خسائر جديدة في صفوف مرتزقة أردوغان.. مستجدات الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان
خلفت الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، مزيدا من الخسائر البشرية، فى صفوف مرتزقة الفصائل السورية الموالية لتركيا، التى استقدمتها ودفعت بها إلى الصفوف الأولى فى معارك كاراباخ، دعما لأذربيجان، حليفها القوى بمنطقة القوقاز، فى حربها ضد أرمينيا، عدوها التاريخى.
فالحرب المستعرة التى تدور بين البلدين حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان، لم تتوقف، على الرغم من المساعى الروسية الرامية إلى وقف الحرب، والعمليات العسكرية، لأسباب إنسانية، تمكن الجانبين من انتشال جثث القتلى فى تلك المعارك الضارية والقصف المتبادل.
وبرغم قبول طرفى النزاع بالهدنة التى جاءت برعاية روسية، إلا أنها ما لبثت أن دخلت حيز التنفيذ، حتى عرقلتها عمليات القصف المتبادل، والقتال الذى يتجدد، بين الحين والآخر، مخلفا مزيد من الضحايا، فضلا عن الخسائر التى تتكبدها قوات البلدين.
فى يومين.. مقتل 27 من مرتزقة أردوغان
وفى الوقت الذى تصر فيه تركيا على نفى ما يكال إليها من اتهامات، بتجنيد مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها، وإرسالهم للقتال فى أذربيجان، ومعاونتها فى المعارك التى تجمعها بأرمينيا حول إقليم ناجورنو كاراباخ، يؤكد المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن تركيا تستجلب المرتزقة السوريين، للحرب عنها بالوكالة مع أذربيجان، ضد أرمينيا، مقابل الأموال التى يتم إغراؤهم بها.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، عن رصده مزيد من الخسائر البشرية في صفوف مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة، خلال مشاركتها في معارك إقليم ناجورنو كاراباخ، إلى جانب القوات الأذربيجانية في حربها ضد القوات الأرمينية.
ووثق المرصد السوري مقتل 27 مقاتل من الفصائل خلال الـ48 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة قتلى الفصائل منذ الزج بهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية، أي منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي، إلى ما لا يقل عن 161 قتيلا، من بينهم 92 قتيلا جرى جلب جثثهم إلى سوريا، فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان.
400 مرتزقا يستعدون للذهاب إلى أذربيجان
على صعيد متصل، أعلن المرصد السوري أن دفعة جديدة من المقاتلين تتجهز للذهاب إلى أذربيجان، وذلك في إطار استمرار الحكومة التركية بنقل المرتزقة إلى هناك.
وأشار المرصد السوري، قبل يومين، إلى وصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى أذربيجان، وتتألف الدفعة من أكثر من 400 مقاتل من فصائل السلطان مراد والحمزات، وفصائل أخرى، كان يتحضرون للذهاب منذ أيام، إلا أن وقف إطلاق النار الذي جرى حال دون ذلك حينها، ليبلغ بذلك تعداد المقاتلين السوريين الذين جرى نقلهم إلى هناك حتى اللحظة، ما لا يقل عن 2050 مرتزقا.
ونقل المرصد السوري، عن مصادر له أن معارك إقليم ناجورنو كاراباخ مستمرة على أشدها، في ظل وجود المقاتلين السوريين على الجبهات الأولى، مما يشكل ضغطا كبيرا عليهم.
وفي سياق ذلك أفادت مصادر المرصد السوري، بوجود مقاتلين تنازلوا عن كل شيء من مستحقات مادية وغيرها، وفضلوا العودة إلى سورية على البقاء في أذربيجان نظرا للمعارك الضارية هناك.
وأشار المرصد السوري إلى أن الحكومة والمخابرات التركية تواصل عملية تجنيد المرتزقة في سوريا وإرسالهم للمشاركة في العمليات العسكرية بإقليم كاراباخ إلى جانب القوات الأذربيجانية في حربها ضد القوات الأرمينية، إلا أن العملية تجري بمنتهى السرية، خوفا من المجتمع الدولي بما يتعلق بقانون تجنيد المرتزقة.
مفاوضات برعاية أمريكية
وعلى صعيد الجهود الدولية والمساعى التى تهدف إلى وقف الحرب فى إقليم ناجورنو كاراباخ، أفادت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، بأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يستضيف، يوم الجمعة المقبل، وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، في لقائين منفصلين بواشنطن، لبحث المواجهات العسكرية بين البلدين،
وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إنه من غير الواضح ما إذا كان الوزيران الأرميني زهراب مناتساكانيان، والأذربيجاني جيهون بيراموف، سيلتقيان في واشنطن أو ما إذا كان اجتماعا ثلاثيا سينعقد بين الوزراء الثلاثة، مشيرة إلى أن تنظيم الزيارتين في نفس الموعد يبرز مساعي الولايات المتحدة بذل جهودها، لإخماد النزاع القائم بين يريفان وباكو منذ أواخر الشهر الماضي، والذي تسبب في مقتل المئات من العسكريين والمدنيين من الطرفين.