإسلام، كما أنه ملمح هام من تقاليد المحاماة.
وأشار نقيب المحامين: «أنفقت في المحاماة 61 عاما، تعلمت الكثير من أبي وكان محاميا رحمه الله، وتعلمت الفكر والآدب من عباس محمود العقاد، وطه حسين، وأحمد لطفي السيد، لكني في المحاماة أقر واعترف أنني صنعة يد الأستاذ محمد عبد الله محمد، كثيرون حتى من جيلنا حتى لا يعرفون من هو محمد عبد الله، لسبب أنه كان عزوفا عن الشهرة والاستعراض؛ يقدم الدرر في صمت وفي ترفع».
وأكمل: «تعلمت من مصطفى مرعي عن بعد، ثم كان من حظي أن اقتربت منه اقترابا حميما في السنوات الخمس الأخيرة في حياته، وكان يسبق محمد عبد الله في التخرج بسبع سنوات، وهو ثالث دفعته، وكان فيها إبراهيم باشا عبد الهادي الوفدي الكبير ورئيس الوزراء، ومحمود فوزي وزير الخارجية الشهير في تاريخ مصر، وغيرهم، مضيفا: «وكان مصطفى مرعي من ألمعهم، وهو صورة براقة رفيعة من صور المحاماة في مصر، هو ومحمد عبد الله محمد».
متابعا حديثه عن «مرعي» قائلا: «عمل في مستهل حياته في النيابة العامة، ووصل لمرتبة المحامي العام لنيابة النقض الجنائي، وكان يدرس في كلية الحقوق إبان ما كان مسمى الجامعة فؤاد الأول، قبل أن يعدل اسمها إلى جامعة القاهرة بعد قيام الثورة 1952، وظل يدرس في الكلية، ومن تلامذته النقيب العظيم أحمد الخواجة، الأستاذ الدكتور رفعت المحجوب الأستاذ في كلية الحقوق، ثم عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم أبرع رئيس لمجلس الشعب المصري، والدكتور محمود نجيب حسني الفقيه الأول للقانون الجنائي في الشرق كله، وعاطف صدقي رئيس الوزراء، ووجدي عبد الصمد رئيس محكمة النقض الشهير، وعدد لا يحصى، فكان من حظي أن اقتربت من هذه القمة، وكان بالمصادفة».
ونوه «عطية»، إلى أنه تحدث عن إبراهيم الهلباوي أول نقيب للمحامين، ومصطفى مرعي، ومحمد عبد الله محمد، في كتابه رسالة المحاماة، ومع ذلك كان من وفائه لمحمد عبد الله محمد أنه ألف عنه كتابا، ولم يكتفي بما سطره عنه في كتابه رسالة المحاماة، وإنما كتب كتاب بعنوان: «في صحبه محمد عبد الله»، وفاءً للقيمة والقامة.
واستطرد: «هذا وفاء للأستاذ الذي أقر وأعترف بأنني صنعة يديه، وأنني كنت شئيا قبله، وصرت شيئا أخر بعده، فكنت وفيا له أتحدث عنه حتى اليوم بالاحترام الواجب، هكذا تعلمنا من الإسلام، وهكذا تعلمنا من المحاماة بتقاليدها الرفيعة».
وأوضح أنه سمع كثيرا من والده عنهما، وما سمعه عن مصطفى مرعي من كفاءة وفروسية، كان يصادف ما ينشر عنه في الصحف، وما لامسه من محمد عبد الله محمد منذ معرفته به التي استمرت سنوات عديدة، أكدت حديثه والده عنه، راويا عدد من المواقف التي جمعته بهما.