رئيس الوزراء يتابع تنفيذ مبادرة "علاقات ثقافية" لإثراء علاقات مصر بدول العالم
تلقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا من الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، حول مبادرة "علاقات ثقافية"، التي تتم من خلال التعاون بين وزارة الثقافة وعدد من سفارات الدول الأجنبية بمصر، لإثراء علاقات مصر الثقافية بدول العالم المختلفة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ضرورة العمل على أن تتجاوز كافة الأنشطة الدولية، الخاصة بالتبادل الثقافي، القيود التي فرضتها جائحة " كورونا"، خلال هذه المرحلة، وألا تتوقف مختلف الأنشطة في مجال الثقافة بوجه عام، وذلك عن طريق إتاحة أي محتوى على شبكة الإنترنت، سعيًا لوصوله إلى كافة فئات المجتمع، وخاصة الشباب، بل وإلى المتابعين في سائر أنحاء العالم.
ومن جهتها أكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، أن هذه المبادرة تأتي في إطار المبادرة الإلكترونية " خليك في البيت.. الثقافة بين أيديك"، التي أطلقتها وزارة الثقافة في مارس الماضي؛ للحد من التأثيرات المباشرة لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، والهادفة إلى المساهمة في حث أبناء الوطن على الالتزام بالإجراءات الوقائية، حفاظا على الصحة العامة.
ونوهت وزيرة الثقافة إلى أن الوزارة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها تقديم منظور غير تقليدي للتعامل مع الثقافة، كما تستهدف المبادرة، وفقا لما ذكرته الدكتورة إيناس عبد الدايم، رصد كمّ ضخم من الميراث الإنسانيّ المتميز بشكل عام، وما يتعلق منه بمصر بشكل خاص، إضافة إلى إثراء علاقات مصر الثقافية بدول العالم المختلفة، لتصبح أعمق وأكثر فاعلية لتحقيق مزيد من التفاهم، والتواصل، والإبداع المشترك.
وفيما يتعلق بمراحل تنفيذ هذه المبادرة، فأشارت وزيرة الثقافة إلى أن المرحلة الأولى تشهد إطلاق المبادرة بشكل رسميّ، وتتضمن تنظيم نشاط ثقافي دوريّ يحمل اسم "علاقات ثقافية"، ويتمثل هذا النشاط في الاحتفاء ثقافيا بإحدى الدول ذات العلاقات المتميزة مع مصر، وذلك من خلال دعوة كل من سفير الدولة في مصر، وسفير مصري سبق أن خدم في هذه الدولة الأجنبية، إلى جانب أحد الرموز الثقافية ممن سبق لهم زيارة هذه الدولة، أو التعرف على ثقافتها من كُتاب، أو شعراء، أو صحفيين، أو مترجمين، وذلك للحديث عن القواسم المشتركة بين مصر وهذه الدولة، في ندوة تعقد بمقر المجلس الأعلى للثقافة، على أن يُعاد بث هذه الندوة بعد ذلك على شبكة الإنترنت، منوهة إلى أن الهدف من هذه المرحلة هو إعطاء زخم رسمي للمبادرة والتعريف بها بين البعثات الدبلوماسية في مصر.
وقالت الوزيرة: تتضمن هذه المرحلة كذلك إطلاق حملة تقدم فكرة "علاقات ثقافية" بمفهوم مبسط مبني على تقديم التشابه والتماثل بين الثقافات رغم الاختلاف، اعتمادا على مفهوم اليونسكو للثقافة باعتبارها" جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا بعينه أو فئة بعينها وتشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان، ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات، والثقافة هي التي تمنح الإنسان قدرته على التفكير في ذاته..".
أما المرحلة الثانية التي تحدثت عنها الدكتورة إيناس عبد الدايم، فتعني بتحويل المبادرة إلى مبادرة جماهيرية، وهذه المرحلة سيتم البدء فيها مع استقرار الأوضاع الصحية على مستوى العالم بشكل عام، وتنقسم إلى مرحلتين فرعيتين، الأولى تعني بتنفيذ أنشطة ثقافية تتم من خلال التعاون مع الطلاب الوافدين المقيمين في مصر، وسفاراتهم لترسيخ مفهوم " علاقات ثقافية"، والثانية تهتم بتنفيذ أنشطة ثقافية توجه للمصريين في الخارج، خاصة من الجيلين الثاني والثالث، باعتبارهم امتدادًا لمصر في الخارج، وقيمة حقيقية تؤكد مفهوم "علاقات ثقافية".
بينما في المرحلة الثالثة، سيتم تحويل الأمر إلى مبادرة دولية بعد ترسيخ المبادرة رسميا، وبالتوازي مع مرحلة إطلاقها جماهيريا، وأوضحت الوزيرة أن هذه المرحلة تتضمن إطلاق مجلة باللغة الإنجليزية توجه للخارج، تتناول تفاصيل المبادرة، وتتصدر بكلمة وزيرة الثقافة، ووزير الخارجية، كما تضم مقالات وكلمات أخرى للسفراء عن علاقة مصر بدولهم، التي تم عرضها في الندوات التي نظمت في مصر، كما تتضمن هذه المرحلة عرض تجربة مصر في المحافل الدولية؛ للتأكيد على احترام مصر للقيم الثقافية للجميع وترسيخ مفهوم قبول الآخر بشكل غير تقليدي.
وفي ضوء هذه المبادرة، نوهت الوزيرة إلى أنه تم تنظيم الأمسية الأولى والتي حملت عنوان" مصر.. المكسيك.. علاقات ثقافية"، وشارك فيها السفير خوسيه أوكتابيو تريب، سفير المكسيك في القاهرة، والسفير أشرف منير، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون أمريكا اللاتينية، والروائيّ الكبير محمد المنسي قنديل.