ودن من طين.. برلمان أردوغان يغض الطرف عن الانتهاكات والتعذيب
رفض البرلمان التركي، أمس الخميس، طلبين من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، المعارض، بالتحقيق في احتجاجات ووقائع تعذيب.
وبحسب ما ذكره
الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك"، رفض نواب تحالف
"الجمهور" المكون من حزبي العدالة والتنمية، الحاكم، والحركة القومية
المعارض، طلبًا تقدم به الشعوب الديمقراطي للتحقيق في أحداث عين العرب (كوباني)
التي وقعت عام 2014.
وفي 25 سبتمبر
الماضي، أمرت السلطات التركية باعتقال العشرات، بينهم مسؤولون بالحزب الكردي، على
خلفية احتجاجات متضامنة مع أكراد سوريا في 6-8 أكتوبر 2014 عقب سيطرة تنظيم
"داعش" الإرهابي على مدينة عين العرب السورية.
وشملت
الاحتجاجات آنذاك أعمال عنف أودت بحياة 37 شخصاً، وعلى خلفية الاحتجاجات ذاتها، اعتقلت
السلطات التركية، 19 شخصًا آخرين مطلع أكتوبر الجاري.
الحملة لاقت
ردود فعل غاضبة من كافة أحزاب المعارضة، لا سيما من حزب الشعوب الديمقراطي
المستهدف الأول منها، ما دفعه إلى التقدم بطلب للبرلمان لكشف حقيقة تلك الأحداث
التي يعتبرها النظام ذريعة لاعتقال المعارضين له من الأكراد.
غير أن نواب
حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية، رفضوا الطلب، ما يعني رفض تشكيل اللجنة،
حيث يشكل تحالفهما الأغلبية في البرلمان.
في سياق آخر،
رفضت لجنة تقصي حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، الخميس، طلبًا للحزب ذاته للكشف عن
ملابسات إلقاء مواطنين كرديين اثنين من إحدى المروحيات العسكرية.
وقع الحادث
يوم 11 سبتمبر الماضي، في ولاية "وان" جنوب شرقي تركيا، وتحديدًا بمنطقة
"تشاطاق"، حيث تم إلقاء كل من عثمان شيبان (50 عامًا)، وثروت تورغوت (55
عامًا) من إحدى المروحيات العسكرية بعد توقيفهما من قبل الجنود.
وهو ما أكده
المستشفى التعليمي بولاية "وان" ليكذب بذلك رواية حاكم الولاية الذي قال
إن أحد الرجلين سقط من منحدر صخري أثناء فراره من الجنود.
وفي 30 سبتمبر
الماضي، توفى ثروت تورغوت، متأثرًا بإصابات لحقت به جرّاء الحادث، وذلك بعد 20
يوما قضاها داخل العناية المركزة بأحد المستشفيات.
التقرير الطبي
حول حالته الصحية وقت وقوع الحادث ذكر أنه تعرض لإصابات بكدمات في كلتا العينين،
وانتفاخ في مناطق الرأس والرقبة والوجه.
الرجلان بحسب
المصادر، تم توقيفهما يوم 9 سبتمبر الماضي خلال عملية أمنية ضد عناصر حزب العمال
الكردستاني.
وبعد يومين من
ذلك أي يوم 11 من الشهر نفسه تمكنت عائلتاهما من تحديد مكانهما في المستشفى
التعليمي بالولاية، بعدما نقلا إليها عقب تعرضهما لحادث الإلقاء من المروحية
العسكرية.
الحادث أثار
ردود فعل كبيرة في تركيا، لا سيما بعد أن أكد المستشفى أن من أحضر الرجلين قال
إنهما سقطا من إحدى المروحيات، وهذا يعني أنهما لم يسقطا بمحض إراداتيهما، وإنما
تم إسقاطهما منها.
وأسفر الحادث
عن إصابة عثمان شييان بفقدان في الذاكرة، فيما ظل ثروت تورغوت يعاني من حالة صحية
حرجة منذ دخوله العناية المركزة قبل أن يلقى حتفه.
وتعليقًا على
رفض لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التي يمثل أغلبيتها أعضاء العدالة والتنمية، لطلب
الحزب الكردي، أعرب عمر فاروق جرجلي أوغلو، نائب الشعوب الديمقراطي، عن استنكاره
لـ"تعنت اللجنة ورفضها القيام بمهامها الرئيسية".
وتابع قائلا:
"تركيا بها حوادث تعذيب واختطاف، وسبق أن قدمنا الأدلة والقرائن على ذلك لكن
لا حياة لمن تنادي، بسبب تعنت النظام الحاكم".