كلمة البطريرك الراعى فى افتتاح اعمال سينودس الكنيسة المارونية
القى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعى كلمته، في افتتاح أعمال سينودس الكنيسة المارونيّة المقّدس بكركي، قائلا:
إخواني السادة المطارنة الأجلّاء
1. يسعدني أن أحييكم، ونحن نفتتح أعمال السينودس المقدّس، الّذي تهيّأنا له في الرياضة الروحيّة الأسبوع الماضي. تهيّأنا بالصلاة والتجدّد الداخلي والتجرّد والمقاصد الصالحة، لكي نتناول المواضيع المطروحة كنسيًّا وراعويًّا ومن بينها انتخاب أساقفة للكراسي الشاغرة.
2. نحن نواصل في إنتخاب الأساقفة عمل الربّ يسوع: صلاته وإختياره بفعل حبّ من يرتضيهم هو أساقفة، ويكونون معه في حياة الإتّحاد والشركة الروحيّة، ومرسلين من قبله لإعلان إنجيل الملكوت.
3. إنّه لعمل خطير نقوم به، إذ نختار "رعاة على وفق قلب الله" (إرميا 3: 15) تميّزوا بحياة كهنوتيّة صافية، وغيرة رسوليّة، وخبرة راعويّة، وتجرّد وتفانٍ في العطاء.
4. سنبحث في الشؤون الليتورجيّة الّتي فيها تعلن الكنيسة سرّ المسيح وتحتفل به وبعمل الفداء. في الليتورجيا المسيح الربّ، الفادي والمخلّص، حاضر وسط الجماعة، وبخاصّة في ذبيحة الإفخارستيّا.
وبما أنّه في الليتورجيا تظهر وحدة الكنيسة، كان لا بدّ من ترتيبها في مضمونها، وتنظيمها في إدائها. وها نحن سنعتمد، على سبيل الإختبار، "كتاب الإرشادات".
5. ومن المواضيع المهمّة التّي سنناقشها تنشئة طلّاب الكهنوت في مدارسنا الإكليريكيّة. وهي تنشئة إنسانيّة كأساس، وروحيّة مرتكزة على الإتحاد بالله والبحث عن المسيح، وفكريّة لفهم الإيمان، وراعويّة للإشتراك في محبّة يسوع المسيح الراعي الصالح، وذلك وفقًا لتعليم الإرشاد الرسولي: "أعطيكم رعاة" الفصل الخامس، ولشرعة التنشئة الإكليريكيّة المعتمدة في كنيستنا.
6. وسنتناول الشأن الوطنيّ، وقد باتت البلاد في حاجة إلى حكومة مستقلّة تضع خطّة إنقاذيّة أساسها إعادة تكوين السلطة في مسار دستوريّ ديمقراطيّ سلميّ وسليم. آن الأوان لتطبيق ما نصّ عليه الدستور في هذا الموضوع. الشعب في حالة قلق وعوز ولا ثقة.
7. والكنيسة، إلى جانب قيامها برسالة الكرازة والتعليم، وخدمة الأسرار وتقديس النفوس، تولي إهتمامًا كبيرًا بوظيفتها الثالثة، المرتبطة بالإثنتين السابقتين رباطًا تكامليًّا، وهي رسالة خدمة المحبّة الإجتماعيّة، ولا سيما في هذا الظرف الّذي يعيشه شعبنا. سنستعرض ما تقوم به البطريركيّة والأبرشيّات في هذا المجال، ونضع خطّة مشتركة ومتكاملة مع المؤسّسات المارونيّة، والمنظّمات الإجتماعيّة، وبخاصّة رابطة كاريتاس لبنان التي هي جهاز الكنيسة الإجتماعي في لبنان.
8. إنّنا بروحٍ ونهجٍ مجمعيّين سنناقش كلّ هذه المواضيع وسواها من تلك المدرجة على جدول الأعمال، بحيث نتبادل الرأي ونناقش ونصل إلى القرار المجمعيّ. وستُعلن القرارات النهائيّة في البيان الختاميّ ظهر السبت القادم. إلى ذلك الحين، وبعده نحن جميعنا نلتزم بحفظ السرّ حول ما يجري، وبخاصّة ما يختصّ بانتخاب المطارنة للكراسي الشاغرة.
9. إنّ القسم يندرج في موجبات الوصيّة الثانية من وصايا الله العشر، الّتي تنهي عن القسم بالباطل. فبالقسم نتّخذ الله شاهدًا على ما نقول ونؤكّد. أنّه إعتماد صدق الله على الصدق الشخصيّ.
10. والآن نبدأ بالأعمال المدرجة على جدول الأعمال، واضعين كلّ أبحاثنا تحت أنوار الروح القدس، ملتمسين شفاعة أمّنا مريم العذراء، سلطانة الرسل وأبينا القدّيس مارون، لخير كنيستنا، ولمجد وتسبيح الثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.