تصعيد خطير.. أرمينيا وأذربيجان تخرقان الهدنة وتتبادلان القصف
خرق الهدنة، وتبادل القصف.. هكذا يبدو المشهد فى منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.
فعلى الرغم من أن الهدنة التى وافقت عليها أرمينيا وأذربيجان، برعاية روسية، لا تزال آلة الحرب الدائرة فى ناجورنو كاراباخ مستمرة، فلربما لم تجد تلك الآلة من يوقفها، حتى إن الهدنة التى وافق عليها الجانبان، ما إن دخلت حيز التنتفيذ قبل أيام قلائل، حتى عرقلتها عمليات الخرق، من خلال قصف متبادل، بشكل كثيف، وتصعيد للأزمة، وسط اتهامات متبادلة بين البلدين اللتين تترجاعان إلى الوراء، دون المضى قدما فى جهود احتواء الأزمة التى ترعاها روسيا.
خرق الهدنة وتبادل الاتهامات
وخلال الساعات الماضية، تبادلت قوات أرمينيا وأذربيجان، القصف، بشكل عنيف، دون مراعاة للهدنة التى جرى الاتفاق عليها.
وبحسب "سكاى نيوز عربية"، قال مساعد الرئيس الأذربيجانى، إن مدينة تارتار تتعرض منذ الصباح إلى قصف مدفعى من جانب قوات الجيش الأرمينى.
واتهم مساعد الرئيس الأذربيجانى، أرمينيا بخرق وقف إطلاق النار، الذى جرى الاتفاق عليه، فى هدنة لأسباب إنسانية، واصفا ما تردده أرمينيا بأنه نفاق واضح.
بينما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أنها قصفت موقعين لإطلاق صواريخ في أرمينيا، استخدما بحسب قولها لاستهداف مناطق مدنية خلال النزاع في ناجورنو كاراباخ.
فى المقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمينية استهداف مدينة تارتار، وحملت القيادة السياسية العسكرية لأذربيجان مسئولية تغيير ما سمته منطق العمليات العسكرية.
وقال السكرتير الصحفى لوزارة الدفاع الأرمينية: "القوات الجوية الأذربيجانية استهدفت معدات أرمينية فى الحدود المتاخمة للحدود مع كارافشار، بزعم أنها كانت تستعد لمهاجمة أهداف آذرية، وهو ادعاء كاذب ومحض افتراء".
وأكدت وزارة الدفاع الأرمينية أنها تحتفظ من الآن وصاعدا بحق استهداف أى بنية تحتية أو تجهيزات عسكرية على أراضى أذربيجان، خصوصا بعدما تعرضت مناطق من أراضيها لقصف عنيف من قبل القوات الآذرية.
وبحسب قوات إقليم ناجورنو كاراباخ، استأنفت القوات الأذربيجانية هجماتها على الإقليم، والتى تمت من محاور عدة، مصحوبة بقصف مدفعى مكثف، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى فى صفوف الجيش الأرمينى، خلال عمليات القصف المتجددة، لترتفع حصيلة القتلى فى صفوف قوات الجيش الأرمينى إلى أكثر من 500 عسكرى.
تهديد أذربيجانى
من جانبه، قال رئيس أذربيجان، إلهام علييف، إن بلاده مستمرة فى عملياتها العسكرية لتحرير أراضى ناجورنو كاراباخ، على ما أفادت به وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.
وهدد الرئيس الآذرى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أى دولة تعترف باستقلال إقليم ناجورنو كاراباخ.
روسيا تدعو إلى الالتزام بالهدنة
ويأتى ذلك التصعيد الخطير من الجانبين، فى وقت كان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، قد دعا فيه أطراف النزاع فى إقليم ناجورنو كاراباخ، إلى وقف القتال لأسباب إنسانية.
وذكر بيان صادر عن الكرملين، أن الرئيس الروسى أجرى سلسلة من المحادثات الهاتفية مع الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرمينى نيكول باشينيان، مؤكدا على ضرورة وقف الاشتباكات فى المنطقة من أجل تبادل الأسرى وجثث القتلى.
وبحسب بيان الكرملين، تم دعوة وزيرى خارجية البلدين، إلى موسكو لإجراء مشاورات حول النزاع بوساطة وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، وبالفعل تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
لكن الطرفان لم يلتزما بالهدنة، وتبادلا القصف، مما دعا وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، إلى الاتصال بنظيريه الأرمينى والآذرى، وحثهما على الالتزام بوقف إطلاق النار، حسبما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء.
تركيا تشعل الصراع
ويشهد إقليم ناجورنو كاراباخ، قتالا عنيفا بين القوات الأرمينية والآذرية.
وبات من الواضح أن تركيا، التى تدعم أذربيجان، حليفتها القوية، فى حربها ضد أرمينيا، عدوها التاريخى، تتحمل قدرا كبيرا من المسئولية عن تجدد الاشتباكات، بين الحين والآخر، إذ إنها تصر على استكمال مغامراتها العسكرية فى عدد من الدول، ومنها أذربيجان، فيصر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، على موقفه الداعم للأخيرة، عبر تزويدها بالسلاح، وإقحام قواته الجوية فى المعارك التى تدور بين البلدين، فضلا عن تجنيد مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وإرسالها إلى أذربيجان، مما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، وهو ما كشف كذب تركيا، حين نفت قيامها بإرسال المرتزقة إلى جبهات القتال الدائرة فى ناجورنو كاراباخ.