وقف إطلاق النار ورحيل المرتزقة.. إلى أين وصلت المحادثات الليبية بجنيف؟
بعد محادثات استمرت 5 أيام في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وقعت اللجان العسكرية الليبية المشتركة، اليوم الجمعة، على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وقف إطلاق النار
وبحسب "سكاي نيوز عربية"، ناقشت الوفود العسكرية، التي انبثقت عن قمة دولية عُقدت في يناير 2020 في برلين، وقف إطلاق النار، وتركزت المحادثات على المنطقة الوسطى بما فيها سرت والجفرة، ويشكل عمل هذه اللجنة أي المسار الأمني، أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها البعثة بالتوازي مع المسارين الاقتصادي والسياسي.
مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، ستفاني وليامز، قالت، في حفل توقيع الاتفاقية: "كان الطريق إلى اتفاق وقف إطلاق النار الدائم طويلًا وصعبًا في كثير من الأحيان".
وأضافت: "أمامنا الكثير من العمل في الأيام والأسابيع القادمة من أجل تنفيذ التزامات الاتفاقية، ومن الضروري مواصلة العمل في أسرع وقت ممكن من أجل التخفيف من المشاكل العديدة التي تواجه الشعب الليبي بسبب هذا الصراع".
وتابعت: "علينا أن نمنح الناس الأمل في مستقبل أفضل"، معربة عن أملها في أن ينجح الاتفاق في إنهاء معاناة الليبيين والسماح للنازحين بسبب الصراع بالعودة إلى ديارهم.
وأكدت وليامز أن الاتفاق الدائم والكامل لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد يدخل حيز التنفيذ فورا.
من جانبه، قال رئيس الوفد، والقائد الميداني للإدارة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، علي أبو شهمة: "عانينا بما فيه الكفاية من سفك الدماء، ونتمنى أن نغير المعاناة في كل الأراضي الليبية، خصوصا في الجنوب".
وأضاف: "أناشد ليبيا كلها.. كونوا يدا واحدة"، محذرا من استقطاب الفصائل.
خروج المرتزقة
وحددت ستيفاني وليامز، موعد خروج المرتزقة من ليبيا، وقالت إن جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من المفترض أن يغادروا ليبيا في غضون 3 أشهر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا.
ترحيب عربي ودولي
ولاقى اتفاق وقف إطلاق النار ترحيبا عربيا ودوليا.
وكانت مصر في طليعة الدول المرحبة بالقرار، إذ رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد حافظ، اليوم الجمعة، باتفاق وقف اطلاق النار الدائم في ليبيا، الذي توصل إليه المسؤولون الليبيون في المحادثات الجارية في جنيف.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن النجاح الذي تحقق اليوم جاء استكمالا لأول اجتماع مباشر استضافته مصر في الغردقة نهاية سبتمبر الماضي، كما ثمّن اتفاق العسكريين الليبيين اليوم على الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية، وتجنب التصعيد، ودعا الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الاسهام في الجهد الحالي، وضمان عدم التصعيد.
وعبر حافظ عن تطلع مصر إلى مواصلة الجهود ذات الصلة بالمسار السياسي ودعم جهود المبعوثة الأممية إلى ليبيا لتحقيق الهدف الرئيسي؛ وهو ضمان استقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها وسلامة ووحدة أراضيها مع ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد.
كما رحب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالاتفاق الدائم لوقف إطلاق النار في عموم الأراضي الليبية، والذي تم التوصل إليه في سياق مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد رحب باتفاق وقف إطلاق النار واصفا إياه بـ"النبأ السار"، بحسب وكالة "فرانس برس".
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع الليبي في جنيف خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار في البلاد.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفى: "أهنئ الفرقاء لتغليبهم مصلحة أمتهم على خلافاتهم".
كما رحب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد، بتوقيع وقف إطلاق النار في ليبيا، وقال في تغريدة له على موقع "تويتر": "أدعو جميع الأطراف إلى احترام نص وروح هذا التطور المهم"، مضيفا: "يستحق الشعب الليبي فترة راحة دائمة من الصراع من أجل بدء عملية المصالحة وبناء السلام في البلاد".
أردوغان يشكك فى الاتفاق
وفى حين يلقى الاتفاق الليبى ترحيبا دوليا، يغرد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعيدا، إذ يحاول التشكيك فى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال أردوغان إنه يأمل أن يلتزم الطرفان الليبيان بوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن هذا قابل للتحقق، مضيفا: "الوقت سيحكم فيما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا سيصمد".