ماذا وراء التدخل التركي "الفج" في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بينما يحاول العالم جلب الأطراف المتصارعة في قره باغ" أرمينيا وأذربيجان إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق السلام وإخماد الصراع، تعمل أنقرة بشكل ممنهج على إعاقة هذه الجهود، وفق صحيفة "نويه زوريشر" السويسرية.

 

تدويل الصراع

قالت الصحيفة السويسرية "يحث أردوغان رئيس أذربيجان الذي ينعته بالأخ على عدم تقديم أي تنازلات ويقدم له جميع أنواع الدعم العسكري".

وأضافت: "هذا التصرف يعطي الصراع بعدا جديدا ويجعله صراعا دوليا، ويوضح مسؤولية أنقرة المباشرة عن تصعيد العنف".

ويعد جنوب القوقاز منطقة محورية في السياسة الخارجية التركية، إذ تحاول أنقرة لعب دور نشط في المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991. وفي السنوات الأخيرة، حاول نظام أردوغان تكثيف الدور التركي والبناء على الماضي العثماني لتقوية العلاقات مع دول المنطقة.

لكن هذه الطموحات تبدو بلا أساس؛ فأنقرة لا تملك الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية والسياسية للعب دور بهذا الحجم ومواجهة النفوذ الروسي في جنوب القوقاز، وفق الصحيفة السويسرية.

ورغم محدودية القدرات التركية، حاولت أنقرة خلال السنوات الماضية، توسيع التعاون الاقتصادي مع باكو وتبليسي كمدخل لجنوب القوقاز، ثم شرعت في تقوية التعاون الأمني مع العاصمتين، لكنها منحت باكو الأولوية.

 

توسيع النفوذ

الصحيفة السويسرية أوضحت "وفي السنوات الأخيرة، أصبحت لهجة أنقرة أكثر عدوانية، وزج أردوغان ببلاده في صراع قره باغ، لكن لا ينبغي أن يُفهم التضامن التركي مع باكو في هذا الصراع على أنه التزام أخلاقي تجاه الشريك الوثيق".

 

وسيلة لتوسيع رقعة قوتها المحدودة

وتابعت "أنقرة تستخدم هذا الصراع كوسيلة لتوسيع رقعة قوتها المحدودة في الإقليم"، مضيفة "تسليح أنقرة للجيش الأذربيجاني وإرسال الإرهابيين لدعمه، سيكون له عواقب وخيمة على استقرار جنوب القوقاز".

كما أن تورط تنظيمات إسلامية متطرفة في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا ينطوي على تهديد كبير للمنطقة وأوروبا، وفق "نويه زوريشر" التي أضافت "على الرغم من أن الجيل الجديد من الإرهابيين في شمال القوقاز ينشط بشكل رئيسي في مسرح الحرب الأفغاني، إلا أن جنوب القوقاز يعد ملاذًا مثاليًا وأرضًا خصبة للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة خاصة في ظل دعم تركي غير محدود".

لذلك، فإن نقل تركيا لأعداد كبيرة من الإرهابيين إلى أذربيجان يعد"لعبا بالنار"، وتقوية للتنظيمات الإرهابية في المتطرفة، ما يهدد بأن تصبح المنطقة بؤرة للإرهاب.