الحسيني الكارم يكتب: استدعاء لكل أرواح شعب أكتوبر 73
استحضار واسترجاع طبيعة الشعب المصري، نتمنى نستحضر روح وطبيعة وسلوك وتكاتف أكتوبر 73 للشعب المصري، الشعب المصري كان الشريك الرئيسي في ملحمة أكتوبر قبل المدفع والدبابة وكان الوعى الفطري للمصريين هو البطل الحقيقي، رغم عنف الحملات النفسية وعمليات نشر الإحباط واليأس.
إلا أن المصريين تحدوا كل ذلك، وقرروا فرض إرادتهم على العالم، فصلابتهم، وقوة تحملهم، وتمسكهم بحريتهم واستقلالهم؛ هزمت كل دعاوى الانهزام، وتمكن الشعب من الالتفاف حول قيادته السياسية الالتفاف الذي جنّب مصر مخاطر الانزلاق إلى النفق المظلم وتحقيق الأمن والاستقرار.
سلوك الشعب نفسه تغير تغيراً لا إرادياً للالتفاف حول القيادة والوطن وظهر هذا التغير في سلوكيات عدة منها سلوك اجتماعي بين الأفراد وبعضهم وسلوك التجار وتواجد السلع وأسعارها لدرجة أن أقسام الشرطة من أكتوبر 73 وحتى فبراير 74 لم تسجل محضر سرقة، أو مشاجرة بين المواطنين لأي سبب.
وما أكثر ما تعرض له الشعب المصري، والوطن في 73 من شائعات ومحاولات في التشكيك في كل شئ وكل الاتجاهات، فكانت الاتجاهات والقرارات داخلية تخص الشعب من الناحية الأمنية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية لدرجة أن الشائعات وقتها كانت تضرب وتخوض في المخزون الاستراتيجي السلعي والنقدي والصحي وكل الذي كان ضروريا للمواطن الطبيعي البسيط لضرب النفسية وخلق فجوة بينه وبين قياداته وشق الصف وخفض الروح المعنوية.
ولكن اليوم لأبد من إطلاق دعوة شعبية لكل أطياف وفئات الشعب لاستحضار روح ووعي وقوة الوطنية في أكتوبر 73 وخصوصًا أن هذه الأيام تختلف تمامًا عن أيام معركة 73 حيث كان العدو ليس لديه إلا عدة وسائل لبث الخسة والفتنة بين الشعب من محطات إذاعة وقنوات خارجية عن طريق الراديو فقط وكان الراديو والتلفزيون خلال هذه الفترة ليس في متناول الجميع ولا الأسر والمنازل حتي أنه كان في بعض المقاهي دون البقية والاستعانة ببعض الجواسيس المجندين بمقابل مادي في إطلاق الشائعات في النوادي والمقاهي وكل تجمع، أما الآن كل فرد من الشعب في يده وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك ويوتيوب وخلافه.
ما أسهل المهمة علي أعدائنا وبالمجان وبدون جهد ونتصور دائما القوى المهاجمة للدولة المصرية أنها يمكن في سنوات أو حتى قرون إنهاء الدور أو المشروع المصري من زعامة وقوة إقليمية والأمن الإقليمي، ودور مصر في الأبعاد الإنسانية، والتي على رأسها إقرار العدالة والنزاهة؛ لمصلحة المجتمع البشرى، والإقليمي.
ترى هذه القوى العدوانية أن وجود المشروع المصري الإنساني قد يعطل مصالحها القائمة على الاستغلال والهيمنة على الشعوب ونجد مصر ساندت بكل قوتها دعوات تحرر الإنسان العربي والأفريقي من الاحتلال متحدية القوى العظمى، فكان الرد حاضراً في التواطؤ ضدها من الخونة قبل الأعداء.
وهذا ما نجده الآن وبوضوح الشمس، من تحديات داخلية شرسة وحدودية ودولية وغيرها تبعد عن الحدود ونضيف عليها محاولة القضاء علي المشروع المصري للدولة المصرية، من نهضة وتقدم وزعزعة أمنها واستقرارها.
لابد من استرجاع روح أكتوبر 73 الشعب كله جيشاً ملتفاً حول قيادته ومصلحة وطنه وشعبه وأرضه ولا تكون سلاح في يد أعدائك وأعداء وطنك عن عمد، أو بدون عمد والكبير يحكي للصغير، الآباء والأجداد تقص قصص التكاتف والتلاحم عن ملحمة الشعب ومساندته لقواته المسلحة وقيادته السياسية.