الضفدع السام.. لواء بحرى نبيل عبد الوهاب بطل الطريق إلى إيلات
أرادت القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حرب 1967 أن تلقن العدو الإسرائيلى درساً قاسياً فى عقر داره ، ومن هنا جاءت الفكرة أن تكون الضفادع البحرية أول من ينفذ عمليات نوعية فى عمق إسرائيل وبالتحديد فى ميناء إيلات، ومن بين هؤلاء الأبطال الذين نفذوا علميات داخل ميناء إيلات اللواء بحرى نبيل عبد الوهاب.
■ فى البداية.. حدثنا عن تفاصيل العملية إيلات؟
- العملية انقسمت إلى ثلاث عمليات متفرقة، وهى التى دمجتها السينما فى عملية واحدة، بين كل عملية وأخرى نحو 3 أشهر، اشتركت أنا فى الأولى التى كانت فى يوم 15 و16 نوفمبر 1969، والثانية كانت فى 5 فبراير 1970 والثالثة فى مايو 1970 اشتركت فيها أيضا.
■ كيف كان استعدادكم للعملية الأولى؟
- عملية إيلات الأولى تم فيها تدمير مدمرتين الأولى داليا والثانية هيدروما يوم 15و16 نوفمبر 1967، وكنا فى فترة ما قبل العملية فى حالة تدريب دائم وقاس، وكنا جميعا نحاول أن نثبت أننا الأكفأ حتى يتم اختيارنا للعملية لذلك كنا «نقتل أنفسنا فى التدريب».
أما تفاصيل العملية فكان القبطان عمر عزالدين والقبطان حسنين جاويش، وأنا ومعنا 3 صف ضابط وهم محمد العراقى، وعادل الطراوى، والشهيد محمد فوزى البرقوقى رحمه الله نوبتجية ليلية، ولم يكن ذلك طبيعيًا، ولكن تم تغير جدول النوبتجيات ليتم تجميعنا معا فى ذلك اليوم، وفجأة جاء عسكرى مراسلة قائد اللواء يطلب حسنين جاويش ثم يأتى نفس العسكرى ليطلب عمر عزالدين بنفس الطريقة إلى أن حان دورى.
وفى اليوم الثالث تم منح كل منا جوازاً وتذكرة سفر إلى عمان بأسماء جديدة ومهن جديدة، وكانت كل المعلومات التى حصلنا عليها أننا متوجهون إلى عمان، ودون لى فى جواز السفر أننى طالب وذاهب للسياحة، مما أثار شك ضابط الجوازات فى المطار كنا وقتها فى فترة امتحانات فكيف لطالب أن يسافر وقتها للسياحة فى هذا الوقت.
■ كيف بدأتم فى تنفيذ العملية؟
- فى الليلة التى سبقت انطلاقنا لنقطة الإنزال جاءنا قائد اللواء ومعه شخص آخر قدم لنا نفسه على أنه سكرتير ثالث فى سفارة عمان، وعلمنا فيما بعد أنه ضابط مخابرات مصرى وأخبرونا بطبيعة المهمة وتلقينا الأوامر وبدأنا ندرس صور الميناء والمدمرات حتى نستطيع تحديد اتجاهاتنا ونحن تحت الماء، وفى اليوم التالى 9 نوفمبر، استقللنا الطائرات واتجهنا إلى نقطة الإنزال ومنها ركبنا القارب المطاطى، واتجهنا نحو ميناء إيلات وبعد 24 كيلو مترا فى الزوديك حتى أصبحت إيلات على مرمى البصر وبكامل معداتنا لم نجد المدمرات الرئيسية فى الميناء مما يعنى إلغاء العملية وتم الاتفاق على أن يتم التنفيذ بعد أسبوع عندما نتسلم التقرير الذى يفيد برسو السفينتين داليا وهيدروما فى الميناء.
■ ماذا حدث يوم 15 و16 نوفمبر؟
- رجعنا إلى الأردن بنفس الطريقة ومنها إلى نقطة الانزال وفى انتظار الإشارة إلى أن سمعنا أغنية «بين شطين ومية» وتم تقسيمنا إلى 3 مجموعات التى سبق أن أشرت إلى أسمائهم كل ضابط ومعه صف ضابط ، وكل منا يحمل لغماً وزنه 50 كجم مملوء T N T واستقللنا الزوديك واتجهنا نحو المدمرتين داليا وهيدروما وتمت العملية بنجاح ولم يكن هناك أى خسائر غير استشهاد البرقوقى.
■ ماذا حدث عند وصولك للعقبة؟
- القيادة أوصتنا أنه فى حالة الوصول إلى العقبة أن نقول إننا ضباط الضفادع البشرية المصرية ألقتنا طائرة هليكوبتر لتنفيذ العملية ولم تعد لتأخذنا وقيادتنا أوصتنا أن نسلم أنفسنا إليكم، وصلت إلى العقبة وطبعا كانت الانفجارات تدوى فى المكان وسلمت نفسى إلى حرس السواحل.
■ ما تفاصيل عملية إيلات الثانية؟
- عملية إيلات الثانية كانت فى 5 فبراير 1970 وكان الهدف منها تدمير ناقلة الدبابات بيت شيفع وناقلة الجنود بات يم وكانت بيت شيفع قد قامت بعملية غير شريفة عسكريا فى الزعفرانة على سواحل البحر الأحمر، حيث أنزلت الدبابات التى قامت بمهاجمة أناس مدنيين كما هاجموا محافظ البحر الأحمر ودهسوه هو وسائقه داخل سيارته، فصدرت الأوامر بتدمير بيت شيفع وبات يم وقام بهذه العملية رامى عبد العزيز وعمرو البتانونى تحت قيادة رئيس الأركان القبطان مصطفى طاهر، وبنفس الطريقة التى دمرنا بها داليا وهيدروما، لم يحدث أى خسائر.
■ كيف كان رد إسرائيل على العمليتين؟
- بعد العملية الثانية استجوب الكنيست الإسرائيلى موشى ديان وزير الحرب الإسرائيلية، حيث أصيبت إسرائيل بالذعر لأنها أول عملية حربية تحدث داخل إسرائيل.
■ ما تفاصيل العملية الثالثة الممثلة فى تدمير الرصيف البحرى لميناء إيلات؟
- فى مايو 1970 فكرت القيادة فى أن عدم وجود السفن ليلا ليس السبب الذى يمنعنا من تدميرها وتوصلت إلى أنه بتغيير لنوع اللغم بدلا من T N T وزن 50 كجم أصبحت الألغام أكبر بوزن 125 مملوءة بالأكسجين المضغوط ويتم تثبيتها فى الرصيف بحيث تنفجر الألغام عند رسو السفن إلى جوار الرصيف وضبط التايمر على 12 ساعة بحيث يركب اللغم 12 صباحا وينفجر 12 ظهرا بحيث تكون السفن حينها فى وقت ذروة العمل عليها على الرصيف.