يمكن أن ينعطف سريعا نحو الأسوأ.. خلاف بين الأطباء بسبب حالة ترامب الصحية
لا تزال حالة الارتباك تخيم على المشهد الخاص بالحالة الصحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد خروجه من مركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني، في ماريلاند، حيث قضى به 3 أيام، لإصابته بفيروس كورونا المستجد" كوفيد - 19"، قبل أن يعود إلى البيت الأبيض.
وبينما يصر شون كونلي، طبيب البيت الأبيض، على تصدير صورة متفائلة، لكنها غير مكتملة، عن الحالة الصحية للرئيس ترامب، يحذر أطباء من أن الرئيس يدخل مرحلة محورية لا يمكن التنبؤ بها.
طبيب ترامب يرفض الإفصاح عن حالة رئتيه
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وقف طبيب ترامب، يوم الإثنين الماضي، فى أثناء تواجده بمركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني، مع كتيبة من الأطباء الذين وقفوا خلفه، ووضع علامات حيوية مشجعة للرئيس ترامب، بأنه لا حمى أو ارتفاع فى درجة حرارته، فقط هو يعانى قليلا من ارتفاع ضغط الدم، ومستوى الأكسجين في الدم في النطاق الصحي.
ثم إن كونلي في وقت لاحق، قال في مؤتمر صحفي: "لقد عاد، ويمكنه مغادرة المستشفى"، لكنه رفض الإجابة عن أسئلة تتعلق بحالة رئتي الرئيس ترامب، بما في ذلك ما إذا كان هناك ندوب، أو ما إذا كان ترامب يعاني من التهاب رئوي، كما استشهد طبيب ترامب بقانون فيدرالي يقيد ما يمكن للأطباء القيام بمشاركته عن المرضى، عندما سأله مراسلون عن نتائج الأشعة السينية على صدر الرئيس الأمريكي، وفحص الرئة، وهي إجراءات حاسمة لمدى شدة مرض الرئيس بسبب فيروس كورونا.
إعلان ترامب انتصاره على كورونا سابق لأوانه
وأمام تلك المعلومات غير المكتملة، وبدون بيانات مهمة حول وظائف الرئة، قال خبراء طبيون في مرض كورونا، وأمراض الرئة، إنهم يحاولون تجميع صورة دقيقة عن حالة ترامب، لافتين إلى أنه بينما يتعافى معظم مرضى الفيروس، كان من السابق لأوانه إعلان الانتصار على فيروس لا يمكن التنبؤ به، وعلى مرض غير مفهوم بشكل جيد، أودى بحياة أكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة.
وقبل أقل من شهر على موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، التى يخوضها ترامب، وهو مرشح الحزب الجمهوري، ضد جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي، الذي سبق أن تولى منصب نائب الرئيس في إدارة الرئيس باراك أوباما، يقدم الرئيس ترامب نفسه على أنه قوي وغير منزعج من إصابته بفيروس كورونا، ويبدو أنه أوعز إلى طبيبه شون كونلي بعدم الكشف عن التفاصيل الصحية التي قد تبدد صورته التى يبديها بعيدة عن الضعف.
خلاف بين الأطباء على حالة ترامب الصحية
وأمس الثلاثاء، أعلن الدكتور كونلي، في بيان، أن ترامب أمضى ليلة أولى هادئة، في البيت الأبيض، ولم يظهر أي أعراض، مضيفا أن وضعه الصحي فى العموم جيد جدا.
وأشار كونلي إلى أن فريقا من الأطباء التقى الرئيس ترامب، لافتا إلى أن المؤشرات الحيوية والفحص البدني ما زالت مستقرة، وأن ترامب يواصل التحسن بشكل طيب للغاية، على الرغم من أنه هو الذى سبق أن حذر من أن الرئيس الأمريكي لا يزال يعانى من المرض، حين شهد انخفاضًا كبيرًا في الأكسجين.
قال أطباء خارجيون إن ترامب بعيد عن هزيمة فيروس كورونا، ومن المرجح أنه لا يزال يصارعه، وقد يدخل في مرحلة محورية، بعد 7 إلى 10 أيام من ظهور الأعراض، حيث يمكن أن يأخذ منعطفًا سريعًا نحو الأسوأ، منوهين بأن الرئيس الأمريكي يبلغ من العمر 74 عامًا، ويعاني من السمنة المفرطة، وهي عوامل تعرضه لخطر الإصابة بمرض شديد.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن عميد كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، في سان فرانسيسكو، وهو طبيب متخصص في الرعاية الحرجة لأمراض الرئة، قوله: "لست بحاجة إلى الدخول في أعمال الرئيس"، ومع ذلك، قال: "إذا كان هدفهم هو أن نفهم بشكل كامل ما يجري، فقد طرحوا الكثير من المعلومات المفيدة جدًا على الطاولة".
وقال عدد من الخبراء الطبيين، إنه بناءً على المعلومات غير الكاملة التي قدمها الفريق الطبي لترامب، يبدو أن الرئيس قد عانى في مرحلة ما على الأقل من شكل حاد من "كوفيد - 19"، مع ضعف في الرئتين، ومستوى أكسجين في الدم أقل من 94%، وهو قطع لمرض شديد.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، لم يكن الدكتور كونلي صريحًا بشكل كامل بشأن مستويات الأكسجين لدى ترامب، فقال إن نسبة الأكسجين في دم الرئيس انخفضت إلى 93%، يوم السبت، فقد كان مراوغًا بشأن حلقة سابقة من انخفاض الأكسجين يوم الجمعة، عندما سأل أحد المراسلين عما إذا كان ترامب أقل من 90 %، قال الدكتور كونلي أن مستوى الأكسجين لديه لم ينخفض أبدًا إلى "الثمانينيات المنخفضة"، مما يترك احتمال سقوطه في الثمانينيات، والذي قال الخبراء إنه سيكون منخفضا بشكل مقلق، وعلامة على مرض خطير للغاية.