كيف كشفت تسريبات كلينتون حجم المؤامرة على مصر؟
كشفت تسريبات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلارى كلينتون، حجم المؤامرة التى كانت تخطط لها الإدارة الأمريكية، فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وتنفق على تنفيذ بنودها قطر، من أجل الإيقاع بمصر، واختراق وتفكيك عدد من الوزارات السيادية، على رأسها وزارة الداخلية.
جاء ذلك بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، برفع السرية عن جميع الوثائق الخاصة بفضيحة البريد الإلكترونى لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، ومنافسته فى الانتخابات الرئاسية عام 2016، هيلارى كلينتون، التى لعبت دورا بارزا فى الشرق الأوسط، خلال فترة توليها وزارة الخارجية الأمريكية، حين قادت الدول العربية إلى الفوضى، تحت مزاعم "ثورات الربيع العربى"، التى ترتب عليها سقوط أنظمة عدة، ونشر الفوضى فى عدد من البلدان، التى لا تزال حتى الآن تسعى إلى التعافى مما سببته تلك المخططات لأمريكية، التى مولتها الخزانة القطرية، وروجت لها أبواق الإعلام القطرى.
تدمير الدول العربية
وبحسب ما تم تسريبه من وثائق هيلارى كلينتون، الموجودة على البريد الإلكترونى الخاص بها، والذى تم رفع السرية عنه، فإن كلينتون لجأت لاستخدام أموال قطر، فى تمويل ما أسمته "ثورات الربيع العربى"، وقت أن كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية، فى إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما.
وكشفت الرسائل البريدية المتبادلة بين كلينتون والنظام القطرى، أن التمويل المطلوب من قطر يتم تحويله عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون، وبالفعل، استجاب النظام القطرى لمطالبات كلينتون وقتها، فأودع فى خزينة مؤسستها مبالغ طائلة تستخدم فى تمويل أعمال العنف والإرهاب.
قناة الجزيرة
ولعبت قطر دورا إعلاميا آخر، من خلال قناة الجزيرة، التى كان لها دور رئيس فى مخطط كلينتون لإثارة الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط.
وكشفت الوثائق المسربة أن هيلارى كلينتون عقدت اجتماعا مع وضاح خنفر، مدير القناة الأسبق، وتونى بورمان، المدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، فى فندوق فور سيزونز، ثم عقدت لقاء آخر مع أعضاء مجلس إدارة الجزيرة بمقر القناة، وتم الترتيب لزيارة وفد الجزيرة إلى واشنطن.
تلك الاجتماعات واللقاءات أثمرت عن ترتيب لقاء بين كلينتون، وحمد بن جاسم آل ثان، رئيس الوزراء القطرى السابق، الذى يعتبر العقل المدبر لسياسات النظام القطرى فى نشر الفتن بالوطن العربى.
مصر بوابة أمريكا إلى الشرق الأوسط
وأشارت الوثائق إلى أن خيوط المؤامرة الأمريكية، والتمويل القطرى، بدأت بمصر، باعتبارها بوابة الأمريكان للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط بالكامل.
بدأت خيوط المؤامرة بإطلاق صندوق الاستثمار المصرى الأمريكى، وصندوق الاستثمار التونسى الأمريكى، تحت مسمى توفير فرص العمل، والمساهمة فى توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة، من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص.
بالفعل، تم إطلاق الصندوق المصرى الأمريكى، فى البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، كشفت الوثائق أنها كانت تسعى بذلك إلى التدخل فى الشأن المصرى، كما سعت إلى التدخل فى الشأن الداخلى بتونس، عبر المال الذى يدعم جماعة الإخوان، ولعل ذلك كان دافعا وراء انتفاضة الجماعة على السلطة، عقب الفوضى التى شهدتها دول المنطقة، ومن بينها مصر وتونس، فى عام 2011، التى تم الترويج لأنها ثورات الربيع العربى.
تفكيك الداخلية المصرية
وسعت كلينتون إلى دعم جماعة الإخوان، فى الوصول إلى سدة الحكم فى مصر.
وفور وصول الإخوان إلى كرسى الرئاسة، زعمت كلينتون أن فوز محمد مرسى بالانتخابات، ووصول الإخوان إلى الحكم، كان خطوة نحو تحقيق الديمقراطية، ثم بدأت فى استخدام جماعة الإخوان لتحقيق مطامعها فى مصر.
فاللقاء الذى جمع بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، آنذاك، لتقديم التهنئة له بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة المصرية، شهد عرضا أمريكيا لدعم حكومته من خلال مساعدات تقدمها الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.
كما أن توماس نيدز، وهو نائب هيلارى كلينتون، أرسل بتاريخ 24 سبتمبر 2012، إلى محمد مرسى، للمطالبة بالتنسيق ومزيد من التعاون فى قضايا إقليمية، ومن بينها الحرب الدائرة فى سوريا، وكذلك العلاقات مع إيران.
وحاولت كلينتون، استخدام الإخوان فى تفكيك عدد من الوزارات السيادية، فبدأت بوزارة الداخلية المصرية، وهو ما تم الكشف عنه فى وثائق بريد كلينتون، إذ عرضت، خلال محادثات جمعتها بمرسى، مساعدات سرية، لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة، تحت مزاعم خدمة الأسس والمعايير الديمقراطية، من خلال إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء الأمن إلى مصر.