بحضور المحافظ.. متحف كفر الشيخ يفتح أبوابه أمام الزائرين اليوم
استقبل متحف كفر الشيخ الأثري صباح اليوم زائريه بعد أن افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي عن طريق الفيديو كونفرانس، في نفس توقيت افتتاح متحف شرم الشيخ ومتحف المركبات الملكية.
وتفقد محافظ كفر الشيخ وقيادات المحافظة المتحف للاطمئنان على سير العمل، وكان في استقبالهم الدكتور سيد البنا مدير عام المتحف.
ومن ناحيته قال سيد البنا إن المتحف يقع في حديقة صنعاء الشهيرة لتوثيق ونشر الوعي التراثي الثقافي والأثري بالمحافظة، والمحافظات القريبة منها.
وأضاف الينا أن المتحف يتكون من ثلاث قاعات عرض رئيسية، تعرض قطع أثرية من نتاج حفائر منطقة تل الفراعين الأثرية وبعض المناطق الأثرية الأخرى من محافظة كفر الشيخ.
وأشار إلى أن عدد القطع الموجودة يبلغ ٧٣٥ قطعة أثرية، ومن أهمها تمثال من العصر اليوناني الروماني يصور طفل في بحيرة، وتمثال للملك رمسيس الثاني مع المعبودة سخمت، ولوحة تقدمية للملك تحتمس الثالث، وعدد ٢ كتلة حجرية (عنصر معماري)، ورأس لأحد ملوك الأسرة ٣٠، وتمثال آخر لاحد الكهنة يرجع لعصر الأسرة ٢٦، من منطقة تل الفراعين.
وعن مواعيد عمل المتحف قال إنها طوال أيام الأسبوع من الساعة 9 صباحًا وحتى الساعة 4 مساءً حتى يتمكن الزائرين من الاستمتاع بمشاهدة القطع الأثرية المميزة الموجودة به، كما تم وضع مسار للزيارة خاص بذوي الاحتياجات الخاصة.
وسيناريو عرض المتحف يدور حول أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، وإلقاء الضوء على مجموعة من الموضوعات منها تاريخ بوتو أحد عواصم مصر القديمة.
كما يكشف السيناريو عن روعة تراثنا الإسلامي لقربه من مدينة فوة بتاريخها العريق المتميز، ويعرض أيضا آثار رائعة من الفترة القبطية، حيث تحمل الكنيسة سخا بالمحافظة ذكرى زيارة العائلة المقدسة.
وسيناريو عرض متحف كفر الشيخ يبرز موضوعات مثل، تاريخ العلوم خلال العصور التاريخية المختلفة، والطب والبيطرة والصيدلة لربط المتحف بجامعة كفر الشيخ؛ إلى جانب تسليط الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، إذ تعد مدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ أحد المسارات التي عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية؛ كما يبرز العرض المتحفي بعض الموضوعات ذات الصلة بمدينة فوه ذات التراث الإسلامي الثري، حيث يضم كافة التراث الثقافي لكفر الشيخ باعتبارها ثالث مدينة تراثية بعد القاهرة ورشيد.
كما يلقى المتحف الضوء على المعتقدات الجنائزية للمصريين القدماء ورؤيتهم لمفهوم البعث والحساب وسعيهم للخلود الأبدي في العالم الآخر، حيث يضم مومياءً وتابوتا خشبيا ملونا ومجموعة من الأقنعة الجنائزية توضح تطور الممارسات الجنائزية المصرية حتى العصر الرومانيّ.
تجدر الإشارة الي أن ترجع فكرة إنشاء متحف كفر الشيخ إلى عام 1992، بعدما خَصصت محافظة كفر الشيخ قطعة أرض بمساحة 6800 متر مربع داخل حديقة صنعاء لإنشاء متحف قوميّ يوثِّق التراث الثقافيّ ويهدف إلى نشر الوعي الأثريّ والحضاري بتراث محافظة كفر الشيخ والمحافظات القريبة منها.
وقد بدأت الأعمال الإنشائية للمُتْحَف في عام 2002، ولكنها توقفت في عام 2011، ثم استُكمِلَت بعد ذلك في عام 2018، بعد توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة السياحة والآثار ومحافظة كفر الشيخ في عام 2017، حيث بلغ إجمالي تكلفة المشروع 62 مليون جنيهًا مصريّا.
ولعبت كفر الشيخ دورًا حضاريًا هامًا عبر العصور، ويظهر ذلك من خلال القطع الأثرية المميزة بدءً من الأدوات الحجرية كالأواني والأختام التي ترجع إلى ما قبل عصر الأسرات والعصر العتيق والتي تعكس الحياة اليومية والحِرَف والصناعات، حيث كانت بوتو مركزًا لصناعة الفخار والكتّان حتى العصر الرومانيّ، ثم تنتقل إلى تاريخ الطب والصيدلة والهندسة عبر العصور. وأخيرا تعرض لاهم المقتنيات وبعض المكتشفات الأثرية من نطاق المحافظة خلال العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، حتى العصر الإسلامي.