الاختطاف.. وسيلة أردوغان الجديدة لتكميم أفواه معارضيه في كندا
كشف منشقون أتراك أن أنقرة مُنخرطة في حملة لإسكات مواطنيها الذين يعيشون في كندا، والذين يواصلون انتقاد الأداء السياسي والاقتصادي لحكومة بلادهم.
وقال كل من المحاضر
في جامعة ليكسايد محمد باشتوغ، والباحث في جامعة ساسكاتشوان داود أكشا، والذي نقل
عنهما موقع "أحوال" الإلكتروني التركي وصفهما لتغييرات كبيرة قام بها
معارضون أتراك في حياتهم لحماية أنفسهم، بما في ذلك الانتقال إلى حي أو مدينة
أخرى، وتغيير الروتين اليومي، وتجنب أماكن معينة أو حضور أنشطة المجموعة.
وقالوا
"إنهم يفضلون عدم التواصل مع أتراك آخرين لأنهم يخشون أن يتم التجسس عليهم أو
اختطافهم أو إعادتهم قسراً إلى تركيا".
وينظر الكثير
منهم إلى كندا كدولة آمنة حيث يمكنهم رفع أصواتهم من خلال القنوات الديمقراطية.
كما يأملون في أن تتخلى تركيا في نهاية المطاف عن سياساتها العدوانية ضد الأصوات
المعارضة واحترام حقوق الإنسان في المستقبل ".
وسبق أن كشف
تقرير إخباري صدر في 6 يوليو الماضي عن أن الحكومة التركية استهدفت 15 كندياً من
أصل تركي كجزء من تحقيق في الإرهاب، وقال كل من باشتوغ وأكشا إن مثل هذا النشاط
التجسسي المخطط له والمنظم بدقة "يتجاوز أهدافه المباشرة" ويمكن أن
"يشكل خطراً على السلامة العامة".
وتحدث
الباحثان عن حملة تركية حكومية مكونة من ثلاث مراحل تهدف لإسكات المعارضين في
السنوات الأخيرة، وتشمل أنشطة دعائية من خلال كيانات الدولة التركية ومنظمات
المجتمع المدني الموالية للحكومة لتشويه سمعة جماعات المعارضة؛ أنشطة جمع
المعلومات الاستخباراتية والتجسس؛ وأعمال الترهيب والتهديد والاختطاف.
وذكروا أمثلة
على ذلك "أنشطة الدعاية التشهيرية" التركية في الدول الغربية، حيث ذكرت
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الشهر الماضي أن المساجد والمراكز المجتمعية
المرتبطة بتركيا في بريطانيا تستخدم لتوزيع مواد دعائية مُعادية للأكراد .
أما في كندا،
فقد نظم مكتب الشؤون الدينية في القنصلية العامة التركية في تورنتو زيارة مساجد،
ووزّع كتيبات للتعبير عن آراء حكومية ضد جماعات المعارضة. وكتب باشتوغ وأكشا أن
هذا كان "على ما يبدو لشيطنة هؤلاء في عيون الجماعات الإسلامية الأخرى في
منطقة تورنتو الكبرى".
وسلط تقرير
صدر عام 2019 أعدته وكالة المخابرات الداخلية الألمانية الضوء على أن أنشطة
المخابرات التركية في تصاعد، بما في ذلك استخدام الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون
الدينية (ديتيب)، الذي يشرف على مئات المساجد والجمعيات الدينية في ألمانيا، حيث
اتهمت السلطات الألمانية أئمة ديتيب بجمع معلومات استخبارية عن المعارضين نيابة عن
الحكومة التركية.
وحول ذلك قال
باشتوغ وأكشا إن التخويف هو تكتيك آخر يستخدم ضد المعارضين، حيث دأب العملاء الأتراك
على تهديد مُنتقدي النظام لإقناعهم بتقديم معلومات عن الجماعات والمنظمات
المستهدفة في الخارج، خاصة أولئك الذين ما زال عدد من أفراد أسرهم من الدرجة
الأولى متواجدين في تركيا، حيث يتم استهدافهم بشكل خاص.