بداية جديدة للأزمة.. سياسيون يكشفون المغزي من تصريحات ترامب حول سد النهضة
فتحت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن سد النهضة، بابا جديدا لأزمة سد النهضة الإثيوبي، وخيارات جديدة لمصر للتعامل مع الأزمة، بعد أن وصلت إثيوبيا بالقضية لحائط سد؛ بسبب تعنتها في التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان بشأن قواعد مليء السد، واتخاذها إجراءات أحادية.
ودعا ترامب، رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، للتوصل إلى حل ودي للخلاف بشأن سد النهضة الإثيوبي بين السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، موجها تحذيرا غير مسبوق لأديس أبابا.
وأضاف ترامب: "لن يروا تلك الأموال أبدا ما لم يلتزموا بالاتفاق، لا يمكن لوم مصر لشعورها ببعض الاستياء"، موضحا أنه أبلغ مصر أيضا نفس الشيء، حيث أصبح الوضع خطير، والذي قد ينتهي بأن "تنسف القاهرة ذلك السد".
وقال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجي، إن تصريحات ترامب تمثل فى مجملها إدانة قوية جدا وبلهجة غير مسبوقة فى وضوحها، للموقف الإثيوبى المتعنت بشكل غريب، بل أنه يمكن القول إنها تمثل تهديدا لإثيوبيا بأن الاستمرار فى نهجها الحالى ستكون له عواقب وخيمة.
وأضاف "رسلان"، أن ترامب اعتبر بشكل صريح أن ما تفعله إثيوبيا يمثل فى جوهرة حجبا أو منعا لمياه النيل عن مصر، وأن هذا موقف لا يمكن لمصر قبوله أو احتماله.
وتابع أن تصريحات ترامب بمثابة تأكيد لموقف واشنطن بحجب بعض المعونات المقدمة إلى إثيوبيا، ولكنها تدفع بالأمر إلى مدى بعيد جدا لا يحتمل اللبس أو الغموض، فى رسالة عنيفة وصادمة، لعل الاثيوبى يفيق من غيه، ويعرف حجمه ويلتفت إلى المصالح الحقيقية للشعوب الإثيوبية التى تعانى من محنة شديدة فى الداخل على محاور متعدده.
وذكر أن ما قاله الرئيس الأمريكي عن احتمالية أن مصر يمكن أن تفجر السد، رغم أن أنه يعطى تلميحات بعدم ممانعة إدارة ترامب لذلك، أو أنها لا تستبعد وقوعه فى حال استمرار الموقف الاثيوبى الرافض لأى اتفاق، إلا أن المقصود منه هو تحذير إثيوبيا بشده، لأن ترامب كان يتحدث فى سياق ضرورة التوصل إلى حل سلمى وتفاوضى.
وأوضح أن إشارة ترامب إلى مفاوضات واشنطن وإدانته الشديدة لانسحاب إثيوبيا ورفضها التوقيع، تعيد وثيقة واشنطن للواجهة مرة أخرى، فهناك حل فعلى متوافق عليه من الأطراف الثلاثة بنسبة تزيد عن 90%، والنسبة المتبقية وضعتها واشنطن بالتنسيق مع البنك الدولى بشكل متوازن لمصالح الدول الثلاث، بما يعنى أن هناك حلًا جاهزا وأن العقدة هى فى المراوغة والكذب الإثيوبى وتعريض المنطقة لمخاطر عدم الاستقرار طويل الأمد.
وشدد على أن تصريحات ترامب ترفع الحرج عن مصر، حيث تفتح آفاقا واسعة أمام الموقف المصرى لتمثل البداية لمرحلة جديدة لابد أن يكون عنوانها الحسم سلما أو حربا قبل منتصف العام المقبل.
من جانبه، قال الإعلامي السوداني، عثمان فضل الله، أن ترامب وضع ملف سد النهضة في يد الخرطوم ودعاها بتصريحاته ضمنا للتدخل، بعد أن حملها رسائل تهديد غير مباشرة لاثيوبيا، مشيرا إلى حديث الرئيس الأمريكي عن المكالمة التي جمعته وحمدوك والبرهان ونتنياهو، وتأكيده بأنه غير راضي عن الموقف الإثيوبي.
وأضاف أن ترامب أوضح بتصريحاته موقف القيادة المصرية من سد النهضة وعدم قبولهم للمطالب الأثيوبية واستعدادهم للتدخل العسكرى للحفاظ على أمننا المائى، مشيرا إلى أن تصريحات ترامب بمثابة ضوء أخضر لمصر لضرب سد النهضة.