عاودت التنقيب.. تركيا تشعل الأزمة مجددا في شرق المتوسط
من جديد، عاودت تركيا إشعال الأزمة، وتأجيج الصراع فى منطقة شرق المتوسط، التى تشهد توترات عدة، على خلفية قيام أنقرة، بعمليات المسح والتنقيب عن موارد الطاقة، والغاز الطبيعى، فى المناطق الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، ضاربة بكل القوانين والاتفاقات الدولية عرض الحائط.
وفى الوقت الذى تسعى فيه تركيا إلى إشعال الصراع من جديد فى المنطقة، ظنا منها أنها بذلك يمكنها إجبار اليونان على اللجوء إلى التفاوض، لكن من دون إملاء شروط، عزز حليفان هما ألمانيا والولايات المتحدة، الضغط على أنقرة، من أجل الكف عن تحركاتها الاستفزازية، فى شرق المتوسط.
تركيا تعاود التنقيب فى شرق المتوسط
فبعد سحب تركيا سفينتها "عروج رئيس" من منطقة شرق المتوسط إلى السواحل التركية، وتحديدا ميناء أنطاليا، الواقع جنوب تركيا، فى خطوة لاقت ترحيبا يونانيا، أعلنت البحرية التركية، أمس الإثنين، أن السفينة التركية سوف تستأنف عملها فى المنطقة حتى يوم 22 أكتوبر الحالى، الأمر الذى أثار غضب اليونان.
ويبدو أن التحرك التركى الجديد، ما هو إلا استكمال لسلسلة الاستفزازات التى كان المسئولون التركيون قد أعلنوا عنها، فى أعقاب سحب سفينة "عروج رئيس"، إذ إن وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، كان قد قال إن بلاده لم تتراجع عن أنشطتها البحثية شرق المتوسط، وأن سفينة البحث التركية "عروج رئيس" عادت إلى ميناء أنطاليا التركى من أجل إجراء أعمال الصيانة فقط.
أما وزير الدفاع التركى، خلوصى آكار، فقال إن انسحاب سفينة التنقيب "عروج رئيس" لا يعنى تراجع أنقرة عن حقوقها هناك، مؤكدا أن السفينة ستنفذ تحركات أخرى في المنطقة وفقا للخطة المرسومة.
تنديد يونانى
وردا على التحركات التركية، ندد وزير الخارجية اليونانى، نيكوس داندياس بما وصفه بـ"تصعيد كبير" و"تهديد مباشر للسلام والأمن".
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قال وزير الدولة اليوناني، جورج جيرابتريت، اليوم الثلاثاء: "اليونان لن تشارك في أي محادثات، طالما عروج رئيس والسفن المرافقة لها ستكون في المكان".
تهديد أوروبى
على المستوى الأوروبى، هددت دول الاتحاد الأوروبى، البالغ عددها 27 دولة، أنقرة بفرض عقوبات عليها، بسبب سياساتها العدوانية التى تؤجج الصراع فى المنطقة.
وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من أنه إذا واصلت أنقرة أنشطتها غير القانونية، فسيتم استخدام كل الوسائل المتاحة، مضيفة أنه جرى إعداد عقوبات اقتصادية وهي جاهزة للتنفيذ فورًا.
ضغط ألمانى
وعززت ألمانيا الشغط على أنقرة للتوقف عن ممارساتها الاستفزازية.
وفى بيان له، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الذي زار اليونان وقبرص، اليوم الثلاثاء: "إذا جرت فعلا عمليات استكشاف تركية جديدة للغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، فستكون هذه انتكاسة كبرى لجهود خفض التصعيد".
وأضاف وزير الخارجية الألمانى: "على أنقرة أن تضع حدًا لدوامة التهدئة والاستفزاز إذا كانت الحكومة مهتمة بإجراء محادثات، كما أكدت أكثر من مرة".
ودعت ألمانيا إلى عدم إغلاق نافذة الحوار التي فتحت للتو مع اليونان بسبب التحركات الأحادية الجانب.
تنديد أمريكى
استنكرت وزارة الخارجية الأمريكية، التحرك التركي للتنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط.
وقالت الخارجية الأمريكية إن التحركات التركية تثير التوتر بشكل أحادي الجانب في المنطقة، وتعقد بشكل متعمد استئناف المحادثات الاستطلاعية المهمة بين اليونان وتركيا.
وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أوردته شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، تركيا بإنهاء هذا الاستفزاز المتعمد والبدء على الفور في محادثات استطلاعية مع اليونان.