سنقاتل حتى النهاية.. تصعيد جديد في حرب أرمينيا وأذربيجان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يبدو أن أحدا لا يستطيع إيقاف الحرب الطاحنة، والقتال العنيف، الذى يتجدد بين الحين والآخر، فى إقليم ناجورنو كاراباخ، بين القوات الأرمينية والقوات الأذربيجانية، التى لات تزال تحصد أرواحا من الطرفين، إلى جانب أرواح عدد من مرتزقة الفصائل السورية الموالية لتركيا، والتى تم الدفع بها من قبل الحكومة التركية، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى جبهات القتال فى كاراباخ، دعما لأذربيجان، فى حربها ضد أرمينيا.

فعلى الرغم من المساعى الروسية، التى جاءت بهدف إيقاف تلك الحرب، وإعلان هدنة لأسباب إنسانية، يتمكن خلالها الطرفان من انتشال جثث القتلى، ورغم موافقة طرفى النزاع على الهدنة، قبل نحو قبل نحو 12 يوما، إلا أنهما لم يحترمان ما جرى الاتفاق عليه، فتجددت العمليات العسكرية، واشتعل الصراع من جديد، وتبادل الطرفان القصف المكثف، الذى أودى بحياة مدنيين، وخلف الكثير من الخسائر المادية، وسط اتهامات متبادلة من الجانبين لبعضهما البعض بخرق الهدنة.

تلك الحرب المستعرة تدور بين البلدين حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان، كانت محط أنظار المجتمع الدولى الذى أجمع على رفض العمليات العسكرية، ودعا إلى ضرورة وقف التصعيد، واللجوء إلى طاولة المفاوضات، باستثناء تركيا، التى تسعى دائما إلى تأجيج الصراع، وإشعال الحرب من جديد بين أرمينيا وأذربيجان كلما شعرت بهدوء ربما يفضى إلى التفاوض، سعيا وراء مصلحتها فى دعم أذربيجان حليفها القوى بمنطقة القوقاز، ضد أرمينيا، عدوها التاريخى، وبالتالى يمكنها السيطرة على خطوط إمداد الغاز إلى أوروبا.

تصعيد متبادل وخسائر موجعة

وفيما تطالب جميع دول العالم الطرفين بالالتزام بما تم الاتفاق عليه من هدنة، ووقف الحرب، يصر الطرفان على التصعيد.

فوزارة الدفاع الأذربيجانية، أعلنت إسقاط طائرتين مسيرتين تابعتين للقوات الأرمينية، قرب قرية تاب قره قويونلو، ومدينة غنجة.

وقال الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف، إن قوات بلاده دمرت منظومة إس 300 روسية الصنع تابعة لأرمينيا، كما تم تدمير 50 مدرعة، و241 دبابة، والاستيلاء على 39 دبابة أخرى، هذا إلى جانب تدمير كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والمعدات العسكرية التابعة للقوات الأرمينية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية،رفع علم بلادها فى مركز مدينة زنغلان، الواقع فى محيط إقليم ناجونو كاراباخ، بعد استعادتها، أمس الثلاثاء، لتكون المدينة الثالثة من أصل 7 مدن تحتلها أرمينيا.

فى المقابل، أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشنيان، أنه لا حل دبلوماسيا لتسوية النزاع مع أذربيجان فى منطقة كاراباخ، خلال المرحلة الحالية، مضيفا أن الجانب الأرمنى سيخوض الصراع حتى النهاية، بحسب موقع "روسيا اليوم".

وقال باشينيان، فى تصريح مسجل، تم بثه، اليوم الأربعاء، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "الشعب الأرمينى لن يستطيع التوصل إلى حل مقبول له لنزاع كاراباخ إلا بالسلاح".

وأضاف رئيس وزراء أرمينيا: "علينا الإدراك أن قضية كاراباخ، فى المرحلة الحالية على الأقل، لا يمكن حلها دبلوماسيا".

ولفت باشينيان إلى أن أذربيجان ترفض اقتراحات بلاده لتسوية النزاع على أساس حلول وسط متبادلة، ولا تقبل أى حلول سوى استسلام ناجورنو كاراباخ.

واتهمت وزارة الدفاع الأرمينية، الجيش الأذربيجانى، باستهداف المدنيين، والتجمعات السكنية فى مدينة مارتونى، وبلدات أخرى.

وأعلنت الوزارة أن قواتها قتلت 150 من عناصر الجيش الأذربيجانى، ودمرت 12 عربة مصفحة.

من جهته، قال المتحدث باسم رئيس إقليم ناجورنو كاراباخ، المتنازع عليه، إن القوات الأذربيجانية فشلت في التقدم شمالا، وتكبدت خسائر كبيرة فى الأرواح والعتاد.

لقاء روسى

واستمرارا للمساعى الروسية، بهدف السيطرة على الوضع المتأزم، ووقف الحرب، عقد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، اليوم الأربعاء، اجتماعين منفصلين مع نظيريه الأرمينى، والأذربيجانى، لبحث الوضع فى إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه.

وفى بيان، لوزارة الخارجية الروسية، أوردته "روسيا اليوم"، قالت إن المحادثات تناولت المسائل الملحة المتعلقة بتطبيق الاتفاقات التى تم التوصل إليها مسبقا، بشأن وقف إطلاق النار فى كاراباخ، وتهيئة الظروف الملائمة لتسويته على أساس مستدام، موضحة أن الاجتماعين عقدا تطويرا للاتصالات الهاتفية التى أجراها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره الأذربيجانى إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرمينى نيكول باشينيان، مؤخرا.

مفاوضات برعاية أمريكية

وأفادت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، بأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يستضيف، يوم الجمعة المقبل، وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، في لقائين منفصلين بواشنطن، لبحث المواجهات العسكرية بين البلدين،

وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إنه من غير الواضح ما إذا كان الوزيران الأرميني زهراب مناتساكانيان، والأذربيجاني جيهون بيراموف، سيلتقيان في واشنطن أو ما إذا كان اجتماعا ثلاثيا سينعقد بين الوزراء الثلاثة، مشيرة إلى أن تنظيم الزيارتين في نفس الموعد يبرز مساعي الولايات المتحدة بذل جهودها، لإخماد النزاع القائم بين يريفان وباكو منذ أواخر الشهر الماضي، والذي تسبب في مقتل المئات من العسكريين والمدنيين من الطرفين.