نفذها السادات.. قصة خطة الخداع الاستراتيجي بحرب أكتوبر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



قبل الدخول إلى حرب أكتوبر 1973، اعتمد الرئيس الراحل محمد أنور السادات على خطة الخداع الاستراتيجي لإيهام المسئولين الإسرائيليين أن الجيش المصري لا ينوي أن يدخل في أية حروب في وقت كان يجهز فيها الجيش لاستعادة أراضي مصر.

وطالب "السادات" من الجيش أن يتقدم بالقرب من الأماكن المحتلة سيعود مرة مرة آخرى وتكرر هذا الأمر حتى ظن الجيش الإسرائيلي أن نظيره المصري غير قادر على الهجوم، كما سرب خبر وهمي عن سفره خارج مصر خلال شهر أكتوبر.

وفيما يلي يقدم "الفجر" خطة الخداع الاستراتيجي التي اعتمد عليها "السادات" خلال حرب أكتوبر وساهمت في تحقيق النصر:

- في يوليو 1972 اجتمع الرئيس السادات مع رئيس المخابرات العامة ومدير المخابرات الحربية ومستشار الأمن القومي والقائد العام للقوات المسلحة لوضع خطة خداع استراتيجي تسمح لمصر بالتفوق على التقدم التكنولوجي والتسليحي الإسرائيلي عن طريق إخفاء أي علامات للاستعداد للحرب وحتى لا تقوم إسرائيل بضربة إجهاضية للقوات المصرية في مرحلة الإعداد على الجبهة.

- اشتملت الخطة على ستة محاور رئيسية تضمنت إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية، إجراءات تتعلق بنقل المعدات للجبهة، إجراءات خداع ميدانية، إجراءات خداع سيادية، تأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة، توفير المعلومات السرية عن القوات الإسرائيلية وتضليلها.

- اتخذ مجموعة من الخطوات التى كانت تهدف إلى تضليل العدو الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر 1973، وكان أهمها؛ أن الرئيس السادات والجيش المصري، لا يفكرون في الحرب على الإطلاق، واستمرار الوضع على ما هو عليه، وهو اللاحرب واللاسلم.

- حاول إظهار ضعف مصر اقتصاديًا وعدم قدرتها على الهجوم، وإظهار حرصها على أن حل الأزمة يجب أن يكون سلميا، واشتمل الحل السياسي بإظهار قبول حالة اللاسلم واللا حرب والإعلان عن عدم الحسم أكثر من مرة ثم الخداع الإستراتيجي والتعبوي الإعلامي، مثل قرار وزير الحربية بزيارة ليبيا في توقيت معين.

- تم نشر أخبار سلبية عن الوضع الاقتصادى وتصدير فكرة أن مصر لا يمكنها خوض أى معارك، وليس أمامها خيار آخر سوى القبول بحالة السلم، وعلى الصعيد السياسى تم إعداد خطة حرب بسيطة وشاملة بالتنسيق مع الجانب السورى، مع الأخذ فى الاعتبار إمكانية أحداث أى تغيير مع بداية الحرب مباشرة.

- تعمد تكرار إجراء التعبئة العامة والاستدعاء ثم تسريح القوات، ما جعل القيادة الإسرائيلية تترد كثيرًا في إعلان حالة الاستعداد القصوى إزاء كل تعبئة تقوم بها مصر والقيام بعملية تعبئة كاملة للقوات قبيل بدء الحرب.

- التمرن على عبور القناة تحت سمع وبصر قوات العدو وإظهار عدم قدرة القوات على العبور، وتم إنشاء ساتر ترابي على الضفة الغربية لقناة السويس لإيهام العدو أن السادات قرر الدفاع فقط.

- اختيار ساعة الصفر نفسها تحديدا الثانية ظهرا فى العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر، وهذا لعدة أسباب أولها أن العدو لن يخطر بباله أن الجيش سيخوض الحرب فى شهر الصوم وفى أكتوبر تحديدا.