محمد مسعود يكتب: أساطير الدراما 15 | الضوء الشارد.. الحب والمستحيل فى «صعيد مصر»

مقالات الرأي




المؤلف رشح سمية الخشاب والمخرج: «عفوا.. لن تعمل إلا بعد نجاحها فى اختبار الكاميرا»

محمد صفاء عامر رشح أحمد عبدالعزيز لاستغلال نجاح «ذئاب الجبل» ومجدى أبوعميرة: «مبحبش أكرر نفسى»

المخرج يرشح ممدوح عبدالعليم لدور البطولة و«صوت القاهرة»: «مفيش صعيدى عينه خضرا».. والمؤلف يرد: «لأ فيه»!

ميزانية المسلسل 1٫7 مليون جنيه وممدوح عبدالعليم حصل على170 ألفًا رئيسة التليفزيون تستبعد المسلسل من العرض على القنوات الأرضية: «مبحبش مسلسلات العمم والجلاليب»

وفاء عامر المرشحة الأولى لدور «رئيسة».. وسلوى خطاب تبدع رغم المعاناة مع اللهجة الصعيدية 

منى زكى تعتذر عن المسلسل ليلة التصوير.. ويوسف شعبان نقيب الممثلين يتدخل: «مينفعش تعتذرى دلوقتى» 

رانيا فريد شوقى تطالب بتصوير مشاهدها بسرعة لارتباطها برحلة سفر إلى أمريكا للولادة فيها 

المنتج طلب توفير أجر الشاعر والمطرب والاكتفاء بموسيقى التيتر.. فأدهش ياسر عبدالرحمن الجميع

رسم الكاتب الكبير الراحل محمد صفاء عامر، الخطوط الدرامية لرائعة «الضوء الشارد»، بمنتهى العناية، كان صفاء عامر يشعر أن المسلسل سيحقق نجاحا باهرا، وما أن انتهى من كتابة عمله الرائع، حتى اتصل بالمخرج الكبير مجدى أبوعميرة يعرض عليه إخراج المسلسل، وما أن انتهى أبوعميرة من قراءة الحلقات، حتى انتقل إليه الإحساس نفسه، فلعلهما يحققان نجاحا كبيرا بعد عودتهما للتعاون معا من جديد بعد خمس سنوات كاملة من نجاحهما الطاغى فى مسلسلهما «ذئاب الجبل» 1993.

وأمام السيناريو والموضوع الرائع الذى كتبه محمد صفاء عامر، تغاضى مجدى أبوعميرة عن قراره بعدم التعامل أو التعاون مع جهات الإنتاج الحكومية لما قد يلقاه من تعسف أو بيروقراطية، حدثت بالفعل فى بعض الأحيان.

وقتها كان محمد صفاء عامر وقع بالفعل عقده مع المنتج الراحل هشام إسماعيل أحد المنتجين الكبار قبل سنوات ليست بعيدة.

وبدوره وقع هشام إسماعيل عقد المشاركة فى إنتاج العمل مع شركة «صوت القاهرة» التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، وكان يرأس مجلس إدارتها فى ذلك الوقت الأستاذ حسين فهمى، وطالبت الشركة منتجها المشارك التقدم بميزانية لإنتاج المسلسل المبشر.

1البيروقراطية تحكم وتتحكم

تقدم المنتج الراحل هشام إسماعيل بالميزانية المقدرة إلى شركة «صوت القاهرة» لاعتمادها على أن يتم البدء فى تنفيذ العمل الذى يتشاركان فى إنتاجه على الفور، لكن المسئولين فى شركة صوت القاهرة اعترضوا على الميزانية وطالبوا بتخفيضها وهو الأمر الذى رفضه هشام إسماعيل تماما.

وأمام رفض المنتج المشارك، قرر رئيس مجلس إدارة الشركة وضع المسلسل على الرف، وتأجيله إلى أجل غير مسمى، وكلما سأل المنتج عن مصير العمل، يقولون له سنشكل لجنة لبحث الأمر، مؤلف المسلسل الكاتب الكبير الراحل محمد صفاء عامر، قرر أن يتدخل بمعرفته لتسوية الأمور، واتصل بالمهندس عبدالرحمن حافظ الذى كان يشغل وقتها منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وحدد معه موعدا وذهب إلى مكتبه بمبنى التليفزيون، وما أن انتهى من شرح الموضوع حتى اتصل عبدالرحمن حافظ، برئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة، وطالبه بإخراج المسلسل من أدراج الشركة والبدء فى تنفيذه بالميزانية المقررة من قبل المنتج.

وأكد عبدالرحمن حافظ فى حينها أن السكين الذى يستخدم فى ذبح أى عمل فنى هو اللجنة التى يشرف عليها مجموعة من الموظفين.. لتنتهى العقبة الأولى التى واجهت المسلسل وكادت أن تتسبب فى عدم خروجه إلى النور.

2مع سبق الإصرار والترصد

يبدو أن ذهاب محمد صفاء عامر إلى مكتب المهندس عبدالرحمن حافظ، لم يرق للمسئولين عن شركة «صوت القاهرة» الذين قرروا الترصد للعمل، ووضع العراقيل أمام تنفيذه وكانت المعضلة الكبرى رفض المسئولين بالشركة ترشيح الفنان الكبير الراحل ممدوح عبد العليم للعب بطولة المسلسل، وقالوا فى سخرية: «صعيدى أبيض وبعيون خضرا.. طبعا مينفعش».

وهنا قرر محمد صفاء عامر الدفاع عن بطل المسلسل (رغم أنه لم يكن موافقا على ترشيحه من الأساس !!)، وذهب للمسئولين بالشركة وسألهم عن سبب رفضهم لممدوح عبدالعليم فقالوا: «لون البشرة والعينين»، فرد عليهم صفاء عامر قائلا:(أنا صعيدى ومن هوارة وبقول لكم أيوه فى صعايدة ذوو بشرة فاتحة وعينان خضراوان.. هل تعرفون الصعيد أكثر منى؟!).

وأمام إصرار مجدى أبوعميرة ومحمد صفاء عامر على ترشيح ممدوح عبدالعليم، خشى المسئولون فى الشركة أن يقوم المؤلف بشكواهم مرة أخرى، خاصة أن رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون مال لكفتهما فى المرة الأولى الخاصة بميزانية العمل، وأمام هذا الإصرار، والتعامل بقسوة غير معتادة من صفاء عامر دفاعا عن مسلسله وافقوا على مضض.

3أحمد عبدالعزيز يا مجدى

قبل أن يدافع الكاتب الكبير محمد صفاء عامر عن اختيار ممدوح عبد العليم للعب بطولة المسلسل، كانت قد دارت نقاشات عديدة بينه وبين المخرج الكبير مجدى أبوعميرة الذى فوجئ بطلب صفاء عامر بأن يقوم الفنان الكبير أحمد عبدالعزيز بلعب بطولة المسلسل، وهو أمر مضمون النجاح، كون الثلاثى نجح قبلها بخمس سنوات فى مسلسل «ذئاب الجبل».

كانت أزمة حقيقية واجهها مجدى أبوعميرة بصدق ومنطق (علاقتى بأحمد عبدالعزيز ممتازة، وحققنا نجاحات سابقة سواء فى المال والبنون أو ذئاب الجبل، وكان اختيار المرحوم صفاء عامر لأحمد عبدالعزيز اختيارًا منطقيًا ولم يكن بعيدا عن ذهنى، فهو اختيار مضمون لتركيبة نجاح سابقة.. لكن أنا كمخرج لا أحب التكرار، وفكرت كثيرا فيمن يستطيع أن يقدم هذا الدور.. حتى توصلت إلى فكرة أن يقدمه ممدوح عبد العليم.. وأمام إصرارى على ممدوح تراجع الكاتب الراحل عن إصراره على لعب أحمد عبدالعزيز لبطولة المسلسل.. وأرسل المنتج سيناريو المسلسل إلى ممدوح الذى تواصلت معه وأخبرنى أنه سيتصل فور الانتهاء من قراءة المسلسل، وما أن انتهى حتى وجدته فرحا مبهورا بما قرأ.. ومن فرط سعادته وحماسه قام بالإشراف على تفصيل ملابس الشخصية بنفسه.. والحقيقة لقد أثر رفيع بك فى الجمهور لدرجة أن إحدى الندوات التى تمت دعوتنا إليها بعد عرض المسلسل وكانت فى الروتارى قامت إحدى الفتيات وكانت والدتها من سيدات المجتمع وقالت أنا عايزه أتجوز واحد زى رفيع بك).

الفنان القدير الراحل ممدوح عبدالعليم، كان جده لوالده «عمدة» لكنه لا يتذكره إذ توفى وعمره سنتين فقط، وعندما قدم شخصية رفيع العزايزى قال له والده لقد ذكرتنى بجدك العمدة.

4مش عايز أموت

بعد النجاح الكبير الذى حققه الفنان محمد رياض فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» للكاتب الكبير مصطفى محرم، والمخرج الكبير الراحل أحمد توفيق، ولعب بطولته عام 1996 أمام الفنان الكبير نور الشريف والنجمة عبلة كامل، انهالت العروض على الفنان الشاب الذى لم يتم عامه السادس والعشرين، فى السينما والتليفزيون.

حصد محمد رياض نجاحه فى العام التالى وأكده تماما فى عام 1998 الذى قدم فيه 8 مسلسلات هى (امرأة من زمن الحب، رد قلبى، النورس، النهر، المسداوية، الإمام ابن حزم، الإمام الترمذى، والضوء الشادر)، علاوة على فيلم سينمائى أمام نجمة الجماهير نادية الجندى بعنوان «48 ساعة فى إسرائيل» الذى كتب قصته الأديب والكاتب البارع الراحل جابر عبدالسلام، وصاغ له السيناريو والحوار الكاتب الكبير بسيونى عثمان، وأخرجه نادر جلال.

وأمام هذه النجومية الطاغية، والعروض المتتالة على محمد رياض، كانت فكرة لعبه لدور «فارس العزايزى» الذى يتوفى قبل منتصف المسلسل أمرًا بالغ الصعوبة، وكانت موافقة محمد رياض على المشاركة فى المسلسل دربا من دروب المستحيل، فلماذا فكر مجدى أبوعميرة فى ممثل كانت جميع المؤشرات تؤكد أنه سيرفض (لأنه فى المقام الأول صديقى وكنت متأكدا أنه لن يخذلنى، أما لماذا اخترت محمد رياض فلسبب واحد فقط، أن الناس يحبونه جدا، وهذا ما سيفيدنى دراميا.. فعند وفاة فارس كان لابد أن تحدث صدمة درامية ويعانى المشاهد من حزن حقيقى جراء وفاة نجمه المحبوب، وعقدت عدة جلسات مع محمد رياض الذى كان غير مرحب بفكرة موته فى منتصف الأحداث، لكنه اقتنع فى النهاية ووافق لأجل الصداقة الكبيرة التى تجمعنا.. وأثناء التصوير كلما كان يقابل محمد صفاء عامر يمازحه ويقول له يعنى هى الحتمية الدرامية دى متجيش غير عليا أنا.. ما كنت سيبت فارس يعيش شوية.. وكانا يتمازحان.. وتحقق المطلوب تماما من الترشيح بحدوث الصدمة والحزن الكبير بوفاة شخصية يقدمها نجم محبوب).

5نجمة السنوات القادمة

كان عام 1998 بمثابة عام الانطلاق للفنانة الجميلة منى زكى، وفيه تنوعت أدوارها ما بين خشبة المسرح، وشاشة السينما، علاوة على الأعمال التليفزيونية، فقدمت مسرحية «يامسافر وحدك»، أمام النجم الكبير نور الشريف، وأفلام «اضحك الصورة تطلع حلوة» للكاتب الكبير وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، وشاركت فى بطولته أمام الفنان الكبير الراحل أحمد زكى والفنانة ليلى علوى، و«القتل اللذيذ» قصة الكاتبة الكبيرة حُسن شاه وسيناريو وحوار أحمد صالح، وإخراج أشرف فهمى وشاركت فى بطولته أمام ميرفت أمين وإلهام شاهين، و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية» للدكتور مدحت العدل والمخرج سعيد حامد.

وشاركت منى فى 3 مسلسلات (أمر إزالة، ويأخذنا التيار، والضوء الشارد)، وربما كانت العروض المتلاحقة لمنى زكى سواء فى السينما أو التليفزيون هو السبب فى تراجعها عن المشاركة فى بطولة مسلسل «الضوء الشارد» الذى قررت الاعتذار عنه قبل بداية تصويره بيوم واحد فقط دون إبداء أى أسباب سوى رغبتها فى الانسحاب.

فى ذلك الوقت كان الفنان الكبير يوسف شعبان الذى قدم دور «وهبى السوالمى» ضمن أحداث المسلسل، نقيبا للمهن التمثيلية، وعرف بأمر اعتذار منى زكى الذى وضع أسرة المسلسل خاصة المخرج مجدى أبوعميرة فى ورطة (فى الحقيقة أنا كمخرج كان فى إمكانى تأجيل التصوير يومين تلاتة لحين استبدال منى زكى، لكننى لم استسلم لأننى رأيت أنها أصلح من تقدم الدور، وبمجرد اعتذارها تدخل نقيب المهن التمثيلية يوسف شعبان، واتصل بها وأخبرها أنه لا يجوز الاعتذار عن العمل قبل تصويره بيوم واحد، وطالبها بالعدول عن قرارها.. وهنا تراجعت منى زكى وبدأت التصوير بنفس راضية وبأداء وأحاسيس جبارة مازلت أندهش بها كلما يتم عرض المسلسل، ولذلك كتبت اسمها على التيتر نجمة السنوات القادمة وهو ما حدث بالفعل).

6اختبار سمية الخشاب

قبل بداية تصوير المسلسل، كان المخرج مجدى أبوعميرة يقوم بتسكين الممثلين والممثلات على الأدوار المختلفة بعد الاستقرار على ممدوح عبدالعليم ومحمد رياض وسميحة أيوب ورانيا فريد شوقى ومنى زكى ويوسف شعبان، وكان من بين الأدوار التى لم تترشح إليها أى ممثلة دور «نجاة» التى قدمته سمية الخشاب فى ظهورها الأول بالدراما المصرية، رشح الكاتب الكبير محمد صفاء عامر سمية الخشاب وطالب المخرج بإسناد الدور لها. مجدى أبوعميرة لم يكن يريد إغضاب محمد صفاء عامر، الذى وافق على ترشيح المخرج لممدوح عبدالعليم رغم كونه يريد أحمد عبدالعزيز، لكن ذلك لم يمنعه من رفض فكرة إسناد الدور لممثلة لا يعرفها (وقتها مكنتش أعرف مين سمية الخشاب.. ولا أقدر أحكم على إمكانياتها التمثيلية، علاوة على أن المسلسل تدور أحداثه فى صعيد مصر وهو ما يتطلب إتقان اللهجة، فما بالك بممثلة جديدة مطالبة بأداء جيد وإتقان للهجة الصعيدية التى تبدو صعبة على ممثلات كبيرات، قلت له موافق بشرط أن تجتاز اختبار أمام الكاميرا.. والحقيقة هو لم يمانع أو يغضب من وسوستى كمخرج بينما جاءت سمية فى الموعد المحدد، ووجدتها حافظة للدور وتجيد اللهجة الصعيدية فقررت إسناد الدور إليها وكان عبارة عن 17 مشهدا استطاعت من خلالها أن تفرض نفسها وموهبتها وتؤثر على الجمهور وتحدث حالة من التعاطف مع الشخصية).

7بلاش وفاء عامر

مثلما رشح الكاتب الكبير محمد صفاء عامر سمية الخشاب، لدور «نجاة» فاجأ المخرج الكبير مجدى أبوعميرة بترشيح الفنانة الكبيرة سلوى خطاب لتلعب دور الغازية «رئيسة».

مجدى أبوعميرة اعتبر أن الترشيح غريب نسبيا، وكان فى ذهنه أن تلعب الدور الفنانة الموهوبة وفاء عامر، وعندما صارح صفاء عامر برغبته، رفض المؤلف (بلاش وفاء عامر)، لكونها شاركت معهما فى مسلسل «ذئاب الجبل» وكان دورها غازية أو راقصة أيضا، والغريب أن الشخصية فى المسلسلين جاءت باسم واحد «رئيسة»!. ورغم تعجب المخرج من ترشيح المؤلف لسلوى خطاب إلا أنه لم يمانع لخبرة سلوى الكبيرة علاوة على موهبتها، ورغم ذلك واجهت سلوى صعوبة مع اللهجة الصعيدية.

8أزمة التيتر والعرض

وصف الفنان الكبير الراحل ممدوح عبدالعليم مسلسل «الضوء الشارد» بأنه أسهل مسلسل قدمه فى حياته، فرغم نجاحه الكبير إلا أنه لم يقض فى كواليسه سوى شهر ونصف الشهر، عكس مسلسلات وأعمال أخرى كان يقضى فى فترة تصويرها فترات قد تصل إلى الستة أشهر، والحقيقة لم أتعجب من ذلك لأن تصوير المسلسل كاملا بما فيه من أيام سفر إلى فايد، علاوة على عمليات المونتاج والمكساج انتهت فى ثلاثة أشهر فقط (فى ذلك الوقت أنهينا تصوير المسلسل فى زمن قياسى، 70 يوماً تصوير متقطعة، وأنا شخصيا كمخرج تفاجأت من انتهاء العمل بهذه السرعة فلم نكن نقضى أكثر من 10 ساعات فى الأوردر، وكنت من المفترض أن اعتذار عن الجزء الثانى من مسلسل السيرة الهلالية، لانشغالى بالضوء الشارد لكن يحيى العلمى رئيس قطاع الإنتاج وقتها طالبنى بتأجيل قرار الاعتذار، وما أن انتهيت من الضوء الشارد وجدت أن لدى وقتاً لأصور السيرة الهلالية ويعرض فى شهر رمضان الكريم).

الجمهور والنقاد فوجئوا أن تيتر مسلسل «الضوء الشارد» عبارة عن موسيقى فقط، شخصيا ظننت أن المخرج الكبير فعل ذلك من باب التجديد ولم أكن أعلم أنه من باب التوفير (الحقيقة المنتج هشام إسماعيل طلب منى وقتها توفير أجر المطرب وأجر الشاعر والاكتفاء بالموسيقى فقط، وعندما قلت ذلك للموسيقار ياسر عبدالرحمن اندهش وكان لديه الحق.. لكنه غاب عنا أياما وعاد بتيتر رهيب استخدم فيه الربابة من خلال سيد الشاعر الذى كان يعزف فى فرقته).

كل عوامل النجاح توفرت لمسلسل «الضوء الشارد»، لكنها لم تكن لتتضح أمام رئيسة التليفزيون السيدة سهير الإتربى التى قالت بالحرف الواحد: (مبحبش مسلسلات العمم والجلاليب) وقررت الإطاحة بالمسلسل من القنوات الأرضية بالتليفزيون المصرى، وذهب العمل للعرض على قناة النايل تى فى الموجهة للجاليات الأجنبية فى مصر، واتصل مجدى أبو عميرة بالإعلامية القديرة سناء منصور وطالبها برفع العمل من شاشة النايل تى فى، لكنها رفضت وقالت له (هتشوف هينجح إزاى عندى فى القناة)، مجدى لم يصدقها والحقيقة حتى إن موعد طرحه فى تمام الرابعة عصرا كان يوحى بأنه لن يشاهد وسيمر مرور الكرام.. وماهى إلا حلقات معدودة حتى أصبح الضوء الشارد أهم مسلسل فى موسم 2008 وأهم عمل عن دراما الصعيد منذ إنتاجه.. وحتى الآن!.

9- إشادة سوزان مبارك

رغم النجاح الطاغى الذى حققه الضوء الشارد بعد عرضه لكن كان هناك مفاجأة من العيار الثقيل، وهى أن القطاع الاقتصادى التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أصدر تقريراً عن المسلسل بأنه «كئيب ولا يصلح للعرض فى رمضان»، وعلى ذلك ذهب المنتج هشام إسماعيل وزوجته المنتجة شاهيناز صيام ومحمد صفاء عامر ومجدى أبوعميرة للقاء صفوت الشريف وتم عرض المسلسل على قناة نايل تى فى.

أما المفاجأة الثانية التى فجرتها المنتجة شاهيناز صيام أنها تلقت اتصالا من السيدة سوزان مبارك تشيد من خلالها بالمسلسل وأنها تؤجل مواعيدها لتستطيع مشاهدته، وبسؤال شاهيناز عن الميزانية قالت: (مليون وسبعمائة ألف جنيه حصل منها ممدوح عبدالعليم على 170 ألف جنيه فقط كأعلى أجر، وأكدت أن لولا مجدى أبوعميرة لما كان العمل حقق هذا النجاح الطاغى).